ماركو روبيو...كابوس كلينتون الوحيد - محمد المنشاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 9:29 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ماركو روبيو...كابوس كلينتون الوحيد

نشر فى : الجمعة 20 نوفمبر 2015 - 9:10 ص | آخر تحديث : الجمعة 20 نوفمبر 2015 - 9:10 ص
فى الوقت الذى تدور فيه معارك انتخابية داخل الحزبين الجمهورى والديمقراطى للحصول على بطاقة الترشح للانتخابات الرئاسية للعام القادم، لا يبدو أن المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون تواجه منافسة حقيقية داخل حزبها فى ظل اكتساحها لكل الاستطلاعات والتى تأتى دوما على قمتها متفوقة على بقية المرشحين بنسب عالية. إلا أن الوضع يختلف تماما داخل الحزب الجمهورى، مع وجود عشرة مرشحين لنيل بطاقة الحزب. ويتربع على قمة السباق الجمهورى حتى الآن الملياردير دونالد ترامب والجراح بن كارسون، إذ يحصلان على نسبة مرتفعة فى استطلاعات الرأى تتراوح ما بين 20% و24% من الجمهوريين. ويأتى ثالثا بعدهما السيناتور من وولاية فلورديا ماركو روبيو بنسب تتراوح بين 8% و12% فى نفس الاستطلاعات. وأعتقد أن احتمالات انتصار هيلاى كلينتون على أى من المرشحين دونالد ترامب أو بن كارسون، عالية جدا، ولا يمثل أحدهما خطرا كبيرا على كلينتون. إلا أن تقديراتى ترى أن من يستطيع تهديد وصول السيدة كلينتون للبيت الأبيض هو ماركو روبيو.

***

ومن حسن حظ كلينتون أن روبيو يحل ثالثا فى استطلاعات الرأى بين الناخبين الجمهوريين. فمارك روبيو هو النسخة الجمهورية من المرشح الديمقراطى باراك أوباما والذى استطاع أن يتغلب على كلينتون قبل سبع سنوات. ويمثل روبيو عنصر الشباب إذ لم يتعد عمره منتصف الاربعينيات فى حين تقترب كلينتون من السبعين. ومثله مثل أوباما مكث روبيو فى مجلس الشيوخ لأربع سنوات فقط ممثلا لولاية فلوريدا قبل تجرؤه بدخول سباق الرئاسة الأمريكى فى مرحلة يراها خبراء الشئون الأمريكية مبكرة للغاية فى تاريخه المهنى كسياسى. وولد روبيو الثامن والعشرين من مايو 1971، وبدأ حياته السياسية مبكرا كعضو فى مجلس النواب المحلى بولاية فلوريدا عام 2000، إلى أن ترأسه قبل بلوغه سن السادسة والثلاثين. ومنذ إلقائه خطبة النصر ليلة فوزه فى انتخابات الكونجرس عام 2010 بدت على روبيو كل ملامح المرشح الرئاسى. فهو سياسى مختلف، وسيم، ولديه قصة إنسانية أمريكية جدا، إضافة إلى زوجة جميلة، جانيت، ذات أصول كولومبية، ويتحدث كلاهما الإسبانية بطلاقة، ناهيك عن أولاده الأربعة. ويجذب روبيو المتدينين من الأمريكيين، وهو شخص شديد التدين خدمة لأغراضه السياسية، ولإدراكه لأهمية الدين، وما يمثله له على المستوى الشخصى. ويذكر روبيو فى خطاباته الشعب الأمريكى بالقيم المسيحية النبيلة وأكد أن الأمريكيين «أبناء رب قوى وعظيم»، وأن «الولايات المتحدة ببساطة هى الأمة الوحيدة العظيمة فى التاريخ البشرى»! وهى لغة يفهمها ويفضلها الكثير من الأمريكيين. ويؤمن روبيو بقيم المحافظين والجمهوريين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ويحافظ روبيو على عادة الذهاب لكنيسته الكاثوليكية للصلاة كل يوم أحد، إضافة إلى قيامه بالتبرع المستمر وزيارة كبرى الكنائس البروتستانتية الأمريكية «المعمدانية الجنوبية». واقتصاديا يؤمن روبيو بشدة بضرورة خفض الضرائب، خاصة العقارية منها، وتحجيم دور الحكومة فى حياة الأفراد والعائلات، واجتماعيا، لا يؤمن روبيو بحق الإجهاض، ولا بزواج المثليين، ويدعم دور العائلة التقليدى فى المجتمع.

***

ويمثل روبيو قصة نموذجية للحلم الأمريكى إذ ولد روبيو لأبوين من المهاجرين الكوبيين ممن هربوا من نظام الرئيس فيديل كاسترو الشيوعى، وبدأوا حياتهم الجديدة فى الولايات المتحدة. وبعد أن عملا معظم حياتهما فى وظائف متواضعة بفنادق مدينة لاس فيجاس السياحية الشهيرة، استقر بهم الحال، مثل مئات الآلاف من الكوبيين، فى مدينة ميامى بولاية فلوريدا، ويعبر روبيو كثيرا عن فخره كونه «ابن المنفى» كون والديه من اللاجئين للولايات المتحدة.

نشأ روبيو فى منطقة ميامى الغربية، وأنهى دراسته الثانوية عام‏ 1989، ثم حصل على شهادة البكالوريوس فى العلوم السياسية عام 1993 قبل أن يكمل دراساته العليا بشهادة فى القانون من جامعة ميامى عام 1996. ومازال روبيو يعيش هناك على بعد أقل من 500 متر من منزل والديه. ويمثل روبيو للعديد من إستراتيجيى الحزب الجمهورى أملا حقيقيا فى هزيمة هيلارى كلينتون، ويرون أن وجوده على بطاقة الحزب الجمهورى من شأنها أن تجذب أصوات الجالية اللاتينية، إذ يمكنه أن يتحدث لهم ولوسائل إعلامهم بلغة يفهمونها بسهولة، إضافة إلى كونه ابن لاجئ كوبى، مما يجعله يمثل رمزا مهما لملايين المهاجرين من دول أمريكا اللاتينية، والذين يمثلون 15.8% من إجمالى السكان، ويفوق عددهم الأقلية السوداء التى تبلغ نسبتها 12.9% فقط. وتاريخيا.. صوت اللاتينيون بنسب كبيرة بلغت %65 عام 2008 للحزب الديمقراطى، إلا أنهم سيصوتون لأول مرشح رئاسى لاتينى بغض النظر عن هوية الحزب الذى ينتمى إليه، كما تدل استطلاعات رأى مختلفة.

***

ويمتلك روبيو مهارات كاريزمية تمكنه من جذب الكثيرين لصفه إذا ما استمعوا إليه. فمن خلال وضوح طريقة كلامه وسهولة الالفاظ التى يستخدمها يدخل روبيو بسهولة قلوب ناخبين لم يعرفوه من قبل. ويتحدث روبيو بلباقة واضحة أمام شاشات التليفزيون، وهو قليل الأخطاء كمرشح رئاسى. ولا يترك روبيو منافسة إلا ويهاجم المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون التى يراها تمثل الماضى فى حين يدعى هو أنه يمثل المستقبل. دعونا نأمل أن يحصل روبيو على بطاقة ترشح حزبه لكى نرى معركة انتخابية غير معروفة النتائج مسبقا.
محمد المنشاوي كاتب صحفي متخصص في الشئون الأمريكية، يكتب من واشنطن - للتواصل مع الكاتب: mensh70@gmail.com
التعليقات