أنهى مؤتمر موسع يناقش قضايا السياحة العلاجية الطبية أعماله هذا الأسبوع فى برلين ــ ألمانيا حضر المؤتمر عدد كبير من المهتمين بالأمر فى العالم منهم بالطبع أطباء وجراحون ومديرو استثمار فى مشروعات ترتكز على فكرة السياحة الطبية منهم أيضا خبراء اقتصاد لتقييم الأفكار وتقديم الخبرة إلى جانب العاملين بمجالات التسويق.
السياحة العلاجية فكرة اقتصادية رابحة فى كل الأحوال يتجه المريض إلى مركز معروف عالميا ليجرى جراحة ما بتكلفة أقل كثيرا من تلك التى يضطر اليها فى بلاده يرافقه دائما مرافق يطمئن على أحواله ويتولى الاهتمام بكل شئونه ويترجم له حديث الأطباء ويسأل نيابة عنه عن كل ما يشغل باله. إذا ما انتهى من العلاج أو الجراحة يبدأ برنامجا سياحيا وفقا لرغبته لزيادة معالم البلاد السياحية أو الاستجمام فى أماكن خاصة تتيح الراحة والاستمتاع بجمال الطبيعة.
لم تعد فكرة السفر للعلاج رفاهية يتمتع بها القادرون على السفر إنما أصبحت قرارا لمن يبحث عن علاج أقل كلفة مقارنة بتكاليف العلاج فى بلاده ومنها مصر إذ أردتم مقارنة حقيقية فاسألوا عن تكلفة زرع الكبد فى مصر وأمريكا والصين مع وضع الرعاية الطبية ونتائج العملية فى الاعتبار.
اسألوا أيضا كم تتكلف عملية القلب المفتوح لاستبدال الشرايين فى مستشفى خاص على أعلى مستوى متاح فى مصر وارجعوا تكاليفها فى أى مستشفيات باريس التى تتساوى جميعها فى مستوى كفاءة الأطباء والتمريض ومقاييس الجودة والرعاية ووجود برامج تأهيل المرضى بعد العمليات.
أصبح للسياحة العلاجية خريطة عالمية يحفظها جيدا الجميع يقصد الأمريكان المكسيك بينما تايلاند والهند وماليزيا هى وجهة الآسيويين. الصين تخصصت فى زراعات الأعضاء خاصة الكبد. عدد كبير من المرضى الروس يتجهون إلى ألمانيا كذلك يفعل الخليجيون أما أثرياء الأفارقة فغالبا ما يتجهون إلى فرنسا فى حين يقصد سكان أمريكا اللاتينية الجزء الأقرب إليهم من الولايات المتحدة الأمريكية ولاية فلوريدا ــ ميامى.
النجوم الصاعدة الآن فى سماء السياحة الطبية هى تركيا ودبى واليونان أطلقت أنقرة برنامجا يقضى بهدم المستشفيات القديمة وإعادة بنائها وفقا لمواصفات الجودة الحديثة فى بناء المستشفيات وتجهيزها على أعلى المستويات وتخصيصها لاستقبال مرضى السياحة العلاجية هم بالطبع يطمعون فى الاستئثار بمرضى الدول العربية خاصة دول الخليج.
قد يكون الاستثمار وبالفعل دافعا لبرامج السياحة العلاجية إذ إنها خدمة طبية حقيقية على مستوى عال تقدم لأجنبى يدفع ثمنها لكنها أيضا فكر إنسانى وراء تلك الرعاية الطبية المقدمة ومصدر دخل فورى للوطن وصناعة يعمل بها عدد من أبنائه.
هل لنا أن نأمل فى أن يبدأ لدينا برنامج للسياحة العلاجية من حيث انتهى جيراننا الأتراك؟ الأمر متروك لأصحاب الشأن الصحى العام والخاص وعلى الله القصد.