• يعد برنامج «دولة التلاوة» أعظم قرار اتخذته وزارة الأوقاف بالتعاون الإيجابى مع الشركة المتحدة، وأعتبره أكبر قفزة للأمام فى تاريخ الأوقاف التى تحمل رسالة الدعوة إلى الله.
• وأقر وأنا فى هذا العمر الذى لا أجامل فيه أحدًا أن انطلاق برنامج «دولة التلاوة» قد يضاهى فى أثره وفاعليته انطلاق بث إذاعة القرآن الكريم فى الستينيات، فكما أحيت هذه الإذاعة العظيمة وحمت وحفظت القرآن مسموعا ومنقولا بدقة عبر السماع فإن برنامج «دولة التلاوة» سيحمى القرآن مجودًا عبر الأجيال الجديدة.
• «دولة التلاوة» ليس مجرد «برنامج تليفزيونى» كما يتصور البعض بل إنه الإحياء الثانى للقرآن الكريم فى تاريخ مصر بعد إذاعة القرآن الكريم، فهو أفضل وأدق وأضخم برنامج يحتفى بالمتميزين جدًا فى تجويد القرآن من الأجيال الصغيرة والشابة، إنه الاحتفاء الأكبر بالقرآن العظيم.
• «دولة التلاوة» ثانى قرار مهم فى تاريخ وزارة الأوقاف بعد قرار د/ محمد المحجوب وزير الأوقاف الأسبق، والذى أقنع الرئيس مبارك بفكرة مسابقة ليلة القدر العالمية وأقنعه بحضورها كل عام، وسار على نهجه الرؤساء من بعده.
• أما القرار الثانى فكان فى عهد العلامة المبدع رمز العفة والعفاف د/ أسامة الأزهرى متمثلاً فى برنامج «دولة التلاوة» الذى صحح عبثًا إعلاميًا طال أمده وكاد يخنق الحكماء والصالحين لأن الاهتمام الإعلامى بأمور تافهة أضر بالأجيال وقلب أولويات الأمة وسلبها أروع خصائصها القرآنية.
• البرنامج يعيد الأمة لأهم أولوياتها «كتاب الله»، إنه فجر قرآنى يبزغ من جديد لنكتشف بعد طول غياب أن لدينا نماذج رائعة تعيد أمجاد الشيوخ الكبار رفعت وشعيشع ومصطفى إسماعيل والحصرى والمنشاوى وعبدالباسط وغيرهم.
• البرنامج هو ثمرة مؤجلة لكفاح الراحل الزاهد العظيم الإمام د/ عبدالحليم محمود أول من أعاد للكتاتيب والمعاهد الأزهرية مجدها بعد أن كادت تندثر حتى إن وصيته قبل الوفاة «اهتموا بالقرآن والكتاتيب» واستكمل طريقه تلميذه الإمام العظيم د/الطيب، ها هى ثمراتكم قد أينعت وتذوق الناس روائعها.
• «دولة التلاوة» هو استكمال لخروج الأوقاف من دائرة المساجد المغلقة إلى ساحة المجتمع الواسعة، والتى بدأها د/ الأزهرى بالذهاب للمدارس والجامعات والمجتمعات وخلط الأئمة بكل نشاطات المجتمع فى ثورة دعوية جديدة.
• البرنامج سيؤكد من جديد أن القرآن نزل فى مكة وقرأ فى مصر وطبع فى تركيا كما كان يردد الملك عبدالعزيز آل سعود دوما احتفاء بقراء مصر.
• حينما تسمع لفقرات البرنامج عبر هاتفك تريد تكراره مرات، إنها ألحان السماء تنطلق مجددا من مصر، وكأنك تسمع مزامير داود تنطلق عبر حناجر ذهبية وقلوب لم تعرف سوى القرآن الكريم وآدابه، أصوات لأطفال وشيوخ أبهرت الملايين ممن استمعوها وسجلوا إعجابهم.
• المتسابقون عددهم 32 متسابقا، نتاج تصفية 1400 متسابق، وهم الأعلى والأقوى فى هذا المضمار الصعب.
• لا أمل من تكرار فقرات الطفل محمد القلاجى ذلك المبدع الصغير الرائع والذى جعل القارئ البريطانى محمد أيوب يقبل رأسه أو تستمع للطفل عمر على الذى يلقب وبصدق بعبدالباسط الصغير أو الطفل العبقرى على محمد.. وغيرهم وغيرهم.
• كل شىء فى البرنامج على أكمل وجه، المتسابقون مبدعون، لجان التحكيم على أعلى مستوى علمى وأخلاقى، الإخراج والإضاءة، الإبداع والإبهار مع الوقار.
• أما المذيعة آية عبدالرحمن فكانت فى قمة التألق الإعلامى، وأداؤها كان راقيا ونجحت فى ضبط إيقاع البرنامج، وتستحق أن تنال هذا الشرف العظيم الذى سيكون أهم محطات حياتها.
• تحية للجميع على هذا العطاء العظيم الذى تلمس فيه روح الإخلاص والتجرد والعزيمة.