ترامب والغرب يسعون لوضع كل اليهود فى سلة واحدة - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:49 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ترامب والغرب يسعون لوضع كل اليهود فى سلة واحدة

نشر فى : الأربعاء 18 ديسمبر 2019 - 9:40 م | آخر تحديث : الأربعاء 18 ديسمبر 2019 - 9:40 م

نشرت جريدة هاآرتس مقالا للكاتب «Odeh Bisharat» يتناول فيه قرارات الولايات المتحدة الأخيرة، وقبلها قرارات الدول الأوروبية، باعتبار بعض الانتقادات الموجهة لإسرائيل على أنها عداء للسامية.. ونعرض منه ما يلى:

شيء ما فظيع يتم طبخه فى الغرب والولايات المتحدة. الأسبوع الماضى وقّع الرئيس دونالد ترامب قرارا يتبنى تعريفا أوسع ومثيرا للجدل لمعاداة السامية والذى يتضمن بعض أنواع الانتقادات لإسرائيل. ولكن عملية توسيع الحصانة لتشمل سياسات الحكومة الإسرائيلية بدأت منذ سبعة أشهر فى أوروبا، عندما قام البرلمان الألمانى بتمرير مشروع قانون يضع حركات المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات ضد إسرائيل ضمن معاداة السامية. وبعد ذلك، قام البرلمان الفرنسى قبل عدة أسابيع بتمرير مشروع قانون أشد حدة يقول فيه إن عداء الصهيونية نوعا من عداء السامية.
نظريا تعد هذه التطورات انتصارا غير مسبوق لليمين المتطرف فى إسرائيل.. فالعالم، أو على الأقل جزء كبير منه، يتفق الآن على تفسير متطرف لمعاداة السامية. وعلاوة على ذلك، هذه القرارات تحصن إسرائيل بطريقة شبه كاملة من توجيه أى انتقادات إليها... ويظل الهدف الأسمى وراء هذه القرارات هو تحصين إسرائيل فى مواجهة قضية واحدة وهى الاحتلال عامةً وقمع الشعب الفلسطينى خاصةً.
من الصعب إيجاد سابقة تاريخية لهذا النوع من الحصانة. ما هى الدولة الأخرى التى تتمتع بها، أو تمتعت بمثل هذا الامتياز؟ وأن تصبح الدولة فوق النقد. هل هناك هيئة تشريعية فى أى بلد ديمقراطى تجرؤ على إصدار قانون يقول أن انتقاد سياسة روسيا فى أوكرانيا «معادٍ لروسيا«؟ أو أن نقد السياسة الأمريكية تجاه المهاجرين المكسيكيين هو «معادٍ لأمريكا«؟ فقط إسرائيل هى التى تُمنح هذا الامتياز... لا تقترب من احتلالها الثمين.

الآن تحاول الحكومة اليمينية والجماعات الأيديولوجية المحيطة بها، بطريقة ناجحة إلى حد ما، الربط بين هوية الفرد اليهودى وسياسات الدولة، بين الأيديولوجية والفرد. فهم يريدون أن يعتبر العالم أن الفرد اليهودى وسياسات الحكومة الإسرائيلية وحدة واحدةــ الحظر المفروض على «أنواع معينة من انتقاد إسرائيل« فى قرار الولايات المتحدة، وأيضًا أن يكون الفرد اليهودى مرتبطًا كليا بأيديولوجية معينة.. عداء الصهيونية فى فرنسا هو عداء للسامية.
من المهم الإشارة إلى أن عددا قليلا من اليهود دعموا الصهيونية حتى بعد قيام الدولة الإسرائيلية. وعلى الرغم من أن معظم اليهود، على الأقل فى إسرائيل، يعتبرون أنفسهم صهيونيين، هذا لا يعنى أن كل الصهيونيين يدعمون الاحتلال وعمليات قمع الشعب الفلسطينى.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك بعض اليهود ليسوا صهيونيين. البعض من هؤلاء يهود يساريون وليبراليون ومتدينون.. وهناك أيضا من هو معارض للصهيونية. الآن جاء عشاق اليهود من جميع أنحاء العالم وقرروا أن جميع اليهود «موشى»، تماما كما يرى العنصريون جميع العرب على أنهم «أحمد».
هذا يعد انتصارا ساحقا، لأن هناك وجهين لهذه العملة. الوجه الآخر لهذه القرارات الغربية ستجعل من جميع اليهود فى العالم مسئولين عن الانتهاكات التى قامت بها الحكومة اليمينية فى الأراضى المحتلة. لذلك، إذا عكست المنطق، فإن هذه القرارات معادية للسامية لأنها لا تسمح بأى مجال لانتقاد أو معارضة السياسات الإسرائيلية.
أليس من المحير أنه بعد هذه الموجة، على وجه التحديد، ارتفعت الجرائم المعادية للسامية إلى حد ما، أو حتى بصورة كبيرة، خاصة فى الولايات المتحدة؟ بعد كل هذا تعطى هذه القرارات دليلا للجمهور الغربى بأن نقد سياسات الحكومة الإسرائيلية أمر لا مفر منه.
لقد حان الوقت لقيام ثورة يقودها اليهود فى إسرائيل وخارجها تنادى بعدم وضع كل اليهود فى سلة واحدة ــ سلة تأييد الاحتلال.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى:من هنا

التعليقات