كوشنر وغرينبلات عادا إلى واشنطن خاليى الوفاض - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:52 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كوشنر وغرينبلات عادا إلى واشنطن خاليى الوفاض

نشر فى : الخميس 28 يونيو 2018 - 10:25 م | آخر تحديث : الخميس 28 يونيو 2018 - 10:25 م

حظى الخمول السياسى الخطِر الذى يعتمده بنيامين نتنياهو برخصة مجددة، مرة أُخرى. فما دامت واشنطن تقول إنه ليس ثمة شريك، فمن الواضح إذًا أنه لا شريك. وثمة تناقض هنا؛ فلقد عاد مبعوثا المهمة كوشنر وجيسون غرينبلات إلى واشنطن خاليى الوفاض وهما يتركان وراءهما تهديدا فظيعا: «إذا لم يعد عباس إلى مائدة المفاوضات، فسنُخرج خطتنا إلى العلن». فهل هناك شريك، إذًا، أم لا؟

ضد مَن يوجّه هذان الاثنان تهديدهما فى هذه الحالة؟ منذ سنة ونصف السنة ينتظر الفلسطينيون ماذا سيقول ترامب، لكنهم لم يتلقوا سوى صفعة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإسقاط العاصمة من جدول الأبحاث، كما صرح ترامب نفسه. وبينما لا تزال أصداء الصفعة تتردد فى آذانهم، ها هم يسمعون أنه سيتعين عليهم الاكتفاء بـ«أبوديس» عاصمة لهم، وأن السعودية تخطط للانقضاض على الأماكن المقدسة فى القدس، وأن مصر ودولة الإمارات المتحدة وإسرائيل تخطط لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية تمهيدا لإنشاء حكم ذاتى منفصل فيه، وأن الجميع ينتظرون بفارغ الصبر رحيل عباس عن هذا العالم. فما الذى يمكن أن يخسروه، إذًا، من نشر «صفقة القرن» وجعلها علنية؟

إن كان ثمة من يجب أن يثير هذا قلقه، فهو حكومة إسرائيل بالذات: ها هى الإدارة الأكثر إذعانا من أى إدارة أمريكية سابقة فى كل ما يتعلق بإسرائيل ستنشر خطة، حتى لو جرى سحبها وإخفاؤها فور خروجها إلى النور، ستنضم إلى سلسلة طويلة من القرارات والخطط والتصريحات ــ مثل مبادرة السلام العربية، وقرارى مجلس الأمن 242 و338، وخرائط الطريق المتعددة ــ التى لا روح فيها بحد ذاتها، لكنها أصبحت تشكل معا المرجعية المقدسة لأى اتفاق مستقبلى.

لا يجب أن يشكل نشر الخطة تهديدا، بل العكس هو الصحيح. من حق الفلسطينيين ومواطنى إسرائيل معرفة ما تفكر فيه الإدارة الأمريكية، ومدى قرب وجهة نظرها من وجهتيْ النظر الإسرائيلية والفلسطينية أو مدى بُعدها عنهما. حرى بهذه الخطة أن تثير وتستقطب نقاشا جماهيريا عاما واسعا يوضح لكلا الطرفين ما إذا كان ثمة أفق سياسى يستحق بذل أى جهد أو لا. ليس من شأن النشر وضع هذه الخطة فى صدارة النقاش العام ومركزه فى إسرائيل وفلسطين فقط، بل من شأنه أيضا أن يكشف حقيقة أن الحديث لا يدور عن عنيد ورافض فلسطينى فى مقابل داعية سلام إسرائيلى، إذ إن عباس ونتنياهو يرقدان فى مستنقع الرفض الموحل.

لكن حين يهدد مستشارا الرئيس بالنشر، فلا مجال لتجنب أحد الاستنتاجين التاليين: إمّا أن الأوراق التى فى حيازتهما هزيلة جدا أو غير واقعية، فيغدو الأمر كما فى لعبة البوكر ـ مجرد التهديد هو الخطة نفسها؛ وإمّا أن الإدارة الأمريكية تعتمد مسارا مريحا جدا لإسرائيل تجعل الفلسطينيين مضطرين إلى رفض الخطة بغضب واشمئزاز فور نشرها الفعلى، وهو ما سيجعلهم أعداء السلام بصورة رسمية، يتحملون الذنب ومسئولية رفضهم هذا، حتى قبل اضطرار إسرائيل إلى التطرق إليها.
إن ما يقوله كوشنر وغرينبلات لعباس هو: إن فرصة تقديم أى استئناف بشأن الصفقة النهائية آخذة فى التلاشى والزوال، حتى قبل بدء المفاوضات. وإذا لم يستغل حبل النجاة الرفيع جدا الذى يرمونه له الآن، فسيتم توقيع الصفقة من جانب واحد. هكذا تصرف ترامب فى قضية الاتفاق النووى الإيرانى، وهذا ما قرره بالنسبة إلى المفاوضات مع كوريا الشمالية، وهكذا حطم رأس اتفاقية التجارة، وهكذا يخطط لتنفيذ «صفقة القرن»، كما يبدو. وبالتالى لا سلام فيها، بل غطرسة فقط.

تسفى برئيل
هاآرتس

التعليقات