مرشح لائق وزعيم استثنائي - حسام السكرى - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 5:41 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مرشح لائق وزعيم استثنائي

نشر فى : السبت 27 يناير 2018 - 10:30 م | آخر تحديث : السبت 27 يناير 2018 - 10:30 م

نحن نمر بظروف استثنائية. لا أعلم على وجه التحديد متى بدأنا المرور بها ولا النقطة التي سنعلن عندها النجاح في عبورها. أضف إلى ذلك أنني لا أعلم شيئا واحدا لا ينطبق عليه وصف "استثنائي" في حالتنا المصرية: بلدنا، تاريخنا، ثرواتنا، موقعنا، شعبنا، عبقريتنا، معاركنا، مشاكلنا، تحدياتنا، مؤامراتنا، وبالأخص زعاماتنا، كلها استثنائية وغير مسبوقة.

هذه حقائق أبدية. ومن المهم استيعابها والبناء عليها للخروج بحلول مناسبة لمشاكلنا. وأهما في الوقت الحالي العثور على مرشح لائق يمكن الدفع به أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات المقبلة.

لا يوجد خلاف على أن الرئيس زعامة استثنائية نادرة. كتاب الصحف ومذيعو التليفزيون يكررون هذا ليل نهار ويؤكدون أن الانتخابات محسومة لعدم وجود شخص له مقومات مناسبة تؤهل للمنافسة. حزب الوفد نفسه الذي دفع بزعيمه منافسا في الانتخابات لا يدعم زعيمه ويدعم الرئيس.

التحالف السياسي المصري المكون من 18 حزبا معارضا أشاد في بيان له بقرار الوفد "بإثراء الحياة السياسية" عن طريق الدفع بمرشح في الانتخابات. أعلم أنك مندهش مثلي من وجود تحالف بهذا الإسم ومن وجود هذا العدد من الأحزاب السياسية ولكن هذا ليس موضوعنا الآن. المهم أن التحالف أشاد بالترشيح. إلا أنه في الوقت ذاته أكد دعمه "المحسوم" للرئيس للسيسي.

الدكتور البدوي نفسه الذي سينزل منافسا للرئيس لو سألته من الأصلح لرئاسة مصر وقيادتها، لا أشك في أنه سيختار الرئيس السيسي وعلى الأرجع سيعطيه صوته ويحرمه على نفسه في الانتخابات.

من العبث إذن أن نبحث عن منافس صوري. لابد من الاعتراف بأن هذا لا يصح ولا يليق، ويشكل إساءة لقيادة مصر قبل أن يكون إساءة لصورتنا أمام العالم كشعب يتمتع بديمقراطية استثنائية.

النتيجة الوحيدة المنطقية، في إطار اعترافنا بعدم وجود من يليق به الجلوس كمنافس إلى جوار الرئيس، هي أن الوحيد الذي يصلح للمهمة هو الرئيس السيسي نفسه.

هذا الطرح ليس سخرية ولكنه محاولة لرصد الواقع والبحث عن حل للإشكالية التاريخية الفريدة التي وقعنا فيها. وتطبيقه محتمل لو تمكننا من رؤيته في إطاره الصحيح وبالجدية المطلوبة.

لا يوجد ما يمنع من أن يطرح الرئيس مجموعة من الرؤى المنافسة من جهة والمكملة من جهة آخرى لما سبق أن أنجزه في مدته الأولى، وأن ننظر للمسألة ليس فقط باعتبارها طرحا بديلا وإنما هو طرح منافس. المهم أن تقبل العليا للانتخابات بأن هذه رؤية لمرشح مختلف يحمل نفس الإسم. تعديل إجرائي طفيف ولكنه سيمكن الناخبين من التصويت علليها كرؤى مقدمة من مرشح مستقل. بذا يصبح أمام الناخب خياران ورؤيتان ومرشحان: عبد الفتاح السيسي الرئيس في مواجهة عبد الفتاح السيسي المعارض.

لن يحل هذا فقط مشكلة العثور على مرشح لائق. ولكنه سيقدم مثلا حيا وبيانا من المعلم والقائد لأصول وكيفية المعارضة بشكل وطني. وسيفيد في توضيح الصيغة الصحيحة للمعارضة السياسية التي تتناغم مع طموحات القيادة في هذا الوقت الصعب والحرج وسط خضم من المؤامرات في الداخل والخارج. لا يوجد أفضل من الرئيس لإعطاء المثل والدرس لكيفية المعارضة، بتقديمه لرؤية شاملة يعارض فيها ما قدمه في مدته الأولى. رؤية رغم معارضتها لكنها تسير على نفس المنهج الوطني الذي يضع مصر في الصدارة حتى وإن كان هذا من زاوية تخالف زاوية الرؤية الأولى.

سيكون هذا كفيلا بحل إشكالية الترشح وإثارة حراك سياسي صحي غير مسبوق في مصر، وإجراء انتخابات حرة لا مثيل لها. وفي الحالين نحن أمام مستفيد وحيد هو الشعب، وفائز مؤكد ومستحق هو الرئيس عبد الفتاح السيسي.

التعليقات