غزو أوباما لكوبا - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 8:22 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

غزو أوباما لكوبا

نشر فى : الإثنين 22 ديسمبر 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 22 ديسمبر 2014 - 8:00 ص

نشرت مجلة كريستيان ساينس مونيتورالأمريكية افتتاحية حول خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما وإعلانه التطبيع مع كوبا فى 17 ديسمبر بعد أكثر من خمسة عقود من العزلة، حيث وصفت تغير السياسة الأمريكية نحو كوبا بأنه ليس مع نظام «كاسترو» وإنما مع الشعب الكوبى، وتعكس هذه النقطة كيف أن الناس يقودون التغيير، أكثر من الحكومات، فى عصر العولمة.

وليست المفاجأة الكبرى ــ كما يوضح المقال ــ فى الإعلان عن عودة العلاقات الرسمية الجديدة بين البلدين؛ وإنما فى أن كوبا والولايات المتحدة استغرقتا وقتا طويلا للحاق بركب التغيرات العالمية التى جعلت علاقاتهما المجمدة تنتمى إلى عصور «مهجورة». فقد انتهت منذ فترة طويلة بنية القرن العشرين، حيث باعدت بينهما: الحرب الباردة، ومكافحة الاستعمار والخطاب المناهض للولايات المتحدة فى أمريكا اللاتينية، والماركسية، وتحديد القوى الكبرى لمواقع الصواريخ النووية. كما غيّر الجيل الجديد من الكوبيين الأمريكيين فى ولاية فلوريدا وجهات النظر حول الحصار الأمريكى، ذلك فضلا عن تضاؤل حجم المؤمنين بالشيوعية فى كوبا.

وفى هذا الإطار نصح المقال البلدين بأن يرتبطا بالأمور التى تعمل على توحيد العالم بدلا من العودة لأوضاع الماضى، حيث تراجعت أهمية الحكومات اليوم، بينما يُمَكّن المزيد من الأفراد بسبب الانتشار السريع للأفكار، وسهولة السفر، والاتصالات، فضلا عن دور المنظمات غير الحكومية، كمصدر للتغيير أكثر من الحكومات. ويأتى ذلك تفسيرا لما أصر عليه أوباما بأن يكون لنشطاء كوبا مقعد على الطاولة عندما أتيح لكوبا أخيرا حضور قمة الأمريكتين فى أبريل. حين قال «المجتمع المدنى والمواطنين وليس فقط القادة، هم من يشكلون مستقبلنا».

ويشير المقال إلى اعتماد أوباما على مساعدة تدفق الاستثمار الخاص والسفر، لكوبا على التحرك بعيدا عن أساليبها الديكتاتورية، المعادية للسوق، بالإضافة إلى سماحه بإدخال انترنت أفضل للشعب الكوبيّ. فمع زياد عدد الراغبين فى التعامل مع الانترنت فى جميع أنحاء العالم، تضطر الحكومات لتغيير الطريقة التى تتعامل بها مع بعضها البعض. ولا شك أن التفاعل بين الناس بدلا من الحظر التجارى تكتيك أفضل من أجل التغيير عندما يكون لدى الناس فى القرن الحادى العشرين الكثير من الأدوات الجديدة التى يمكن أن تتجاوز حدود الدول.

وينتهى المقال إلى أن تطور التاريخ فى القرون الأخيرة يتجه نحو مزيد من الحرية الفردية. ولكن سبل تعزيز الحرية يجب أن تتغير حيث تخلق الحرية ذاتها وسائل أفضل للوصول إلى الناس الذين هم أقل تحررا. ومن ثم فاعتراف الولايات المتحدة بكوبا، ليس اعترافا بنظامها، ولكن بإمكانات شعبها.

التعليقات