يا إسرائيل احذرى السفير الأمريكى - مواقع يهودية - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 2:01 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يا إسرائيل احذرى السفير الأمريكى

نشر فى : الأربعاء 23 مارس 2022 - 9:25 م | آخر تحديث : الأربعاء 23 مارس 2022 - 9:25 م

نشر موقع Jewish News Syndicate مقالا بتاريخ 20 مارس 2022 للكاتب دوجلاس ألتابيف، تناول فيه انتقاد السفير الأمريكى لدى إسرائيل استمرار الأخيرة فى بناء المستوطنات، واصفا العمل بأنه غبى. كما حذر الكاتب من حقيقة الأجندة الأمريكية وأنها لا تستهدف فقط الابتعاد عن إسرائيل بل ومقاومتها.. نعرض من المقال ما يلى.
لقد تحولت إسرائيل من كونها الدولة الصديقة والمفضلة لأمريكا إلى كونها مصدر الكثير من العلل. ففى العام الماضى، عينت الولايات المتحدة سفيرا جديدا لدى إسرائيل، توماس نايدز، إلا أنه مناهض وبعيد كل البعد عن فكر سلفه ديفيد فريدمان.
السفير الأمريكى لدى إسرائيل، توماس نيدز، وصف فى حديثه الأسبوع الماضى إلى منظمة «السلام الآن» الأمريكية (هدفها المساعدة فى تحقيق حل سياسى شامل للصراع الإسرائيلى الفلسطينى وتعتبر المنظمة الشقيقة لمنظمة «السلام الآن» اليسارية فى إسرائيل)، وصف نايدز فى حديثه نمو المستوطنات بأنه «مثير للغضب» وشبَّه النشاط الاستيطانى بأنه «فعل غبى» لأنه أعاق تحقيق حل الدولتين.
صحيح أن حركة «السلام الآن» فى إسرائيل تتخذ بعض المواقف المتطرفة إلى حد ما ضد الحكومة الإسرائيلية، إلا أنها تتأثر بالواقع الذى تعيش فيه. بكلمات قليلة أوضح، المنظمة الإسرائيلية لها مصلحة راسخة فى أن تعيش إسرائيل وتتنفس.
لكن ليس هذا هو الحال مع المنظمة الشقيقة الأمريكية، فالأخيرة لا يثقلها أى مساءلة؛ لذلك يمكنها أن تنغمس فى أحلامها الفاضلة وتنتقد بشدة الحكومة الإسرائيلية دون أى تأنيب أو تفكير فى العواقب. وبالتالى ليس من المستغرب أن يطلق نايدز تصريحاته أمام المنظمة الشقيقة الأمريكية لأنه هو وحكومته غير مثقلين بالواقع الذى على الأرض (الواقع فى إسرائيل).
ملاحظات نايدز جاءت كفيلم رعب دبلوماسى، حيث يجب قتل الشبح أكثر من مرة قبل أن يموت بالفعل. فى هذه الحالة، الشبح أو الشرير هو مزيج من باراك أوباما وجون كيرى مع جو بايدن كلهم يظهرون فى شخصية السفير نايدز.
على كلٍ، ما هى الرسالة التى يحاول نايدز إيصالها؟ يعيش ما يقرب من 800 ألف يهودى ويهودية إما فى القدس الشرقية أو الضفة الغربية ويعملون بنشاط على إعاقة حل الدولتين. وتصريحات نايدز تشير ضمنيا إلى أن الوضع الاستيطانى يجب على إسرائيل وحدها تصحيحه، وأن مطالب الجانب الفلسطينى لا جدال فيها ولا تخضع للنقاش.
بجانب كل هذا، هناك صدى غريب للعقلية الأمريكية يظهر فى الاتفاق النووى الإيرانى، والذى يعتبر أكبر كارثة دبلوماسية فى عصرنا. وبناء عليه، يمكننا القول إن حل الدولتين والاتفاق النووى الإيرانى مسألتان غارقتان فى اقتناع شبه دينى بصحة النهج، اقتناع يقاوم تمامًا التعامل مع الحقائق على الأرض، أو النوايا الحقيقية للطرف الآخر.
كل هذا دفع العديد من النقاد إلى القول بأن الأجندة الأمريكية الحقيقية هى أكثر من مجرد الابتعاد عن إسرائيل، بل هى استياء ومقاومة لإسرائيل. وقد تكون الرغبة فى إعادة إنشاء قنصلية أمريكية فى مدينة القدس بمثابة حجر الدومينو الذى يؤدى إلى تعقيد العلاقات بين الجانبين الإسرائيلى والأمريكى.
بعد كل هذا، يتساءل المرء عن قدرة القادة الإسرائيليين على رؤية الأجندة الأمريكية على حقيقتها، وما إذا كان بإمكانهم مواجهة الضغط الأمريكى. وحتى الآن أولى وزير الخارجية الإسرائيلى يائير لابيد اهتمامه بالأمر لكن يبدو أنه غير راغب فى تقديم أى معارضة حقيقية. ومع ذلك، فإن تعاطف لابيد مع القيم اليسارية التقدمية لن يفيده بمجرد أن تبدأ أمريكا فى تقديم مطالب أكثر إلحاحًا للحصول على تنازلات ومبادرات سياسية مدمرة.
مجمل القول، نايدز أشار بوضوح إلى أنه غير مهتم بكسب أصدقاء بين الإسرائيليين. لذا سيكون من المهم للقيادة الإسرائيلية أن ترى الوضع كما هو عليه وأن تكون على استعداد للوقوف بحزم فى الدفاع عن القيم والسياسات الإسرائيلية المجمع عليها.
ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات