ضيف جديد فى البيت الأبيض - فهمي هويدي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 8:57 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ضيف جديد فى البيت الأبيض

نشر فى : الأربعاء 15 أبريل 2009 - 8:31 م | آخر تحديث : الأربعاء 15 أبريل 2009 - 8:31 م

 فاتنا أن نشاطر الأمريكيين احتفاءهم بمناسبة مهمة لقيت تغطية إعلامية واسعة، واحتل خبرها صدارة الصفحة الأولى من صحيفة «واشنطن بوست». وتمثلت تلك المناسبة فى حلول ضيف جديد على البيت الأبيض انتظره كثيرون، وظلت أسرة الرئيس أوباما تترقب وصوله منذ تولى السلطة فى شهر يناير الماضى. إلى أن حل يوم الثلاثاء 14 أبريل الحالى الذى قدم فيه الضيف الجديد إلى العالم، كما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.

كانت صحيفة واشنطن بوست قد نشرت على صفحتها الأولى صورتين كبيرتين للضيف، إحداهما أخذت من موقع إلكترونى غامض، والثانية التقطها أحد مصورى البيت الأبيض. فى وصف الضيف قالت الوكالة الفرنسية إنه يتمتع بشعر أسود، وإنه عنيد وفخور، وميال إلى العراك. لكنه صلب يتحمل التعب، وصاحب ذكاء خارق. وفضلا عن ذلك فهو سباح ماهر. إضافة إلى كل ذلك، فإنه طوال الأشهر الستة الماضية خضع لتدريبات من نوع خاص، لكى يكون مؤهلا للانضمام إلى ساكنى البيت الأبيض، وأهم هذه التدريبات بطبيعة الحال كانت تلك التى تعلقت بقواعد البروتوكول. لكى يحسن الضيف التصرف فى مقر الرئاسة الأمريكية.

الضيف المذكور حمل اسم «بو»، ولم يكن سوى الكلب الذى كان الرئيس أوباما قد وعد ابنتيه به أثناء حملته الانتخابية. وقد هداه إليه السناتور تيد كينيدى شقيق الرئيس الراحل جون كينيدى.

طبقا للأعراف الأمريكية فإن جميع رؤساء الولايات المتحدة، منذ كالفن كوليدج الذى انتخب عام 1923 اقتنوا كلبا على الأقل خلال ولايتهم الرئاسية. وهذه الأعراف ليست منفصلة عن تقاليد المجتمع الأمريكى والمجتمعات الغربية بوجه عام، التى تحتل فيها الحيوانات الأليفة وفى مقدمتها الكلاب مكانة خاصة لدى الناس. حتى ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن أغلب الأمريكيين الذين ولدوا بعد الحرب العالمية الثانية ولم يعد لديهم أطفال ليعتنوا بهم، يكرسون معظم أوقاتهم للعناية بكلابهم وقططهم. وقدرت نفقات هذه الرعاية بحوالى ألف دولار شهريا. وقالت جمعية أطباء البيطرة فى تقرير لها إن الأمريكيين أنفقوا فى عام 2006 مبلغ 24.5 مليار دولار على شراء أدوية لحيواناتهم المنزلية. وفى بعض الولايات الأمريكية فإن الإساءة إلى الكلاب تعد جنحة يعاقب عليها مرتكبها. وثمة حادثة شهيرة فى هذا الصدد بمقتضاها تم إيقاف جندى فى كارولينا الشمالية «اسمه تشارلز جونز» عن عمله وبدء التحقيق معه، بعد أن أثبت فيلم فيديو أنه أساء إلى كلب تابع للشرطة، وفى كندا الملاصقة للولايات المتحدة اشترى ثلاثة أطباء بيطريين جزيرة فى مقاطعة بريتيش كولومبيا، ودفعوا فيها 2.2 مليون دولار، لأجل تحويلها إلى منتجع للترفيه عن الكلاب من ذوى الحاجات الخاصة!

الظاهرة حاضرة بقوة فى أوروبا، ومن أحدث تجلياتها فى فرنسا أن بعض المتخصصين أنشأوا موقعا لتدبير اللقاءات بين الحيوانات الأليفة أسوة بتلك المخصصة للتعارف بين البشر. بحيث أصبح بوسع أى شخص أن يحصل عبر الإنترنت على قائمة الكلاب من ذوى «القلوب الوحيدة» معززة بالصورة والفصيلة والعمر. تمكنه من التعرف على «رفيق» مناسب للكلب الذى يقتنيه. وإلى جانب محال الحلاقة الخاصة بالكلاب فى فرنسا والمخازن التى تبيع ثيابهم وربطات أعناقهم وسلاسلهم، ظهرت دور الحضانة والفنادق التى تستضيفهم أثناء سفر أصحابهم. وفى إنجلترا عرض عطر للكلاب باسم «يوتيت آموند»، ثمن الزجاجة منه يعادل 450 جنيها. وفى ألمانيا بدأ تصنيع أحذية بمقاسات مختلفة لكلاب الشرطة، تمهيدا للتوسع فى إنتاجها إذا نجحت تجربتها. شىء طيب أن يهتموا بالكلاب والقطط، لكن ليتهم يوجهون نصف ذلك الاهتمام أو ربعه للبشر الذين يموتون من الجوع والمرض فى أفريقيا.

فهمي هويدي فهمى هويدى كاتب صحفى متخصص فى شؤون وقضايا العالم العربى، يكتب عمودًا يوميًا ومقالاً اسبوعياً ينشر بالتزامن فى مصر وصحف سبع دول عربية اخرى. صدر له 17 كتابا عن مصر وقضايا العالم الاسلامى. تخرج من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1961 ويعمل بالصحافة منذ عام 1958.