الفصائل الإيرانية تتنازع إرث مانديلا - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:41 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الفصائل الإيرانية تتنازع إرث مانديلا

نشر فى : الثلاثاء 24 ديسمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 24 ديسمبر 2013 - 8:00 ص

نشر موقع المونيتور تقريرا بشأن ردود الأفعال الإيرانية المختلفة، الرسمية وغير الرسمية التى نشرت على مواقع التواصل الاجتماعى، إزاء موت مانديلا وما يمثله لهم، والجدل الذى احتدم بشأن السماح لخاتمى بالسفر لتمثيل إيران وحضور مراسم التأبين.

حيث بدأ التقرير بالحديث عن حزن العديد من الإيرانيين لوفاة نيلسون مانديلا، كما قدم المسئولون الإيرانيون من مختلف الانتماءات السياسية عزاءهم، أو زاروا سفارة جنوب أفريقيا فى طهران لتقديم تعازيهم. وأعلن أيضا أن إيران سوف تطلق اسم مانديلا على أحد شوارعها. ومع ذلك، انقسم الشعب والمسئولون الإيرانيون بشكل حاد حول ما يمثله مانديلا وعلاقته بالساحة السياسية الإيرانية المنقسمة.

وعن تجسيد هذا الانقسام، تحدث التقرير عن أن مساعى الرئيس السابق محمد خاتمى لحضور تأبين مانديلا، وتمثيل إيران، لم تنجح، وهو قرار سياسى، وصفه، العديد من الإيرانيين بأنه «فرصة ضائعة».

فبعد أن اعتبرت صحيفة كيهان حضور الرئيس حسن روحانى الجنازة «فخا» يمكن أن يؤدى إلى مصافحة محتملة مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما، تم إرسال النائب الأول للرئيس الإيرانى محمد شريعت مدارى، بدلا منه. ولكن ليس فى الاحتفال الرسمى، حيث تحدث أوباما وغيره من زعماء العالم.

•••

ويضيف التقرير أن مانديلا لم يكن غريبا على إيران. فقد كان أول رئيس لجنوب أفريقيا يزور إيران بعد سقوط نظام الفصل العنصرى، خلال فترة رئاسة آية الله هاشمى رفسنجانى. وحصل على الدكتوراه الفخرية من كلية الحقوق بجامعة طهران، وزارها مرة أخرى تحت رئاسة خاتمى. وفى عام 1994، أشاد به علنا على أكبر ناطق نورى، رئيس البرلمان، ووصفه بأنه زعيم «الثورة وحركة المقاومة» فى جنوب أفريقيا، وأكد أن «العلاقات العدائية بين إيران وجنوب أفريقيا الناجمة عن الفصل العنصرى» قد انتهت.

فى كلتا الزيارتين، التقى مانديلا خامنئى. وأثارت الزيارات بين مانديلا والزعيم الإيرانى الأعلى، الشائعات والحيرة، وهو ما كشف حرص بعض الإيرانيين على الاستيلاء على مانديلا وضمه إلى صف قضاياهم الخاصة. وأكد آية الله محمد محمدى كلبايكانى، رئيس مكتب المرشد الأعلى، أنه خلال الاجتماعين، دعا مانديلا خامنئى «قائدى»، وعندما سئل من قبل صحيفة ايرانية إذا كان هذا صحيحا، وقال رئيس مكتب مانديلا أن هذا الأسلوب فى الخطب شائع فى جنوب أفريقيا عند إظهار الاحترام لشخص ما. وكان الرئيس خاتمى أيضا قد قال إن مانديلا دعاه «رئيسى» غير أنه أضاف أن مانديلا كان يشير لبقية الرؤساء بنفس التعبير.

وحظى مانديلا أيضا بمكانة خاصة لدى النشطاء الشباب، وقالت منيرة، طالبة القانون التى استبدلت، مثل كثيرين آخرين، الصورة الشخصية لها بصورة مانديلا على صفحتها على فيس بوك «كان مانديلا من الشخصيات السياسية القليلة التى ورد ذكر اسمها فى كتب مدارسنا الثانوية».

وقال ناشط إصلاحى، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن احتجاجات 2009، أثارت، بين العديد من الناشطين، تقديرا جديدا لإرث مانديلا.

على الرغم من صور مانديلا المتناقضة، يبدو أن المتشددين مازال لديهم القول الفصل.

وفى لقاء مع كالة أنباء طلاب إيران، قال خاتمى: «حزنت لخبر وفاة مانديلا.. وأود أن أحضر جنازته»، وعندما سئل عما إذا كان يواجه أى قيود على مغادرة البلا، قال: «إن شاء الله تكون المشكلة حلت الآن».

•••

ويشير التقرير إلى قول حميد رسائى، العضو البرلمانى المتشدد: «لا يمكن للسيد خاتمى، بسبب دوره فى فتنة 2009، أن يمثل جمهورية إيران الإسلامية، كما لا يستطيع حضور جنازة باعتباره شخصية مناهضة للإمبريالية. وفى الواقع، ليس للسيد خاتمى اليوم صلة بشخصية مثل نيلسون مانديلا. فقد كان مانديلا شخصية معادية للولايات المتحدة، بينما السيد خاتمى اليوم فى نفس الصف مع الأمريكيين».

وعن رأى النشطاء فى إرسال خاتمى، ذكر التقرير كتابة تسعة من النشطاء السياسيين لديهم علاقات وثيقة مع الجناح الإصلاحى، رسالة إلى حسن روحانى طالبين منه إرسال خاتمى بوصفه ممثل إيران إلى جنازة مانديلا.

وقال محلل سياسى كان قد أعرب عن أمله أن يوافق روحانى على إرسال خاتمى إلى جنازة مانديلا ليظهر للعالم مدى حجم حركة الإصلاح فى إيران، «أعتقد أن روحانى لا يمكن أن يرسل خاتمى، وهذا يدل على أنه يريد أن يكون حذرا عند التعامل مع الراديكاليين ولا يريد الدخول فى صراع مباشر معهم».

وكان وزير الخارجية محمد جواد ظريف، والمرشح الإصلاحى فى انتخابات 2013 محمد رضا عارف، وخاتمى وحسن الخمينى ضمن شخصيات سياسية إيرانية عديدة، زارت سفارة جنوب أفريقيا فى طهران لتقديم تعازيها. كما زارت السفارة أيضا شخصيات معارضة شهيرة مثل المحامية نسرين سوتوده والمخرج جعفر بناهى.

•••

واختتم التقرير بأنه كان هناك بالتأكيد لدى البعض شعور بالحزن نتيجة لفرصة ضائعة. وقال ناشط سابق كانت له، قبل ثورة 1979، مثل العديد من الطلاب الثوريين غيره، ميول يسارية، عندما كنا صغارا، كان لدينا نموذجان للأبطال، الأول كان مانديلا والآخر كان كاسترو، ثم نضجنا وكرهنا كاسترو، لكننا استمررنا فى حب مانديلا. وأضاف أنه «من المخزى» أن إيران لم تستفد من هذه اللحظة.

التعليقات