الدعاة المرجئة الجدد - معتز بالله عبد الفتاح - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 7:32 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الدعاة المرجئة الجدد

نشر فى : الإثنين 24 يناير 2011 - 9:28 ص | آخر تحديث : الإثنين 24 يناير 2011 - 9:28 ص

 كيف غفل الرئيس التونسى المخلوع عن الحل السحرى لإبقائه فى السلطة لمدى العمر؟ ألم يعرف أن هناك دعاة يمكن أن يهدوه حكما أبديا مجانيا؟ جاء على لسان أحد الدعاة (ولا أعرف مدى تمثيله لكل السلفيين) تحذير من المشاركة فى الإضرابات والاعتصامات. ولو كان هذا رأيا شخصيا له، فهذا حقه. ولكنه يوجه دعوة عامة باسم الدين ضد هذه الممارسات. وحجته ما يلى وبنص كلامه:

«نرجع فى كل أمورنا لكلام ربنا ولسنة نبينا (صلى الله عليه وسلم). أنصح ألا يشارك المسلمون فى هذه الإضرابات. أولا: لأنها لم ترد عن رسولنا ولا عن أصحابه فهذا شىء دخيل على أمة محمد ولم يُصنع فى القرون المفضلة. ثانيا: أن فيها من المفاسد شيئا كبيرا جدا وفيها اختلاط الحابل بالنابل. ثالثا: أن منظمو (خطأ تصحيحه «منظمى») هذه الإضرابات لا ندرى هَويتهم وليس منشأهم بدينى ولا ينبغى أن يستقى الأمر والنهى إلا من ولاة الأمر ومن أهل العلم الراسخين الذين يعلمون بالمفاسد والمصالح. وقد ورد فى كتاب الله علاجات لما يصيب الأمة من مشاكل وأزمات مثل قوله تعالى: «ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكذبون». و«استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا» وعندنا «القنوت فى الصلوات» وعندنا التكافل والتعاون «من كان عنده فضل مال فليعد به على من لا فضل له» وعندنا النهى عن الاحتكار. انتهى ما قال الداعية.

ثم جاءت تعليقات الشباب لافتة، قال أحد المعبرين عن اتجاه قوى بين من استمعوا لهذه «الفتوة الدينية» كما يلى: «أنا عايز أخ ممن يؤيدون الخروج يوم 25 انه يجيب لنا دليل صحيح من الكتاب والسنة أو قول أحد من العلماء الموثوق فى دينهم وعلمهم من السابقين أو المعاصرين أجاز الخروج.. عن نفسى أنا لا أتحرك إلا بدليل، إذا مشايخى اللى اثق فيهم وفى دينهم وعلمهم قالوا مخرجش مش هخرج ولو قالوا اخرجوا هخرج ويكون معاه الدليل طبعا».

هذه هى الفتوى وهذا هو التأثير.

كيف يغفل أى حاكم عربى عن هذه النوعية من الخطاب الدينى؟ قال الخليفة العباسى المأمون: «الإرجاء دين الملوك» لأن المرجئة كانوا يقولون إن الحكام مُرجَون (متروكون) إلى أمر الله يوم القيامة ولا نستطيع الاعتراض على أفعالهم فى الدنيا.

هل نعيش زمن الدعاة المرجئة الجدد؟

معتز بالله عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعتي القاهرة وميشجان، ويدير حاليا وحدة دراسات الإسلام والشرق الأوسط في جامعة ميشجان المركزية في الولايات المتحدة. حصل على ماجستير العلوم السياسية من جامعة القاهرة وماجستير الاقتصاد ودرجة الدكتوراه في العلوم السياسية من الولايات المتحدة. كما عمل في عدد من مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة ومصر، له ثمانية كتب والعديد من المقالات الأكاديمية منشورة باللغتين الإنجليزية والعربية.
التعليقات