●● المنتخب الذى يرغب فى التأهل إلى نهائيات كأس العالم لا يختار من يواجهه، أو يختار الفريق الذى يظن أنه جسر العبور إلى البرازيل.. وعلى الرغم من قوة غانا، وعودتها إلى الساحة الإفريقية وثراء منتخبها بالمواهب والسرعات واللاعبين المحترفين فى أوروبا. فإن مواجهتها أفضل عندى من اللعب مع منتخب الجزائر أو تونس. وليس كما قالت بعض الصحف العربية: «المصريون يخشون مواجهة الجزائر». وإنما لأن لقاءات الأشقاء فيها حساسيات، وفيها ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب هكذا نظن. كما أن منتخبات الشمال الإفريقى تلعب بأسلوب واحد، وتكتيك واحد. تلعب كرة متغيرة الإيقاع. دفاعات صارمة. ويتحكم فيها غالبا وربما دائما الهدف من المباراة الفاصلة أو نتيجة المباراة الأولى، وموقع ملعب اللقاء.. وهذا لا تعرفه فرق القارة السمراء.
●● كوت ديفوار مثل نيجيريا مثل غانا. إنها فرق تتميز بالقوة واللياقة، والجرأة، واللعب المفتوح، المختلط بالفطرة، والسرعة ويتسم أداء تلك الفرق أحيانا بالإيقاع الواحد من خلال تجارب اللاعبين المحترفين فى أوروبا. وأضع تلك الصورة أمام مستر برادلى، لعل الرسالة تصل إليه أسهل: «الثعلب يكون غبيا عندما يصارع الأسد بالقوة، ويكون الثعلب غبيا حين يظن أنه يملك نفس المخالب التى يملكها غريمه.. ولأن الثعالب ذكية، فإنها تواجه الأسود من بعيد، وتناور وتحاور وتجرى حتى تحقق هدفها.. وقد تصيب وقد لا تصيب».
●● هذه الصورة تختصر سر فوز المنتخب بكأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات وتفوقه على منتخبات مسلحة بجيوش من اللاعبين المحترفين، وفى السر أسرار وأدوات أخرى، فاللعب عند اللاعب المصرى والعربى فى البطولات يكون من أجل الوطن، لكنه عند اللاعب الإفريقى يكون من اجل فريق. وهذا فارق، أضاف ضغوطا على لاعبينا فى أحيان. ومنحهم القوة والحماس فى أحيان أخرى.. وعلى الرغم من جيوش المحترفين بالمنتخبات الإفريقية وتفوقهم كنجوم فى أنديتهم. فإنهم يصابون بالإجهاد الذهنى عند مواجهة منتخبات الشمال التى تجيد بناء الحصون الدفاعية، وتخنق اللعب، وتضيق المساحات وتبطئ من الإيقاع، وهو مانسميه «بالكرة البلدى» أو ماكنا نسميه فى زمن مضى اللعب بطريقة «والله زمان ياسلاحى»، وهو نوع آخر من أنواع كرة القدم بجانب الكرة الحديثة، والكرة الجديدة، والكرة الجميلة.. وهذا الأسلوب البلدى الذى لا يعتاده اللاعب الإفريقى المحترف، يدفع الفريق المنافس مثل غانا ونيجيريا وكوت ديفوار والكاميرون إلى الملل أو الاندفاع فى هجوم كاسر شديد الشراسة، قد يطيح بالمنافس أو قد يكون سببا فى حماقات تطيح به.. هكذا تألقت فرق القارة سمراء فى بطولات وهكذا أطيح بها فى بطولات.
●● هذا كله اجتهاد ومحاولات لتفسير سر فوز مصر بكأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية، والتغلب بلاعبين محليين على منتخبات بالقارة مسلحة بلاعبين محترفين يلعبون فى أوروبا.. إلا أن أهم ما ميز منتخب مصر الذى تفوق على فرق كوت ديفوار، والكاميرون وغانا وغيرها فى مرات أنه خاض بطولتين للأمم بدون ضغوط فى عامى 2008 و2010.. وكان أداء الفريق أفضل من بطولة 2006 على أرضنا.. لكنى لا أتنبأ ولا أقلل إطلاقا من قوة غانا.. فالنجوم السوداء طلعت لنا فى عز الظهر فى مقر الاتحاد الإفريقى بالجيزة.. ربنا يستر.. دعاء أهل مصر الدائم؟!