مصر عبد الواحد ووائل جمعة - وائل قنديل - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 5:54 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصر عبد الواحد ووائل جمعة

نشر فى : الجمعة 17 ديسمبر 2010 - 7:37 م | آخر تحديث : السبت 18 ديسمبر 2010 - 9:23 ص

 يصلح الهدف الذى سجله وائل جمعة لصالح قطر بكل هدوء فى مرمى زميله عبدالواحد السيد عنوانا لكل ما يجرى فى مصر ، من السياسة إلى الاقتصاد إلى الثقافة والمحصلة أن هذا وطن يهزم نفسه بنفسه دائما.. يطيح بنفسه خارج السباقات والمنافسات بيده لا بيد أحد سواه.

هو منهج النيران الصديقة (صبحك الله بالخير يا علاء يا أسوانى) تجده فى كل مكان لأننا نعيش فى بلد بالتعبير الشعبى (ضارب لخمة) ويعيش حالة مروعة من التخبط والتناقض والانفصام فى الشخصية.. وطن يقر بأن الانتخابات البرلمانية الأخيرة شهدت خروقات وانتهاكات ومخالفات صارخة ومع ذلك يحتفل بنتائجها باعتبارها انتصارا وإنجازا.

فى حزبه الحاكم يقررون مسبقا أن تأتى النتائج بما يحتفظ للبرلمان بشكل من أشكال المعارضة الديكورية، فيأتى وائل جمعة فى توقيت قاتل بلعبة عجيبة تسكن الكرة فى مرماه فتنقلب الدنيا على الجميع، يبحثون فى الشوط الثانى وعن مرشحين معارضين بإبرة لكى ينجحوهم فلا يجدون إلا السقط.

يخرج القضاة بشهادات دامغة وموثقة عن المهزلة بكل ما اكتنفها من تزوير فاضح فيقولون إنها تهيؤات ثم يتطاولون على ضمير مصر بفاحش القول، ثم ينكرون ثم يعودون فيعتذرون عما أنكروا أنهم أتوا به.

يذهبون إلى الشعب قبل الانتخابات ويجلسون القرفصاء تحت أقدامه طلبا للأصوات ويغرقونه بوعود عن القمح الذى سوف يثمر يانعا فى البلكونات وحدائق المنازل، وعن الطفرة فى الخدمات الصحية بحيث تفتح الحنفية يخرج لك طبيب يقول لك «شبيك لبيك» وبعد الانتخابات والنجاح يتبخر كل شىء، فلا تقاوى للقمح ليزرعها الفلاحون، ولا مستشفيات عامة ستبقى على حالها بعد اللائحة المشينة التى مرروها بليل لتحويلها إلى علاج استثمارى يشوى الوجوه والبطون.

يوجهون الأساطيل لإنقاذ العدو المحتل من الحرائق ثم يعلنون أنه لا أمل فى السلام والمفاوضات معه.

ثم بعد كل ذلك يغضبون إذا خسروا، ويملأون الكون كلاما عن مؤامرات الجميع ضدنا، رغم أننا لا نترك فرصة لهؤلاء الآخرين الأوغاد للتفكير فى طريقة يهزموننا بها، ذلك أننا سباقون للقيام بالواجب ضد أنفسنا طوال الوقت، لأننا للأسف لم نعد مصرا واحدة، ونجحنا فى سد كل القنوات والنوافذ لحوار وطنى محترم ينتشلنا من هذا الحضيض المخيف.

وفى أوضاع كهذه من حق الكل أن يبحثوا عن وجود بديل، برلمان مواز وآخر شعبى، لأن أحدا لا يشعر أن هذا البرلمان الأعرج يمثله، ربما يمثل عليه ويمثل به.

منك لله يا حسن يا شحاتة.

وائل قنديل كاتب صحفي