●●أطرح اليوم قضية فنية بحتة: ما هو تأثير رحيل شيكابالا على أداء الزمالك؟ هل كان سلبيا أم إيجابيا؟
●● قبل الإجابة: شيكابالا أحد أهم وأبرز مواهب ونجوم الكرة المصرية. وهؤلاء عددهم لا يزيد على أصابع اليد الواحدة. والنجم درجة أعلى من اللاعب المجتهد. النجم تحب أن تذهب إليه الكرة. بينما اللاعب المجتهد ترى الكرة معه كما تراها مع غيره.
●● الإجابة: كان تأثير رحيل شيكابالا إيجابيا على الأداء الجماعى للفريق. فحين كان ضمن الصفوف، يبحث عنه كل لاعب مستحوذ على الكرة. فيمررها إلى شيكابالا، بغض النظر عن موقعه فى الملعب. كلما ذهبت الكرة إلى شيكابالا فإنه إن لم يكن فى المكان السليم، يتعطل إيقاع هجوم الزمالك. ولأسباب تكتيكية اتسمت هجمات الزمالك فى وجود شيكابالا بالتقليدية. وهى لم تكن كذلك مائة فى المائة فى وجود لاعب مثل المحمدى، فهو بسرعته وحسن تمركزه كان يجذب التمريرة من شيكابالا.
●● محاور لعب الزمالك تغيرت وتطورت وزادت برحيل شيكابالا، فلم تعد هناك محطة واحدة. وإنما عدة محطات. محمد إبراهيم. أحمد حسن. إبراهيم صلاح. موندومو. عبدالشافى. سمير. وهذا التنوع انعكس على شكل الهجمات وعلى سرعة الإيقاع. وعلى المناورات التكتيكية.. وشىء مماثل حدث فى أرسنال الإنجليزى. وأترك أرسين فينجر ليتحدث. وهو واحد من أهم وأشهر المدربين فى العالم. ويوضح هنا تأثير اللاعب النجم الواحد فى الفريق على الأداء الخططى والجماعى: يقول أرسين فينجر عن رحيل فان بيرسى: «إن رحيل الهداف الهولندى فان بيرسى إلى صفوف مانشستر يونايتد ساهم بخلق مزيد من التنوع فى طريقة لعب أرسنال نملك الآن روحا للفريق، ورغبة باللعب سويا وقوة العمق. نبدو كفريق حقيقى ونستمتع باللعب سويا. هذا أمر مثير للاهتمام.. إن رحيل فان بيرسى فتح الباب لخلط عدة أساليب لعب، وعدة تكتيكات»..
●● هناك فارق.. فقد سجل فان بيرسى 30 هدفا لأرسنال الموسم الماضى. ولم يقترب شيكابالا من ربع هذا الرقم للزمالك. ولأن كرة القدم لعبة تفاصيل دقيقة، وكثيرة، هناك فارق بين ميسى مع برشلونة وبين فان بيرسى مع أرسنال.. الفارق مبدئيا أن ميسى لاعب وسط وعقل من عقول برشلونة. بينما فان بيرسى مهاجم متقدم وذراع أرسنال الأطول، فالفريق الإسبانى تمت تربية لاعبيه على الأداء الجماعى. والبطل فى أداء برشلونة هو أسلوب اللعب، هو التمرير وإنهاك الخصم بالتمرير وبتحركات الجماعة. وهذا الأسلوب يهزم به لاعب برشلونة خصمه الأقوى بدنيا والأعنف، فالفردية ومواجهة الخصم بلاعب ضد لاعب قد تعنى خسارة المواجهة غالبا. هذا هو التفسير العام، ولا علاقة له بالمواقف الخاصة القليلة التى تحدث فى الملعب.
●● يبقى فارق نفسى مهم بين نجومنا ونجومهم.. فاللاعب المصرى حين يشعر بنجوميته وبأنه فريد ذاته، تراه يتصرف فى أحيان كأنه نواة الخلية. يدور حوله زملاؤه كما تدور ذرات النواة. وينظر نجمنا إلى المرآة فيرى نفسه ملكة فى خلية النحل، ويرى هو الجميع كأنهم شغالات فى مملكته!