هكذا تحدث البلشي في cbc - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 7:03 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هكذا تحدث البلشي في cbc

نشر فى : الجمعة 24 مارس 2023 - 8:50 م | آخر تحديث : الجمعة 24 مارس 2023 - 8:50 م
مساء الثلاثاء الماضى جلست حوالى ثلاث ساعات تقريبا أشاهد حلقة برنامج «فى المساء مع قصواء» على قناة «سى. بى. سى» العامة.
الحلقة كانت مهمة وغير تقليدية ونجحت مقدمة البرنامج قصواء الخلالى فى إدارة دفة الحوار حول انتخابات نقابة الصحفيين التى جرت الجمعة قبل الماضية، وأسفرت عن فوز الزميل خالد البلشى بمنصب النقيب، ومعه ستة أعضاء آخرون بينهم أربعة محسوبون على «تيار الاستقلال».
القناة التى تتبع «الشركة المتحدة»، كانت موفقة حينما استضافت خالد البلشى لترسل برسالة واضحة أن قنوات الدولة المصرية مفتوحة أمام الجميع، ثم إن البرنامج استضاف مع البلشى الزميلين ضياء رشوان نقيب الصحفيين، الذى انتهت فترة ولايته، وخالد ميرى المرشح الأساسى الذى نافس البلشى ولم يوفق بفارق ٢٣٩ صوتا.
الحلقة كانت مميزة لأنها نجحت فى الخروج من جو الاستقطاب الذى كان سائدا خلال الحملات الانتخابية التى استمرت حتى إعلان النتيجة.
حينما يأتى المرشح المنافس، ويهنئ الفائز فهو أمر إيجابى، وحينما يقول الفائز إنه صار نقيبا لكل الصحفيين الذين صوتوا له، والذين صوتوا ضده، ويشكر خالد ميرى على المنافسة الشريفة فهى رسالة إيجابية جدا.
ظنى الشخصى أن البلشى نجح فى تقديم صورة جيدة لجموع الصحفيين، حينما أكد بوضوح أنه لا مجال للصدام مع الدولة أو مع أى طرف، وسيتواصل ويتفاوض مع الدولة من أجل مصالح جموع الصحفيين.
وعلمت من الزميلين خالد ميري ومحمد سعد عبدالحفيظ أن كل إيرادات النقابة لا تزيد عن 5 ملايين جنيه، وهي عبارة عن اشتراكات الأعضاء «١٢٠ جنيها للعضو» سنويا، ثم حصة إعلانات الصحف، وهى لا تكفى مرتبات العاملين فى النقابة، فى حين أن الدولة تقدم للنقابة أكثر من 450 مليون جنيه سنويا، سترتفع بعد الوعد الاخير بزيادة البدل بمقدار 600 جنيه خلال الحملة الانتخابية الأخيرة لتصل الي 500 مليون جنيه.
البلشى قال إن من يدرك السياسة يدرك الواقع، والنقابة ملك للجميع، وليست لطرف دون آخر، هو يرى ــ وأوافقه على ذلك ــ أن وجود مجلس متنوع به كل الآراء والأفكار فى صالح المهنة والدولة، وأن يتم توظيفه لخدمة الصحفيين.
هو قال أيضا إن دعوته لحضور احتفال يوم المرأة المصرية يعنى أن الدولة تقدر اختيارات الصحفيين، وأنه يحيى قرار الرئيس السيسى بالإفراج عن كل الغارمين والغارمات ويتمنى أن يتكرر ذلك مع الصحفيين المحبوسين.
وأعجبنى خالد ميرى حينما قال إن «البدل» حق للجماعة الصحفية بأكملها. وبالتالى فلا أتصور أن الدولة يمكن أن تتراجع عنه لأنه سيسىء إلى صورتنا جميعا.
فى حين أن ضياء رشوان كان محقا حينما قال النقابة لم تنفجر أبدا بسبب تنوع أعضاء مجالسها، مضيفا أنه يخشى على البلشى من مؤيديه أكثر مما يخشى عليه من معارضيه، كاشفا أن «الدولة المصرية كانت سعيدة بمشهد فوز البلشى».
مجمل كلام البلشى كان عقلانيا وتوافقيا، لكن مرة أخرى من المهم. أن ننتبه جميعا لمحاولات العرقلة التى قد يواجهها المجلس من بعض المتطرفين فى كل معسكر.
فالبعض قد يضغط على البلشى للاصطدام بالدولة، والبعض الآخر يضغط على الدولة للضغط على البلشى ورفاقه باعتبارهم تجرأوا وفازوا على بعض المحسوبين على الدولة!!.
الطرفان مخطئان لأن الدولة للجميع. وقرأت أن بعض المتطرفين يلوم cbc لأنها استضافت آخرين مع البلشى، فى حين أن هؤلاء أنفسهم كانوا غاضبين لأن قنوات أخرى لم تستضف البلشى أساسا. وفى الفريق الآخر البعض غاضب لأن القنوات استضافت البلشى، وكأنهم يعتقدون أن الدولة يفترض أن تنبذه.
ما يهمنا هو التيار العام الرئيسى الذى ينتظر من النقابة أن تنسى الخلافات وتشرع فى البحث عن طرق إصلاح المهنة وتطويرها واستعادة حريتها، بعد أن تكالبت عليها النكبات وتعرضت لأنواء عاتية.
وأعجبتنى مداخلة الزميل عبداللطيف المناوى رئيس تحرير «المصرى اليوم» فى البرنامج حينما قال: «إن مصر أكبر كثيرا من أن تكون مختصرة فى تيار أو توجه، فالتعدد هو مصدر القوة، ومصر وطن كل من يعيش فيه والجميع شركاء فى البلد ولهم الحق فى أن يفكروا معا، وأن التفكير الجمعى هو المخرج، وأن الصحافة المصرية تعانى الكثير من المشكلات مثل القدرة على التكيف مع الأزمة الاقتصادية والجودة والمهنية والممارسة فى إطار قانونى يعطى الحق فى المعرفة والمعلومات، وأن الصحافة الحقيقية تعتنى بالتدريب وتطوير أداء الصحفيين، إضافة لقضية معيشة الصحفيين التى يجب مناقشتها بجدية شديدة ومحاولة إيجاد حل لها.
شكرا للبلشى وميرى ورشوان وكل من تحدث فى هذه الحلقة، وشكرا جزيلا لقصواء الخلالى ولقناة «سى. بى. سى».
عماد الدين حسين  كاتب صحفي