المطرب الذى لا يُحتمل يغنى للمرشح المحتمل - وائل قنديل - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 5:53 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المطرب الذى لا يُحتمل يغنى للمرشح المحتمل

نشر فى : الأربعاء 26 أكتوبر 2011 - 9:55 ص | آخر تحديث : الأربعاء 26 أكتوبر 2011 - 9:55 ص

أعلنها شعبان عبدالرحيم صريحة: أنا وقناتى الفضائية لمساندة عمرو موسى، وبعد العناق والقبلات والصور الغزيرة للأمين العام السابق للجامعة العربية، والوزير الأسبق للخارجية المصرية، وهو يستقبل شعبولا ويجرى معه مباحثات، خرجت حملة عمرو موسى ببيان رسمى تحتفل فيه بهذا النبأ السار «عبدالرحيم أكد لموسى أنه المنافس الأقوى ــ من وجهة نظره ــ وله فرص كبيرة فى النجاح، مرجعا ذلك إلى ارتباط موسى بالشعب المصرى واصفه بـ«صاحب القاعدة الشعبية الجارفة»، وكان بصحبة عبدالرحيم وفد من العاملين بالقناة، على رأسهم رجل الأعمال الدكتور عبد الرشيد سعيد مالك القناة، الذى حرص على مقابلة موسى ليعلن له تأييده ومساندته فى معركته الانتخابية، معربا له عن توجيه جميع برامج القناة لترويج برنامجه الانتخابى، وزياراته حتى يفوز بكرسى الرئاسة».

 

وفى الصور المرفقة بالخبر الذى نشرته «اليوم السابع» وعديد من المواقع الإلكترونية بدا «شعبولا» فى هيئة جنرال محارب، حيث تخلى عن قمصانه الاستوائية، وارتدى ملابس القتال وأطلق صيحة بدء الزحف إلى كرسى الرئاسة.

 

وهكذا دخلت كوميديا المونولوجست إلى سباق الرئاسة لتضفى عليه طابعا فكاهيا ساخرا، وتحجز لقب «مطرب الرئيس» للأستاذ شعبان عبدالرحيم فى حالة فوز موسى بالسباق، وبعد ارتباط اسم عبدالحليم حافظ بجمال عبدالناصر، ثم محاولة فاشلة لصناعة نموذج مشابه أيام السادات من خلال الدفع بالمطرب محمد ثروت، مرورا بعصر مبارك الذى قرر الاستعاضة عن نموذج المطرب الرسمى الأوحد بمجموعة من المطربين حسب الطلب، ها نحن أمام صياغة جديدة لثنائية «الرئيس والمطرب» بطابع مغرق فى «الشعبوية العبد الرحيمية».

 

وإذا كان التاريخ لم يحسم قضية من الرابح الأكبر فى ثنائية «حليم ــ ناصر» وما إذا كان عبدالحليم قد استفاد من الارتباط بالثورة وزعيمها أم العكس، فإن الثابت أن المطرب محمد ثروت خسر كثيرا ودفع الثمن باهظا نتيجة استسلامه لغواية «مطرب الرئيس»، وعلى الرغم من امتلاكه الصوت القوى والأداء الجميل، فإنه احترق بهذه العلاقة التى أوقفت نموه الفنى وسجنته فى دور مطرب المناسبات الرئاسية.

 

أما مطربو عصر مبارك فقد جرى الاستفتاء عليهم فى ثورة 25 يناير، فمنهم من صفعه الجمهور، ومنهم من تبخر مثل كل الظواهر المزيفة التى امتلأت بها سماء واحد من أزهى عصور الانحطاط.

 

غير أن المسألة فى حالة «موسى ــ شعبولا» تبدو مختلفة، ذلك أن الأستاذ شعبان هو أحد مخلفات عصر مبارك، وقد غنى له ومن أجله كثيرا، وبالتالى فإن استسلام السيد عمرو موسى لإغراء ارتباط حملته الانتخابية باسم شعبان عبدالرحيم يبدو غير مفهوم، خصوصا مع أفول شمس شعبولا الذى كان غناؤه تعبيرا منطقيا عن فترة من الإسفاف السياسى، تحول فيها حكم مصر وطريقة إدارتها إلى شىء مبتذل، ولو راجعت العديد من التصريحات الشهيرة للرئيس المخلوع ستجدها لا تختلف كثيرا عن مضمون الغناء الذى كان يقدمه شعبان عبدالرحيم، باعتبار أن كليهما كان حريصا على الكوميديا فى أدائه، حيث كان شعبان «يضحك» أكثر مما «يطرب»، والمخلوع أيضا «يهرج» أكثر مما «يحكم».. وكلاهما كان كائنا لا يحتمل.

 

ولذلك تبدو حفاوة السيد عمرو بزيارة الأستاذ شعبان والوفد المرافق لسيادته غريبة على مرحلة يفترض أنها فترة زخم ثورى، وانفلات من قيم مبتذلة ومسفة اتسم بها زمن المخلوع، لكن بما أننا نعيش عصر العجائب والطرائف فلابد أن ننتظر لنرى نتيجة هذا الاندماج!

وائل قنديل كاتب صحفي