بيلاروسيا تستخدم المهاجرين كسلاح في وجه الاتحاد الأوروبي - دوريات أجنبية - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بيلاروسيا تستخدم المهاجرين كسلاح في وجه الاتحاد الأوروبي

نشر فى : الخميس 11 نوفمبر 2021 - 9:35 م | آخر تحديث : الخميس 11 نوفمبر 2021 - 9:35 م
نشرت دورية فورين بوليسى نشرة إخبارية قصيرة للكاتب كولم كوين تناول فيها محاولات بيلاروسيا استخدام المهاجرين على حدودها كسلاح فى وجه الاتحاد الأوروبى وتسهيل دخول اللاجئين لدول الاتحاد عبر بولندا ولاتفيا وليتوانيا، ويشير إلى سوء إدارة بولندا لهذه الأزمة من جهة إنسانية، وعدم اتخاذ الاتحاد الأوروبى لقرارات فعالة لحلها.. نعرض منه ما يلى.
اتهمت بولندا بيلاروسيا بتعمدها تصعيد حالة التوتر. فألقت بولندا باللوم على حكومة الرئيس البيلاروسى ألكسندر لوكاشينكو لتسهيلها تدفق اللاجئين والمهاجرين الذين يحاولون العبور إلى أراضى الاتحاد الأوروبى من خلال حدود بولندا.
أدانت المفوضية الأوروبية ما يحدث، ووصف المتحدث باسم الهجرة أدلبرت جانز عملية فتح بيلاروسيا لمعابرها بأنها «استمرار لمحاولات يائسة من قبل نظام لوكاشينكو لاستخدام الناس كبيادق لزعزعة استقرار الاتحاد الأوروبى، وبالطبع القيم التى يدافع عنها الاتحاد».
اتُهمت حكومة لوكاشينكو بإغراء المهاجرين من العراق والدول المجاورة بوعود حول توفير المرور السريع إلى الاتحاد الأوروبى عبر حدود بيلاروسيا إلى لاتفيا وليتوانيا وبولندا.
تشير التقارير الواردة من حدود ليتوانيا إلى أن قوات الأمن البيلاروسية ساعدت فى عبور المهاجرين. يصعب الحصول على تغطية من الحدود البولندية، حيث منعت السلطات المدنيين، بمن فيهم الصحفيون، من الاقتراب من مسافة 1.8 ميل. نشرت مجلة فورين بوليسى رسالة من المنطقة فى سبتمبر من قبل الصحفى البولندى توماسز غريزيواسكى، الذى أشار إلى أنه «بينما تسعى الأنظمة الاستبدادية إلى زرع الفتنة والفوضى الداخلية فى بولندا ودول البلطيق، فإن سلاحها هو البشر الذين لا حول لهم ولا قوة».
تشير الأزمة إلى مزيد من التدهور فى علاقات الاتحاد الأوروبى مع بيلاروسيا بعد أن فرض الاتحاد عقوبات على بيلاروسيا فى أعقاب الانتخابات الرئاسية المزورة فى عام 2020، وتحويلها القسرى لطائرة ريان إير الصيف الماضى للقبض على معارض سياسى.
سارعت دول الاتحاد الأوروبى المجاورة لبيلاروسيا فى اتخاذ تدابير أمنية لإبعاد المهاجرين. ضاعفت بولندا تقريبًا عدد أفراد الأمن على حدودها، بينما بدأت ليتوانيا فى بناء سياج حدودى يبلغ طوله 316 ميلا لمنع عمليات المرور غير المرغوب فيها.
بالإضافة إلى مواجهة الأسلاك الشائكة والحراس المسلحين، يتعين على المهاجرين الآن مواجهة ظروف الشتاء القاسية. وبحسب ما ورد لقى ما لا يقل عن عشرة مهاجرين مصرعهم منذ زيادة عمليات العبور هذا الصيف.
وفى حين أن وصف الوضع باعتباره شكلا من أشكال «الحرب المختلطة» هو وصف مبالغ فيه، إلا أن احتمال نشوب صراع فعلى ليس بعيدًا، حيث تقع القوات المسلحة من الحكومتين البولندية والبيلاروسية فى نطاق إطلاق النار.
يتغيب عن المشهد الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس). قاومت بولندا حتى الآن الدعوات التى تنادى بالسماح للوكالة بتقديم المساعدة، على عكس ليتوانيا ولاتفيا. وتم توجيه الانتقادات لموقف بولندا، لأسباب ليس أقلها عمل القوات البولندية بدون رقابة.
اتهمت مؤسسة أوكالينى، وهى مجموعة بولندية تعمل مع المهاجرين، السلطات البولندية باستخدامها أساليب غير إنسانية، مسلطة الضوء على سياساتها فى صد المهاجرين ورفض طلبات اللجوء بما يخالف القانون الدولى، وهو الأمر الذى أدانته المفوضية أيضا.. هذه ليست المرة الأولى، أظهر قرار الولايات المتحدة طرد المهاجرين من هاييتى فى سبتمبر أن هذه السياسات لا تستخدمها بولندا وحدها.
على الرغم من أن كل دولة يمكن أن تستوعب بسهولة عددًا صغيرًا نسبيًا من المهاجرين، إلا أن بولندا التى يحكمها حزب القانون والعدالة اليمينى المتطرف يجعل أمر الترحيب بهم صعبا. المواقف فى بولندا تجاه المهاجرين تتغير ببطء. وجد استطلاع رأى أجرته مؤسسة جالوب أن عدد المستجيبين الذين يرون أن المهاجرين فى بلادهم أمر جيد قفز من 28 فى المائة إلى 42 فى المائة من عام 2016 إلى عام 2019.
لا توحى الحلول الأخيرة لعمليات الهجرة التى طرحها الاتحاد الأوروبى بالثقة فى وجود حل إنسانى ومنظم. أو كما أظهر نهج الاتحاد الأوروبى تجاه تركيا وليبيا، غالبًا ما تتضمن الحلول ضخ الأموال لحل المشكلة. على المدى القصير، يبدو أن المزيد من العقوبات هو الخيار الأكثر ترجيحًا لقادة الاتحاد الأوروبى؛ حيث حثت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بروكسل على معالجة أحد الأسباب غير الجذرية التى ساهمت فى زيادة أعداد المهاجرين فى الفترة الأخيرة ألا وهى شركات الطيران التى ترسل المهاجرين إلى بيلاروسيا.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغني
النص الأصلي

التعليقات