وداعًا مصطفى نبيل - محمود عبد الفضيل - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 8:18 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وداعًا مصطفى نبيل

نشر فى : الأحد 24 يوليه 2011 - 9:27 ص | آخر تحديث : الأحد 24 يوليه 2011 - 9:27 ص

 اختطف الموت الصحفى النبيل والصديق العزيز «مصطفى نبيل»، وبموته فقدت الصحافة المصرية والعربية ــ بل والحياة الثقافية المصرية والعربية عموما ــ فارسا من فرسانها. ولقد عرفت مصطفى نبيل منذ أن كنا طلابا فى الجامعة وجمعنا آنذاك الاهتمام بالشأن العام وخصوصا الشأن العربى العام. إذ تعارفنا فى السنة الثالثة لأنه رآنى أحمل صحفا عربية ليست معهودة فى مصر فلفت ذلك نظره فبادرنى بالسؤال حول هذا الاهتمام بالصحف العربية. ومنذ ذلك الوقت توثقت علاقتنا عبر السنين مرورا بالفترة الناصرية ثم الساداتية حتى سقوط نظام مبارك. وكان مصطفى يسكن فى شارع ملاعب الجامعة الملاصق لجامعة القاهرة، وكنت أذهب إلى منزله بين المحاضرات لنستريح فى الضيافة الكريمة للسيدة والدته.

وقد تدرج مصطفى فى سلم الصحافة المصرية من وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى دار الهلال ليصبح من أهم محررى الشئون العربية فى الصحافة المصرية، وكانت معرفته تفصيلية بالأحداث والشخصيات الفاعلة فى السياسة العربية فى المشرق والمغرب وفى الجزائر واليمن.

وخاض مصطفى العديد من المغامرات الصحفية فى العديد من البلدان العربية فى ظل ظروف صعبة بل خطرة، وقد توج هذا النشاط الصحفى الهائل بالعمل فى مجلة العربى بالكويت تحت رئاسة الأستاذ بهاء الدين الذى قربه إليه وكان كل منهما يرتاح إلى مهنية وضمير الآخر، بل لعل مصطفى نبيل كان من شأنه أن يكون أفضل من يكتب السيرة الذاتية للكاتب الكبير أحمد بهاء الدين.

وقد خضنا معا عددا من المغامرات نتيجة فضولنا الشديد لمعرفة أسرار الحياة السياسية العربية: عندما قامت الثورة اليمنية وذهبنا معا ونحن طلبة إلى بيت عبدالرحمن البيضانى فى الجيزة للاستفسار منه عن ملابسات الثورة وظروفها، ولدى وصول من أطلق عليهم «الأمراء السعوديين الأحرار» إلى مطار القاهرة، وعندما زارنى فى باريس أثناء البعثة فى أعقاب هزيمة 67 وتجرعنا معا مرارة الهزيمة.

وكان مصطفى نبيل مناضلا صلبا طوال حياته وكاتبا شريفا سواء أثناء عضويته فى مجلس نقابة الصحفيين وما تعرض له من فصل واضطهاد، أو أثناء رئاسته لمجلة الهلال التى حافظت على استقلالها الثقافى والسياسى فى فترة اتسمت بالولاء والنفاق للسلطة. وكان من أهم انجازاته تطوير سلسلة روايات الهلال التى جعلها منبرا للروايات الطليعية وقدم من خلال هذه السلسلة مجموعة من الروائيين الجدد.

ولعل أهم ما تميز به مصطفى نبيل هو الحيوية الفكرية والقدرة الفائقة على النقاش والتفاعل وكان فى ذلك يستند إلى سعة فى الثقافة وفى الإلمام بالتاريخ والتراث ولم يكن مرددا لأفكار الآخرين ناقلا لها. وأتقدم بخالص العزاء لأسرته الكريمة ورفيقة مشوار حياته السيدة منى فهمى وابنه المهندس ياسر وابنته هند. ومنذ اليوم لن يكتمل النصاب فى أى جلسة من جلسات مناقشاتنا حول مستقبل السياسة فى مصر.

التعليقات