أخطاء الأقطاب الثلاثة... بوتين وترامب وشى - مواقع عالمية - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 2:35 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أخطاء الأقطاب الثلاثة... بوتين وترامب وشى

نشر فى : الجمعة 25 مارس 2022 - 9:35 م | آخر تحديث : الجمعة 25 مارس 2022 - 9:35 م
نشر موقع Eurasia Review مقالا بتاريخ 22 مارس 2022 للكاتب روبرت ريتش، يقول فيه إن سبب قيام الديكتاتوريين باتخاذ قرارات كارثية لا يرجع إلى غبائهم لكن إلى أنهم محاطون بأشخاص متملقين يخبرونهم بما يريدون رؤيته وسماعه ويحجبون عنهم الحقيقة.. نعرض من المقال ما يلى.
فى مستهل الحديث نقول: كلما ارتفعنا فى التسلسل الهرمى للحكم، تكون لقراراتنا عواقب أكبر وأكبر. ومع ذلك، كلما ارتفعنا، كلما كان من الصعب الحصول على تعليقات دقيقة ومنتقدة لقراراتنا.
العديد من الرؤساء ارتكبوا أخطاء فادحة. وفى كل حالة، كان السبب يكمن فى امتلاك أنظمة معيبة تعيق الحصول على تعليقات مفيدة ودقيقة وموثوق فيها. فالدكتاتوريون غالبا ما يكونون محاطين بمنكرى الحقيقة. وبدلا من الخبراء والصحافة الاستقصائية والحرة، نجد عالمهم مليئا بالمتملقين والأخبار المضللة والتحريض.
دونالد ترامب، مثلا، لم يكن لديه أى انتقادات أو تقييمات لقراراته موثوق فيها لأنه أحاط نفسه بأشخاص متملقين لم يجرؤوا على إخباره بالحقيقة. بل وطالب كل من حوله بأن يؤكد صورته التى لا تقهر. بيته الأبيض كان مليئا بأتباعه المزيفين وقام بطرد أى شخص لم يخضع له. كما كان يرفض سماع الأخبار السيئة.
نتيجة لذلك، اتخذ ترامب أغبى القرارات التى اتخذها أى رئيس أمريكى فى التاريخ؛ طلب المساعدة من قوة أجنبية فى إعادة انتخابه، وحرض على الهجوم على مبنى الكابيتول. قد يقول البعض إن كل هذا بسبب تكوين شخصيته. لكن عيب شخصيته الرئيسى كان عدم رغبته فى سماع أى شىء سلبى. لم يكن أى من أفعاله هذه ضروريا. لقد كان أسوأ عدو لنفسه.
فلاديمير بوتين فى موقف مماثل. لقد عزل نفسه وحظر الأصوات المعارضة. كما وضع أشخاصا مطيعين حتى فى الجهاز الأمنى الفيدرالى، الذى من المفترض أن يزوده بالمعلومات الاستخباراتية. لذا لم يكن لدى بوتين أى تقييم أو تعليق دقيق على الواقع. ووفقا لتقرير جديد لمراسل لديه مصادر داخل الكرملين، كان جهاز الأمن الفيدرالى «خائفا من إغضاب» بوتين، لذلك «أخبره ببساطة بما يريد سماعه».
نتيجة لذلك، أدى هجوم بوتين على أوكرانيا إلى نتائج عكسية عليه.. هو بالغ بشدة فى تقدير قوة الجيش الروسى وقلل من قدرة أوكرانيا على المقاومة. وبدلا من إضعاف الناتو، أدى هجومه إلى تقويته. والآن بعد أن قطعت ديمقراطيات العالم عن روسيا وصولها إلى النظام المصرفى العالمى، أصبحت احتياطيات روسيا من العملات الأجنبية عديمة القيمة تقريبا.
أما الرئيس الصينى شى جين بينغ فقد ارتكب خطأ فادحا عندما قرر الدخول فى شراكة «بلا حدود» مع موسكو عشية حملة بوتين العسكرية الكارثية ضد أوكرانيا. تحالف شى مع روسيا أدى إلى تقويض سمعة الصين وزيادة مخاوف جيرانها بشأن طموحات الصين العالمية. كما دفع تايوان إلى تعزيز دفاعاتها ودفع القوى الإقليمية الأخرى مثل أستراليا واليابان لإعلان مصالحها الخاصة فى أمن واستقرار تايوان.
ترامب، بوتين، شى ــ هؤلاء الرجال ليسوا أغبياء. الغباء فى أنظمتهم فهى لا تشمل من يرفض قراراتهم. ليس لديهم طريقة لاستنباط النقد المفيد أو التعرف عليه أو حتى تقييمه. جميعهم موجودون فى قاعات جدرانها من المرايا تعكس لهم ما يريدون رؤيته وسماعه فحسب.
ومع ذلك، يمكن التغلب على العلاقة العكسية بين ارتفاع الأشخاص فى التسلسل الهرمى للحكم ودقة التعليقات التى يتلقونها إذا سعى القائد إلى إحاطة نفسه بوجهات النظر المخالفة.
لكن يكاد يكون من المستحيل العثور على آراء مخالفة فى نظام شمولى؛ حيث غالبا ما يتم معاقبة كل من يعارض. لذلك، تتمثل إحدى الفضائل العظيمة للديمقراطية فى قنواتها العديدة للتعبير عن وجهات النظر البديلة والتعبير عن الحقائق غير المريحة. وبعد كل شىء، منعت الديمقراطية الأمريكية ترامب من إلحاق ضرر أكبر مما فعله.
لزم، أخيرا، الإشارة إلى أنه عندما يتخذ أشخاص مثل ترامب وبوتين وشى قرارات كارثية، يعانى العالم.

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات