المقامر يتلاعب بالعرب - محمد مكى - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 7:13 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المقامر يتلاعب بالعرب

نشر فى : السبت 22 يوليه 2017 - 8:55 م | آخر تحديث : السبت 22 يوليه 2017 - 8:55 م

لا يترك الرئيس الأمريكى، ترامب، يوما إلا ويؤكد لنا ــ نحن العرب ــ أنه مقامر وبيزنس مان شاطر، فالرجل الذى نجح فى انتخابات ــ مازالت هناك شكوك حولها فى مخالفة صارخة لكل بحوث المؤسسات والتوقعات ــ يدير أمريكا على طريقة الصفقات، لكن من سوء الحظ أن المكاسب لا تجنى إلا من منطقتنا، من خلال لعبة أصبحت مكشوفة يمارسها ترامب وإدارته، فيقرب دولة عربية «السعودية والإمارات» على حساب قطر، ويحصل على المعلوم، بعدها يوقع اتفاقيات وتعاهدات مع قطر ويقبض، ليترك الاعلام الأمريكى غير البرىء للتعريض بالسعودية والإمارات ومن حولهم، وكل مرة يحصل على المعلوم تتزايد فيه خسائر العرب وتنتفخ فيها البطون الأمريكية أولها بطون العائلة الحاكمة من ايفانكا وزوجها وغيرهم من الانجال.

المحزن أن اللعبة أصبحت مكشوفة لكن القادة العرب من باب المناكفة والعند العربى غير المقبول، وليست حتى البرجماتية ــ يكررون نفس الاخطاء دون مكاسب، إلا وعود البقاء على العروش، متجاهلين أن الأمريكيين ضحوا بشاه إيران ومبارك وصدام وبن على وغيرهم، وأن النفط والغاز وشراء السندات الأمريكية لا يكفى لتحقيق الامان لهم فى ظل تغيرات سياسية واجتماعية كبيرة فى المنطقة.

لا يمتلك أى شخص تحديد بوصلة الإدارة الأمريكية فى الوقت الحالى، خطابات متعارضة ومتغيرة كل يوم، ولا مانع من تسريب عن غضب داخلى ضد ترامب، وشركاته خارج امريكا بزعم انها تضر بالاقتصاد الأمريكى، ولا حتى شراكته مع رجل الاعمال الإماراتى الايرانى حسين سجوانى، المهم الحصيلة اليومية من نزيف المال العربى، والدفع لمنع التسريبات وما أكثرها، مع إثارة الرأى العام الداخلى فى المحيط العربى، وإسرائيل تكسب بعد أمريكا، ليصبح المواطن العربى وأمنه ووطنه وعرضه مهددا، وهو الخاسر الوحيد فى ماراثون طويل غير معلوم نهايته.

تقارير «رويترز» و«بى بى سى» والجرائد الأمريكية المتضاربة والمخابراتية فى الاغلب ــ تؤكد أن شيئا يُدبر، وأن الفوضى أصبحت منهجا متعمدا، مستغلة ضعف القيادات فى المنطقة ما بين الباحثة عن الشرعية والساعية للعرش والخائفة من الاسلام السياسى، مع قدرة الاجهزة الغربية الإيقاع بالجميع، من خلال كشف الحسابات المصرفية وحتى الايميلات الشخصية وتهمة جاهزة بدعم الارهاب ماليا وفنيا، فبعد اسابيع من اتهام قطر، أصبح الاتهام الاسبوع الماضى موجه للإمارات والسعودية.

خسارة العرب جزءا كبيرا من أموالهم على خلفية تراجع النفط إلى ما دون النصف، وأزمة مالية عالمية وكساد ــ جعلت كثيرا من قيادات المنطقة تبحث عن الامان للاستمرار فى الحكم، تحت ضغوط داخلية قابلة للانفجار، ليرفع الغرب شعار إنها بلاد تفيض «عسلا وزبدا ونفطا» ولا تمتلك حماية نفسها؛ لتدفع لتحصل على الامان حتى لو كان زائفا، وما قاله ترامب إبان الانتخابات كان واضحا وضوح الشمس من ضرورة الدفع مقابل الامن، لكن الغشاوة مطبوعة لتصبح معاناة تلك المنطقة أسلوب حياة.

السؤال كيف لأمة تمتلك كل ذلك المال وتكون منكسرة بهذا الشكل وترضى أن يتم التلاعب بها، دون معرفة مستقبلها إلا إذا كانت فرطت وانبطحت حتى النخاع وتنتظر الحل السماوى.

** من محاسن ثورات الربيع العربى التى أصبحت شتاء قارسا ونارا لظى وخريفا مدمرا ــ «الفرز» وكشف كثير من أسرار الغرف المغلقة، وأن كثيرا من أصحاب الياقات البيضاء يمارسون الذبح للبشرية.. ومن محاسن أزمة الخليج أن اللعب أصبح على المكشوف، والكل يرمى بياضه ليزيح الستار عن دول تمارس كل الموبقات فى السر والعلن، والقادم ينذر بالخطر.

** من باب السذاجة أن نطالب ــ نحن العرب ــ ترامب وأمريكا بالأخلاق فى إدارة ملفنا، والأيام تؤكد كل يوم أننا من نقدم براهين لزيادة الشقاق، حتى فى مصالحنا الضيقة، أفرادا ومجتمعات.

«حفظ الله الأوطان.. ومسجدنا الأقصى».

التعليقات