لا شك برغم ما يحصل من اعتقالات واتهامات بالفساد المالى والصراع العائلى للحكم إلا أن المملكة العربية السعودية تعيش هذه الأيام منعطفا تاريخيا مهما بقيادة الملك سلمان وولى العهد الأمير محمد بن سلمان والذى فى رأيى يمثل شباب المملكة المثقفين والمتعلمين والمنفتحين حول ما يجرى فى العالم، فليس فقط السماح للمرأة بقيادة السيارة ودخولهن بعض الملاعب لمشاهدة الرياضة هو الدليل على التغيير بل المشروعات العملاقة والطموحة المصاحبة لهذه الرؤية التى لا يتكل على دخل البترول الذى سينضب كذلك الطموح السياسى لدى المملكة أن تجعل من نفسها قوة إقليمية كبيرة ومهمة فى منطقة الخليج.

وفى لقاء خاص مع أحد الشخصيات السعودية المهمة فهمت منه أن الحكم الحالى فى السعودية يرتكز على، أولا محاربة التطرف والإرهاب، وثانيا العودة إلى الإسلام المعتدل وكلمة عودة هو اعتراف ضمنى أنه حصل بعض التعصب والتطرف، وثالثا الانفتاح على العالم وتعزيز الحوار مع الآخرين، وقد أسس عام 2005 مركز الملك عبدالله عبدالعزيز لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان تشترك فيها إسبانيا والنمسا والفاتيكان والسعودية. وأخيرا محاربة الفساد، وقد رأينا هذا الأسبوع الإجراءات القوية والباترة فى هذا الخصوص والتى لا تجامل أحدا.

وقد أعلنت هذا الأسبوع أن السعودية وجهت دعوة لغبطة البطريرك بشارة الراعى البطريرك الكاثوليكى للموارنة لزيارة المملكة فى سابقة تعد الأولى من نوعها.

مع هذا التغيير لا يجب أن ننسى حقوق العاملين من غير المسلمين فى المملكة العربية السعودية فى ممارسة شعائرهم الدينية والتى ما زالت ممنوعة بتعسف حتى الآن وهذا المنع لم يعد يناسب عصر الانفتاح على العالم مع وضع الضوابط نظرًا لخصوصية المكان «دينيا».

علينا أن نشجع رياح التغيير التى تهب على السعودية لمكانتها المتميزة فى العالم العربى والإسلامى والدولى فليس خفيا أن مصر والسعودية تؤثران وتتأثران ببعضهما البعض. فليكن ذلك من أجل خير البلاد والمنطقة بأسرها والتى أصبحت تحت صفيح ساخن.