الانقسام الكردى عائق أمام الحكم الذاتى - العالم يفكر - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 7:10 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الانقسام الكردى عائق أمام الحكم الذاتى

نشر فى : الأربعاء 13 نوفمبر 2013 - 7:50 ص | آخر تحديث : الأربعاء 13 نوفمبر 2013 - 7:50 ص

كتب سيروان كاجو، محلّل سورى، مقالا تحليليا نشر بمجلة صدى على الموقع الإلكترونى لمركز كارنيجى للشرق الاوسط، تناول فيه فرصة الأحزاب الكردية فى سوريا لفرض الحكم الذاتى السياسى، لكن الخصومات الداخلية والانقسام فى الصف الكردى الناجم عن تأثير الرعاة الإقليميين قد يحولان دون تحقيق ذلك.

ويشير كاجو إلى أن هذه الانقسامات الكبرى فى صفوف الأكراد السوريين ورعاتهم الإقليميين والسياسيين قد تؤدّى إلى تعطيل هذه الفرصة. فالخصومات بين الفصائل الكردية الأساسية فى سوريا ــ الحزب الديمقراطى الكردستانى فى سوريا، والحزب الديمقراطى التقدمى، وحزب الاتحاد الديمقراطى ــ عميقة جدا وتقف عائقا أمام وضع رؤية متماسكة للمستقبل. وتعكس هذه الانقسامات الخصومات داخل الصف الكردى فى مختلف أنحاء المنطقة، ولاسيما داخل الاتحاد الوطنى الكردستانى والحزب الديمقراطى الكردستانى فى العراق، وحزب العمّال الكردستانى فى تركيا. هذا وتساهم أجندات هذه المجموعات فى تعميق الانقسامات فى الولاءات السياسية للأحزاب الكردية السورية.

تمثّل قضية الحكم الذاتى عامل الانقسام السياسى الأساسى فى صفوف الأحزاب الكردية السورية. فعلى الرغم من أن كل الأفرقاء يؤكّدون أن الاندماج ضمن حكومة سورية مركزية ليس عمليا بالنسبة إلى الأكراد السوريين، لم تكن الأحزاب صريحة ولا موحّدة فى تحديد مطالبها السياسية. فالحجّة التى تستخدمها عموما هى أن اللامركزية ــ والحكم الذاتى للأكراد ــ تعزّز الوحدة الوطنية السورية وتؤسّس لمفهوم ملموس عن المواطنة الحقيقية. لكن على الأكراد السوريين أن يقدّموا تفسيرا مبسّطا للامركزية كآلية تنظيمية، بما يؤدّى إلى تعزيز دور السلطة المحلية، ويمنح مزيدا من السلطات للسكان المحليين من أجل إدارة شئونهم انطلاقا من خصائصهم الدينية والإثنية، ويساهم فى توزيع الثروات بطريقة عادلة. أما السياسة الخارجية وشئون الدفاع فتبقى فى عهدة حكومة مركزية محدودة فى دمشق. مع أن الأكراد فى سوريا يتشاركون التطلّع نفسه، إلا أنهم يختلفون حول التفاصيل: فحزب الاتحاد الديمقراطى يتصوّر نموذجا أكثر استقلالية، فى حين أن المجلس الوطنى الكردى يطالب بمنظومة شبيهة بحكومة إقليم كردستان فى العراق.

•••

ويرى كاجو أن السياسة الكردية فى سورية لا تقتصر على البعد المحلى. فالقوى الإقليمية تسعى إلى ترسيخ قواعد نفوذها المحلية داخل المجتمع الكردى السورى الذى يُعَدّ صغير الحجم بالمقارنة مع المجتمعات الكردية المجاورة فى تركيا والعراق وإيران. تاريخيا، اعتمد الأكراد السوريون على التجارب الكردية فى بلدان أخرى ليستلهموا منها تحرّكاتهم السياسية. فعلى سبيل المثال، كان للانتفاضة الكردية فى العراق التى قادها مصطفى البارزانى، مؤسّس الحزب الديمقراطى الكردستانى فى العراق، تأثير كبير على الحزب الديمقراطى الكردستانى فى سوريا الذى أُسِّس فى العام 1958، وهو أول حزب سياسى كردى أبصر النور فى سوريا. وإلى جانب الدعم الأيديولوجى، تعتمد الأحزاب الكردية السورية على المموّلين الإقليميين من أجل بقائها فى المدى الطويل. فى الماضى، كان هذا الدعم يؤمّن لها الحماية فى مواجهة القمع الشديد من النظام، أما فى الأزمة الحالية فيتسبّب بتعميق الانقسامات.

التعليقات