كل ما اعتقدناه كان خطأ - مواقع عالمية - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 1:44 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كل ما اعتقدناه كان خطأ

نشر فى : الخميس 17 مارس 2022 - 9:10 م | آخر تحديث : الخميس 17 مارس 2022 - 9:10 م
نشر موقع Eurasia Review مقالا بتاريخ 14 مارس 2022 للكاتب روبرت ريتش، أورد فيه بعض تصوراته التى شكلها عن القرن الحادى والعشرين، وكيف أقنعه بوتين وترامب بخطأ اعتقاده.. نعرض من المقال ما يلى.
يقول الكاتب إنه اعتاد تصديق العديد من الأشياء حول القرن الحادى والعشرين إلا أن غزو بوتين لأوكرانيا، وفوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية فى عام 2016 أثبتا أن ما آمن به كان خطأ.
كان يعتقد أن القومية فى طريقها للاندثار، وأن العولمة ستطمس الحدود، وأن الترابط الاقتصادى سينشأ بين الدول، وسيتوسع نطاق الثقافة الاستهلاكية والفنية فى جميع أنحاء العالم، لكن جاء بوتين وترامب وأثبتا خطأ هذا الاعتقاد، فكلاهما استغل القومية (المعادية للأجانب) لبناء قوتهما، كما أشعل عدوان بوتين روحا وطنية ملهمة فى أوكرانيا.
كان يؤمن الكاتب أيضا بأن الدول لن تستطيع التحكم فى ما يعرفه شعبها. وستجعل التقنيات الرقمية الناشئة، بما فى ذلك الإنترنت، من المستحيل التحكم فى التدفقات العالمية للمعلومات والمعرفة. باختصار، لن يقدر الطغاة على إبقاء شعبهم فى الظلام أو خداعهم. مرة أخرى، ترامب وبوتين أثبتا خطأ ذلك، فكلاهما ملآ وسائل الإعلام بالأكاذيب. كما حجب بوتين المواطنات والمواطنين الروس عن حقيقة ما يحدث فى أوكرانيا.
وبخصوص الحرب، كان يعتقد الكاتب أن الدول المتقدمة لن تحارب بعد الآن على الأراضى الجغرافية. وأن الأرض ستصبح أقل قيمة مقابل المعرفة التكنولوجية والابتكار. ولذلك فإن المنافسة بين الدول ستكون على تطوير الاختراعات المتطورة. وجد الكاتب نفسه على حق جزئيا. فعلى الرغم من أهمية المهارات والابتكار، إلا أن الأرض لا تزال توفر الوصول إلى المواد الخام.
الكاتب آمن بأن القوى النووية الكبرى لن تخاطر أبدا بالحرب ضد بعضها البعض بسبب اليقين من «التدمير المؤكد المتبادل». لكن الآن بوتين لجأ إلى التهديد بشن حرب نووية.
الكاتب لم ينس الحضارة، فى القرن الحادى والعشرين، وأنها لن تبقى رهينة رجال مجانين منعزلين لديهم القدرة على إحداث الفوضى كما كان الوضع فى القرن العشرين، فسيتم تقييد الطغاة. إلا أن وصول ترامب وبوتين للحكم أثبت خطأ هذا الاعتقاد أيضا.
نأتى للديمقراطية، اعتقد الكاتب أنها أمر لا مفر منه. ففى أوائل التسعينيات عندما انهار الاتحاد السوفيتى وكانت الصين لا تزال فقيرة. بدا أن الأنظمة الشمولية لم يكن لديها فرصة فى العالم المعولم الجديد المدفوع تقنيا. بالتأكيد، ستبقى الديكتاتوريات الصغيرة فى بعض المناطق الرجعية من العالم. لكن أظهر كل من ترامب وبوتين خطأ هذا أيضا.
ومع ذلك، أظهرت أوكرانيا أنه لا يمكن مواجهة جهود ترامب وبوتين لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء فى القرن الحادى والعشرين إلا من خلال ديمقراطية قوية بما يكفى. أوكرانيا أظهرت بكل إلهام أن الديمقراطية لا يمكن اعتبارها أمرا مفروغا منه.
يذكرنا الأوكرانيون والأوكرانيات أن الديمقراطية لا تدوم إلا إذا كان الناس على استعداد للتضحية من أجلها. وفى الحقيقة، التضحيات من أجل الديمقراطية اختلفت. فقد نضطر إلى الوقوف فى الطابور لساعات للتصويت، كما فعل عشرات الآلاف من السود فى انتخابات أمريكا 2020. كذلك قد نضطر إلى الاحتجاج وحتى المخاطرة بحياتنا حتى يتمكن الآخرون من التصويت، كما فعل قادة الحقوق المدنية البارزون مثل الراحل جون لويس ومارتن لوثر كينج جونيور. أما فى حالة أوكرانيا، فقد نضطر إلى خوض حرب لحماية الديمقراطية من أولئك الذين سيدمرونها.
شعب أوكرانيا يذكرنا أيضا بأن الديمقراطية هى الإرث الوحيد الأكثر أهمية الذى ورثناه عن الأجيال السابقة التى خاطرت بحياتها للحفاظ عليها. وستكون الإرث الأكثر أهمية الذى نتركه للأجيال القادمة ما لم نسمح لمن يخشاها بقمعها.
جوهر القول، بوتين وترامب أقنعانا بأننا كنا مخطئين بشأن القرن الحادى والعشرين. فالتكنولوجيا والعولمة وأنظمة الحكم الحديثة لم تغير طرق الاستبداد. لكن الشعب الأوكرانى ألهمنا وألهم الملايين من الناس حول العالم وأعاد تعليمنا دروسا استوعبناها وآمنا بها من قبل.

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات