مبادرات عربية بشأن غزة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 1:27 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مبادرات عربية بشأن غزة

نشر فى : الأربعاء 27 مارس 2024 - 7:15 م | آخر تحديث : الأربعاء 27 مارس 2024 - 7:15 م

إسرائيل تقدم كل فترة أفكارا ومقترحات بشأن اليوم الثانى فى غزة، وكذلك الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية.. فماذا يفترض أن نفعل نحن العرب.. هل نكتفى بالصمت ورد الفعل، أم أنه من المفترض أن تكون لدينا أفكارنا ومبادرتنا واقتراحاتنا؟.
أطرح هذا السؤال لأننى أخشى أن نتحول إلى مجرد ردود فعل لأفكار إسرائيلية أو أمريكية أو غربية هى خطرة علينا بالفطرة.
قبل أيام قليلة حضرت سحورا رمضانيا فى مقر سكن السفير الأردنى بالقاهرة أمجد العضايلة ضم مجموعة قليلة من السياسيين والمفكرين وشخصية سياسية عربية مرموقة.
الحديث تناول آخر تطورات العدوان وتوقعات كل شخص وإلى أين نحن ذاهبون، لكن أهم ما لفت نظرى أن غالبية الحاضرين أكدوا على ضرورة أن تكون هناك أفكار عربية كثيرة بشأن مستقبل القضية الفلسطينية وليس فقط قضية غزة، حتى لا نترك الساحة فقط للأصوات الإسرائيلية وداعميها فى الولايات المتحدة وأوروبا.
معظمنا كعرب يندد بإسرائيل وعدوانها الوحشى، وهو أمر طبيعى لأى مواطن سوى ينحاز للإنسانية والعدل والحق، لكن يفترض أن هناك من يجب أن ينشغل بعد الشجب والإدانة بتقديم الأفكار والمقترحات.
نعلم أن جزءا من العقلية الغربية ينشغل طوال الوقت بتقديم الأفكار والمقترحات.
سيقول البعض ولكن إسرائيل تضرب بالسياسة والقانون عرض الحائط، بل وتتجاهل كل القوانين والقرارات الدولية، فما الداعى لتقديم أفكار ومقترحات نعلم تماما أنها لن تؤدى إلى شىء؟!
الكلام يبدو منطقيا، لكن وبما أن الفلسطينيين أضعف عسكريا ولا يملكون إلا صدورهم العارية وقوة عسكرية غير نظامية، وطالما أن الدول العربية ليست فى وارد الدخول فى عمل عسكرى ضد إسرائيل، فمن الطبيعى أن تكون التحركات العربية سياسية ودبلوماسية واقتصادية وقانونية وإعلامية.
العالم خصوصا فى الغرب يتعامل مع مثل هذه الصراعات بمن يملك القوة أولا، ثم من يملك القدرة السياسية والاقتصادية، وهنا من المهم أن يكون للعرب رؤية وأفكار ومبادرات حتى لا نصبح دائما أسرى للأفكار والتحركات الإسرائيلية والأمريكية.
حينما تقول إسرائيل مثلا أنها تنوى الاستمرار فى السيطرة الأمنية على غزة أو اقتطاع جزء من مساحتها لإقامة شريط أمنى على حدودها، أو تستمر هناك لمدة ثمانى أو عشر سنوات، فإنها تختبر الجميع من أول الفلسطينيين إلى العرب إلى الولايات المتحدة وأوروبا. وبالتالى فمن المهم أن يكون للعرب أو الأطراف الفاعلة مبادرات وأفكار مضادة.
ليس مطلوبا من العرب أن تجد كل أفكارهم ومبادراتهم طريقها للتطبيق، وعلى حد قول أحد الحاضرين فى هذا السحور، فإنه لو طرح طرف معين ١٠٠٪ من الأفكار والمبادرات، وحقق منها ٣٠٪ فقط فهذا شىء طيب وجيد جدا، لأن هناك أطرافا أخرى تطلق أفكارا ومبادرات، وبالتالى فإن تجد ٣٠٪ من أفكارك ومقترحاتك مطبقة ويقبل بها بقية أطراف الأزمة، فهذا يعنى أنك طرف فاعل، أما أن تجلس صامتا فلن تملك وقتها إلا الرفض أو القبول الجزئى، وهو ما يعنى أن الخصم سوف يحقق جميع أهدافه أو معظمها فى حين أنك لن تحقق شيئا.
هل التفكير السابق واقعى أم خيالى أم ماذا؟
الإجابة مرة أخرى هى أن العرب وطالما أنهم لا يملكون حسم المعركة عسكريا، وطالما أن هذه هى ظروفهم، وطالما أن الطرف الإسرائيلى مدعوم بأقوى قوة فى العالم وبعض الدول الأوروبية فإن على الفلسطينيين والعرب اللجوء لكل الخيارات المتاحة إلى أن يملكوا القوة الشاملة.
وفى هذه الحالة فإن الواقعية تحتم عليهم طرح أفكار وبدائل ومقترحات ومبادرات واقعية إلى حد ما، وأن تكون لديهم علاقات وآليات تمكنهم من ترجمة هذه المبادرات على أرض الواقع. المهم ألا يظلوا أسرى لرد الفعل على مبادرات إسرائيل وأمريكا.
السؤال هل آلية السداسية العربية يمكنها أن تلعب دورا فى هذا الصدد؟! الإجابة نتمنى ذلك ونتمنى أن كل الدول العربية القادرة تسعى بكل ما يمكنها من جهد وقدرة على تقديم الأفكار والمبادرات القادرة على التصدى للمراوغات والألاعيب الإسرائيلية المدعومة من قوى كبرى كثيرة.
عمليا الدول العربية بوضعها الراهن ليس لديها موقف موحد، لكن على الأقل هناك قوى عربية فاعلة يمكنها أن تلعب هذا الدور.
ونتذكر أن مصر قدمت قبل أسابيع مبادرة مصرية بشأن مستقبل غزة.. والسؤال أين وصلت هذه المبادرة، وهل يمكن تطويرها والدفع بها مرة أخرى بدعم عربى ودولى؟.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي