دردشة مع مسئول عربى رفيع حول القدس - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الأربعاء 17 أبريل 2024 12:19 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دردشة مع مسئول عربى رفيع حول القدس

نشر فى : الأحد 17 ديسمبر 2017 - 9:05 م | آخر تحديث : الأحد 17 ديسمبر 2017 - 9:05 م
ليس فى العالم العربى حديثا يعلو على القدس، فالتساؤلات حيرى فيما يخص هوامش المناورة المتاحة أمام الفلسطينيين والعرب لمواجهة القرار الذى اتخذه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة فى 6 ديسمبر الجاري، ما يعنى نسف أى هوية عربية أو حق عربى فيها بإعلانها عاصمة لإسرائيل. تحدثت إلى مسئول عربى رفيع فى محاولة للتعرف على ما هو متاح أمام العرب للدفاع عن القدس؛ فبدأ بنبرة لا تخلو من الأسى «دعنا نتفق على أن الفلسطينيين خسرانين خسرانين (كررها مرتين)، لأن إسرائيل لا تعتزم إعطائهم شيئا، والإدارة الأمريكية الحالية منحازة إلى تل أبيب بشكل غير مسبوق، والعالم العربى يعانى حالة ضعف عامة معروفة أسبابها».
قلت وما العمل فى ظل هذه الظروف الصعبة؟ فقال: «على العرب أن يسارعوا بإعلان أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد وسيطا فى عملية السلام فى الشرق الأوسط؛ وبالتالى لن نقبل أى مبادرات منها، وهنا أقول إننى كنت أتمنى أن يتضمن البيان الختامى لاجتماع وزراء الخارجية العرب الذى انعقد فى 10 ديسمبر الجاري بشأن القدس الإعلان عن هذه الخطوة.. كانت هناك أصوات داخل الاجتماع تدفع فى هذا الاتجاه لكنها كانت قليلة أو خافتة». 
قلت للمسئول الرفيع المطلع عن كثب على التحركات العربية المرتبطة بالقضية الفلسطينية: هل مضى وقت إعلان العرب لهذه الخطوة التى من شأنها عزل الولايات المتحدة فيما يخص الصراع العربى ــ الإسرائيلى؟ فقال: يجب على الفلسطينيين أولا ثم العرب ثانيا أن يعلنوا أنه «لا توافق مع الولايات المتحدة أو أى نهج أمريكى مرتبط بالسلام فى الشرق الأوسط إلى أن يتحقق أحد أمرين أو كليهما: الأول هو أن تتراجع الإدارة الأمريكية عن قرارها بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وأتوقع عدم حدوث ذلك.
أما الأمر الثانى: فهو أن تقوم واشنطن بتحرك جاد وحقيقى فى محاولة لإرضاء الفلسطينيين بما لا يمكنهم رفضه، شريطة أن يتضمن الإبقاء على القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية فى الحل النهائى».
عدم التعاطي الفلسطينى والعربى مع أى نهج أمريكى فى عملية السلام دون تحقيق أى من الأمرين السالف الحديث عنهما كان أيضا أحد الاقتراحات التى طرحت على اجتماع وزراء الخارجية العرب ــ يواصل المسئول الرفيع ــ لكن لم يحدث توافق بشأنه، وبالتالى لم يندرج ضمن قرارات البيان الختامى للاجتماع، علما بأن الفقرة الثانية التى تتحدث عن «قيام واشنطن واشنطن بتحرك جاد وحقيقى يؤدى إلى إرضاء الفلسطينيين بما لا يمكنهم رفضه»، كان سيبقى الباب مواربا أمام الإدارة الأمريكية لاستدراك الخطأ والمأزق الذى أوقعت نفسها فيه فى ظل رفض دولى واسع للخطوة الأمريكية الأحادية المجحفة للحق الفلسطيني، وكان سيحفز واشنطن أيضا على التفكير جديا فى تحقيق شىء للعرب.
وشدد المسئول العربى على أن الأمريكيين تجاوزوا بحق العرب فى الإعلان عن نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، لأنهم اعترفوا ليس فقط بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، بل بالقدس كاملة بشرقها وغربها، علما بأن الأمم المتحدة تعتبر القدس الشرقية أرضا محتلة (تخضع لبنود معاهدة جنيف الرابعة) وبناء عليه ترفض ادعاءات إسرائيل بالسيادة عليها.
بلهجة قاطعة أكد المسئول فى نهاية حديثه على أن القدس الشرقية هى عاصمة الدولة الفلسطينية، وهى جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، وأنه لا يمكن بحال من الأحوال التوصل لحل للقضية الفلسطينية أو إقامة دولة فلسطينية من دون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لها.
التعليقات