نظرة أنثوية إلى مباريات المونديال - صحافة عربية - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 6:30 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نظرة أنثوية إلى مباريات المونديال

نشر فى : الأربعاء 16 يوليه 2014 - 9:05 ص | آخر تحديث : الأربعاء 16 يوليه 2014 - 9:05 ص

أتضامن مع الذين يجتاحهم شغف منقطع النَظير أثناء مباريات المونديال وأغبطهم ــ لأن الشغف الذى ينتابهم فى أثناء المباريات العادية أقل حرارة وهوسا ــ ففى جنون الشَغف تكمن سعادة من نوع خاص، تطغى على ما عداها من حالات شعورية ووجدانية، يبهت أمامها مجموع الأفراح اليومية، العادية، العاجزة غالبا عن التعالى على المتاعب والمشقات والآلام، وتخطيها.

تمثِل قواعد لعبة كرة القدم، بمرتكزاتها وأجوائها النفسية، روح العصر العولمى، روح التنافس والمزاحمة والتسابق والتحدى والقوة والمغالبة والغلبة، والربح والخسارة، والانتصار أو الهزيمة. وكان لابد لى، رغم تضامنى، أن ألاحظَ أن بعضَ النساء ينخرطنَ تدريجيا فى «روح العصر»، بعد طول عزلة وغياب، ولكن لا تبدو أهدافهن، لأول وهلة ومن دون إمعان، متطابقة تماما مع أهداف الرجال، فيبدونَ مأخوذاتٍ بالموضة، وبالجو والهيصة، وبوسامة واقتحامية اللاعبين. ولكن هذه الظاهرة مثيرة للاهتمام والبحث، لأنها قد تنبئ بالتحولات التى تصيب ذهنيتهن، أو على العكس تنبئ بثوابتها. وعلى العموم تحلق على مباريات كرة القدم روح رجولية، تلك الروح المجبولة بعشق القوة والغلبة والتفوق بأى ثمن.

يتضح نسبيا أن الاهتمام بكرة القدم الذى بات يقسم شعوب الكرة الأرضية، ويؤجِج مشاعرها ونوازعها، وأحيانا غرائزها السلبية (التعصب الدينى أو الإثنى)، ليس تلقائيا تماما. فلا حذاقة اللاعبين وفنونهم، ولا براعتهم، ولا رشاقتهم، ولا روح التنافس والتحدى والغلبة التى تغمر أرواح الأنصار وتفتش عن مسارب لها، كافية لشرح وتسويغ كل هذا الشغف الذى يمكن أن يوظفَ بعضه فى التبارى فى ميادين الإبداع والمعرفة والإنتاج والتنمية والتقدم وحقوق الإنسان. فما الذى تجنيه البرازيل مثلا من استضافة المونديال، ونظامها التعليمى مهترئ، وفقراؤها إلى ازدياد؟ وما الذى تجنيه دولة مثل غانا من المشاركة فى المباريات وحتى من الفوز بكأس العالم، إن قدِر لها أن تفوز، إذا كان معظم سكانها دون خط الفقر؟ نحمد الله أن لبنان لم يتنطح للمشاركة. بالمناسبة ما اسم فريق لبنان القومى؟!

بالمحصلة لن يتعذر على المتأمِل فى هذه الظاهرة التى تنضح بالشغف والنشوة والبهجة والحبور، والبراءة اللعبية، النبش فى المسكوت عنه، فى الخفيِ والمضمر، سعيا وراء مزيدٍ من المعانى والدلالات، كى يكتملَ تأثيث المشهد، واكتناه أغواره. هى رؤية أنثوية. ربما.

كاتبة لبنانيةعايدة

التعليقات