إذا ما طالعت تفاصيل أجندة أيام أى إنسان فى أمريكا وأوروبا وحتى اليابان يمكن أن تميز بسهولة أنواع الإجازات، التى يخطط لها على مدار عام كامل. إجازات قصيرة «ويك إند» أو عطلات نهاية الأسبوع، وأخرى طويلة غالبا ما تمتد فى أيام الصيف إلى أسبوعين أو أكثر.
عطلات نهاية الأسبوع غالبا ما يقضيها الإنسان فى أماكن قريبة لا يجاوز فيها الحدود، إنما يخلد فيها للراحة وتأمل الطبيعة أو ممارسة هواية يحبها كالصيد أو التزحلق على الجليد أو مراقبة الطيور وجمع الفراشات أو يستقبل فيها أصدقاءه، ويصل ما انقطع من علاقاته، أما الصيف فللرحلات الطويلة خارج حدود البلاد للتعرف على أماكن جديدة واستطلاع حضارات قديمة وتذوق طعام مختلف واكتساب تجارب حياتية، تستحق أن تروى على مدار العام حتى الصيف الذى يليه!
عزيزى القارئ أنا لا أبيعك الوهم ولا أحدثك عن مجتمعات مثالية، بل أقص عليك واقعا تعيشه مجتمعات محبة للحياة، تعى جيدا قيمة العمل وأهمية الترويح عن النفس فى ذات الوقت. خمسة أيام خالصة تماما للجهد والعمل والمسئولية من كل أسبوع يجب أن يقابلها وقت كاف للراحة والترويح.
هل تذكر تاريخ آخر إجازة استمتعت بها؟
لا، أنا لا أقصد أيام العطلة عن العمل، فهى لا تحتسب فى ملف صحتك الجسدية والنفسية. إنما قصدت إجازة حقيقية يغيب عنها التليفون والتليفزيون وزحمة المرور ومضايقات الجيران والتزامات النفاق الاجتماعى وألوان التلوث. تغيير إيجابى أن تنتزع نفسك من دوامة الضغوط النفسية والعصبية بصورة حاسمة ومنتظمة. أن تنتعل حذاء خفيفا وقميصا قطنيا، وأن تلقى بهمومك وتخلى بالك وتنطلق فى إجازة حقيقية ولو لبضع ساعات. إذا عدت لتجد الهموم فى انتظارك.. لا تتجهم على الأقل ستجد نفسك أصفى ذهنا لمواجهتها.