** ربما لا يمكن لأى إنسان أن يتغاضى عن رد فعل جماهير الأهلى لخبر اعتذار الكابتن محمود الخطيب عن الاستمرار فى رئاسة النادى أو الترشح للدورة القادمة بسبب حاجته للراحة واستكمال العلاج راجيا أن يمن الله عليه بالشفاء والتعافى.. فهناك موجات من الرجاء والأمل أن يعود عن قراره فى أوساط جماهير النادى العريضة.
** ولكن ما طُرح من أسماء لرئاسة النادى ليلة اعتذار الكابتن محمود الخطيب أمر غير منطقى، وأجزم أنه لا يوجد من الشخصيات التى نسبت إليها تصريحات أو سجلت عنها قوائم، لم تكن صادرة عن أى منهم. خاصة أن الضغط الجماهيرى ورفض أعضاء المجلس لقرار الاعتذار قد يثنى الخطيب عن اعتذاره، ومن أسف أن «السبق الصحفى» هنا استند على توقعات ورؤية شخصية من جانب كل من صاغ السبق. فماذا لو نجحت الضغوط واستمر الكابتن محمود الخطيب على الرغم من يقينى أنه بحاجة للراحة واستكمال العلاج خاصة أن رئيس الأهلى يتعرض بدوره لضغوط هائلة تتطلب حكمة ويقظة وضبطا للنفس فتغيب الراحة وأوقات التقاط الأنفاس.. وطوال سنوات رئاسته للأهلى يحسب للخطيب هذا الانضباط وهذا الشعور بحجم المسئولية التى يتولاها.
** أجرى الكابتن محمود الخطيب سلسلة من الاجتماعات وناقش أمور قطاع الناشئين، ولجنة التخطيط وحضر اجتماع مجلس الإدارة، والاجتماع كان بشأن إقرار ميزانية النادى التى اقتربت من 8 مليارات و500 مليون جنيه بجانب مشروعات كثيرة رفعت ميزانية النادى من مئات الملايين عام 2017 إلى مليارات الجنيهات.
** بعد فترة من اجتماع مجلس الإدارة غادر الكابتن محمود الخطيب غرفة مجلس الإدارة وطلب من الدكتور سعد شلبى مدير النادى مصاحبته وأبلغه بقراره بالاعتذار وعدم ترشحه لرئاسة النادى فى الدورة القادمة لحاجته الماسة للعلاج، وطلب منه إبلاغ أعضاء المجلس، وهو ما حدث بالفعل رغم رفض الدكتور سعد شلبى لقرار الكابتن محمود الخطيب وطالبه بضرورة الاستمرار. والتزاما بحكم منصبه أبلغ دكتور سعد شلبى أعضاء مجلس الإدارة الذين فوجئوا بقرار الكابتن محمود الخطيب وقد غادر الكابتن محمود الخطيب القاهرة، إلى الساحل الشمالى بحثا عن الاسترخاء والراحة.. وعلى الفور أصدر مجلس إدارة الأهلى بيانه الرافض لاعتذار الكابتن محمود الخطيب.
** فى عام 1978 كنت ضمن مجموعة كبيرة من الصحفيين ممثلا للأهرام، لتغطية مؤتمر صحفى للكابتن محمود الخطيب، وحين أعلن نجم الأهلى والكرة المصرية اعتزاله اللعب، كان القرار مفاجأة، فطالبه البعض بالاستمرار وأنه قادر على العطاء، وبكى بعض الحضور، وفى مباراة اعتزاله قدم الجمهور باقة حب كبيرة للخطيب.. ومن موقع اللاعب النجم، إلى موقع رئيس النادى النجم، فاجأ الكابتن محمود الخطيب الجميع بقراره بالاعتذار عدم الاستمرار فى رئاسة الأهلى، وكان وقع الخبر تكرارا لباقة الحب من جانب جماهير وأعضاء الأهلى، وكذلك أعضاء مجلس الإدارة، وكثير من الشخصيات الكبيرة، التى عاصرت الخطيب لاعبا مبدعا، وعاصرته رئيسا نجما للأهلى، تعامل مع مواقف وأزمات بمعايير الرجل المسئول الذى يعلم جيدا ماذا تعنى رئاسة مثل الأهلى يملك شعبية هائلة فى مختلف أركان مصر.
** أعرف الكابتن محمود الخطيب منذ سنوات السبعينيات، حين كان نجما ولاعبا مبدعا، تحيطه جماهير الأهلى والكرة المصرية بالإعجاب والحب. وخلال رحلته مع كرة القدم تعرض الخطيب لإصابات خطيرة ومؤلمة للغاية، لكنه كان يستمد قوة العودة من حبه لكرة القدم وللأهلى ولجماهيره. وحين اجتمع مع لاعبى الفريق الأول قبل إعلان قراره بالاعتذار كان اللقاء مع اللاعبين باستاد التتش، مسرح تألقه، ومسرح ظهور أجيال وأجيال من اللاعبين ومن النجوم على مدى سنوات منذ اكتمل بناء الملعب عام 1960، فكان استاد التتش عند أجيال الأهلى المتتالية محرابا لكرة القدم وللنجومية وللانتصارات.
** نعم رئاسة النادى الأهلى شرف كبير. ومن واقع سنوات من الاقتراب من رؤساء النادى وأعضاء مجلس الإدارة كانت أجيال وأسماء كبيرة تولت قيادة النادى، كانوا جميعا فى غاية الحرص على مبادئ الأهلى وتقاليده، وكان الكابتن صالح سليم هو صاحب مقولة: «الأهلى فوق الجميع». وكان يتحدث بهذا الشعار فى أثناء مرحلة انتخابات شهدت خلافات بين أبناء النادى فأطلق كلمته التى تعنى بوضوح أن الأهلى الكيان أهم من الجميع وهو الباقى، كيان قوى يحلق بجماهيره وبأعضائه إلى آفاق المحبة والإخوة والانتصارات.