العقاد.. الذى جحدناه - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
السبت 27 يوليه 2024 7:58 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العقاد.. الذى جحدناه

نشر فى : الجمعة 17 مايو 2024 - 7:40 م | آخر تحديث : الجمعة 17 مايو 2024 - 7:40 م

 • حينما وصل محمد محمود باشا إلى سدة رئاسة الوزراء فى مصر قال: «سأحكم مصر بيد من حديد» فرد عليه صاحبنا بقوة: «يد من حديد فى ذراع من جريد».

• كان كاتبنا أول كاتب فى تاريخ مصر الحديث يقف فى وجه الاستبداد ويواجه الظلم، فقد وقف فى وجه الخديو عباس حلمى وقت أن كان يعد نصف إله.. وحينما أراد الملك فؤاد حذف عبارتين من الدستور، هما «الأمة مصدر السلطات» «الوزارة مسئولة أمام البرلمان».

• فقال كلمته الشهيرة التى لم يجرؤ كاتب أو نائب أن ينطق بهما: «إن الأمة على استعداد لسحق أكبر رأس يخون الدستور» فسجنه الملك فؤاد.. وهو أول كاتب وبرلمانى يسجن فى تاريخ مصر الحديث.. لكن السجن لم يفت فى عضده أو يهز قناعاته، فخرج منه، ومرَّ على قبر سعد زغلول، فأنشد قصيدته الشهيرة، التى قال فيها:

وكنتُ جنين السجن تسعة أشهر *** فها أنذا فى ساحة الخلد أُولد

ففى كل يومٍ يولد المرءُ ذو الحِجى *** وفى كل يوم ذو الجهالةِ يلحد

وختمها قائلًا:

عداتى وصحبى لا اختلاف عليهمُ *** سيعهدنى كل كما كان يعهد!!

• ولم يسكت صاحبنا على استبداد فاروق، وهو الوحيد بين كُتاب مصر الذى لم يمدح ثوره 23 يوليو.

• ويعد أول من استقال من الوظيفة الميرى طواعية فى تاريخ مصر الحديث، وكان يسميها العبودية والرق الجديد.

• واستقال من حزب الوفد فى عز مجده وصولجانه، فهدده مصطفى النحاس، قائلًا: «هل نسيت نفسك، أنا زعيم الأمة، فرد عليه: «وأنا كاتب الشرق بالوحى والإلهام، فضيق عليه الحزب الخناق وحرمه من فرص العمل فى الصحف حتى كاد لا يجد قوت يومه دون استسلام».

• ورأى بعض المصريين يميلون إلى هتلر والنازية كراهية فى الإنجليز فبين للناس أن النازية وهتلر أسوأ من الجميع، رغم سيطرته على أوروبا، لكن كاتبنا لم يخف منها ومزق هتلر وفكرة النازية تمزيقًا بكتابه «هتلر فى الميزان»، حتى إن هتلر أباح دمه، قائلًا: «سأعلق العقاد على مشنقه أطول من قامته»، فلما وصلت جيوشهم إلى العلمين فضل الذهاب للسودان، فقضى أجمل سنواته مع السودانيين الذين أحبوه بصدق.      

• وكان العقاد معتدًا بنفسه، فقد نادى عليه رئيس البرلمان وقت أن كان نائبًا فيه عباس محمود العقاد، فقال له: «الأستاذ عباس.. لو يوجد أستاذ فى مصر لكان عباس العقاد».

• وكان يحب سعد زغلول، وهو أصغر صحفى مصرى، أجرى حوارًا معه وكان عمره وقتها 19 عامًا، وصادق النقراشى باشا فلما اغتاله النظام الخاص حزن عليه العقاد وكانت هذه بداية لحرب ضروس بينه وبين الإخوان كادت تودى بحياته حينما ذهب شاب من النظام الخاص لاغتياله فى بيته.

• وكان يكره الشيوعية ويمقتها مقتًا شديدًا وتنبأ بانهيارها بذلك، وهو الذى أسماها «أفيون الشعوب».

• ولما وجد أن البعض يريد أن يجعل ماركس ولينين وستالين رموزًا للأمة نهض بذكاء ليحى رموزها العظيمة فكتب «أبوالأنبياء إبراهيم، عبقرية محمد، عبقرية عمر، وعبقرية الصديق، وعثمان ذو النورين وعبقرية الإمام، وفاطمة الزهراء».

• وهو أول من أنصف الإسلام فى جو كان مشحونًا بالعلمانية والشيوعية والإلحاد وإقصاء الدين فكتب «الديمقراطية فى الإسلام» «الإسلام دعوة عالمية» «التفكير فريضة إسلامية» «الفلسفة القرآنية» و«المرأة فى القرآن» «حقائق الإسلام وأباطيل خصومه»، وغيرها.

• وهو أول مسلم كتب عن المسيح عليه السلام كتابًا كاملًا، ولولا شجاعته فى ذلك ما كتب الآخرون.

• وهو الذى أنصف السيدة عائشة ضد بعض الشيعة فكتب «الصديقة بنت الصديق»، وأنصف الحسين وبلال ومعاوية وعمرو بن العاص فكتب عنهم جميعًا بدقه وإنصاف.. ورفض أن يكتب عن الملوك والحكام وكتب عن الموتى والمفكرين، مثل محمد عبده، سعد زغلول، الكواكبى، وعن الفقراء والأفذاذ حتى لو كانوا على غير دينه، فكتب عن غاندى والأم تريزا، وبنجامين فرانكلين.

• وكان يكره الصهيونية ويراها صنوًا للشيوعية فأصلاها نارًا وكره الاستعمار وأصلاه الجحيم بقلمه فحاربه كل هؤلاء فعاش حياة الشظف والزهد حتى إنه كان لا يجد قوت يومه ولعل رسالته الشهيرة لصديقه «لا أجد قوت يومى» هى وصمة عار فى جبين الأدب المصرى، الذى لا يغنى كاتبًا ألف مائة كتاب وآلاف المقالات، رحم الله العقاد.

التعليقات