الأسعار و«ست البيت» - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 6:40 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأسعار و«ست البيت»

نشر فى : الإثنين 26 يونيو 2017 - 9:20 م | آخر تحديث : الإثنين 26 يونيو 2017 - 9:20 م
فى خضم ارتفاع الأسعار، وبعد ساعات من وضع معركة الثانوية العامة أوزارها والمسارعة بالتصديق على اتفاقية ترسيم الحدود التى تنازلت مصر بمقتضاها عن جزيرتى تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية، جاء عيد الفطر المبارك، والبيوت المصرية منهكة الجيوب، والناس تلهج بالدعاء يا مفرج الكروب، وواهب النعم اسبغ علينا كرمك، وأخرجنا من كل ضيق، بعد أن أتى تحرير سعر الصرف على الأخضر واليابس.
وعلى الرغم من حديثنا المتكرر عن رفع الأسعار، ومعاناة البيوت، فإن الأمر ربما يحتاج إلى المزيد بعد أن وصلتنى هذه الرسالة قبل مدة من سيدة فاضلة اختارت أن يشار إليها بوصف «ست البيت»:
تقول الرسالة
السيد :...
«تكملة على مقالكم المنشور بالشروق أود أن أضيف تجربة شخصية حدثت لى فى اليوم السابق للنشر.. ذهبت لهايبر لابتياع مستلزمات نصف الشهر.. وفوجئت بضريبة ١٣٪‏ على أى مأكولات جاهزة او عصائر!!.
طيب بلاها عصائر.. ماله الشاى؟؟؟، وممكن ice tea زى الأمريكان....ولكنى تأملت فى ضريبة المأكولات الجاهزة... أهى عقاب لمن لا يستطيع طهى أكله بنفسه... فما بال الشباب العائد من عمله منهكا وليس لديه من يقوم بذلك وما بال المتقدمين فى السن الذين لا يستطيعون الوقوف فى المطابخ فيستبدلون ذلك بوجبة بسيطة من السوبر ماركت... وما بال العروسة التى تقوم بشراء الوجبة لإنقاذ الزواج بعد حرق الطبيخ؟.
وما زلت فى غمرة تأملاتى الفلسفية حتى وصلت للمنزل وراجعت كشف الحساب لمشترياتى....
علبة الفول... يا نهار (....) عليها برضه ١٣٪‏..... لييييييه؟ ثم أننى سوف أقوم بتجهيزها... أى إنها ما زالت غير مجهزة للأكل... فلما تخضع للضريبة المتعسفة... هل لابد أن نقوم جميعا بتدميس الفول طول الليل؟ وماذا عن استهلاك الغاز إذا فعلنا ذلك؟! ثم تذكرت أن سعر الغاز سوف يرتفع وحكومتنا الرشيدة تضطرنا لاستعماله حتى وإن حاولنا التقليل منه... ولكن ماذا عن الشركات والمصانع المنتجة لهذه المعلبات؟ ماذا لو تقلصت وبدأت بتسريح عمالها؟».
تواصل ست البيت كلماتها: «ثم نظرت ــ وما زلت فى تأملاتى الاقتصادية ــ إلى الفاتورة مرة أخرى ففوجئت أن الجباية نالت من الخل...الخل؟ الذى تستخدمه كل ربة منزل فى السلطة لتجنب سعر الليمون الذى يرتفع بشكل جنونى فى بعض الأوقات.. ولكن ماذا عن محلات سندويتشات الفول والطعمية التى تستخدمه أيضا وباستمرار، إما للطرشى أو «لطبق» السلطة مع الساندويتش.. أيعنى ذلك زيادة فى أسعار هذه الوجبة الشعبية... أليست هذه الزيادة ولو طفيفة تمثل عبئا ماديا على المواطن البسيط؟..
وهنا وصل بى الغم إلى الحد أننى شعرت بالغضب والحنق على هذا الشخص المجهول الذى يريد انتزاع ملابس المصريين عن أجسادهم من كثرة الغلاء.. فعلا من هو؟، ما نقرأه فى الصحف أنه قرار وزارى لهذا وقرار وزارى لذاك... من هذا الجهبذ الذى يداوم على سكب الجاز فوق النار... هل يريد إشعال الثورة مرة أخرى...ألا يستحق أقصى العقوبة.. و.. بقرار رئاسى ؟».
طبعا الرسالة جاءتنى قبل مدة من الحديث المكثف عن الارتفاع المنتظر لأسعار الكهرباء والماء وضريبة القيمة المضافة لتصل إلى 14% مع مطلع يوليو المقبل، وما يتوارد عن اتجاه لرفع سعر الوقود، فماذا تقول هذه السيدة اليوم؟ أعتقد أن شكواها وإن كانت فى قالب ساخر إلا أنها تعبير صادق عما يدور فى عقول الطبقة المتوسطة ولا نقول الفقيرة التى دهسها ارتفاع الأسعار دهسا.. وقانا الله وإياكم مما تخفيه الأيام.

 

التعليقات