«خلية» الزمالك .. ألف مبروك - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 2:36 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«خلية» الزمالك .. ألف مبروك

نشر فى : الخميس 30 يوليه 2015 - 9:35 ص | آخر تحديث : الخميس 30 يوليه 2015 - 9:35 ص

•• مبروك للزمالك .. هذا لقب مستحق من واقع أداء الفريق ونتائجه طوال الموسم. ومن حق جماهيره أن تفرح. ومنذ اليوم الأول كنت أؤكد أن الزمالك يلعب على البطولة فى كل مباراة وليس على الثلاث نقاط فى كل مباراة. وبرافو فريق سموحة، وبرافو مدربه محمد يوسف. فالفريق لعب بشرف ونظافة وكفاح أمام الأهلى. ونعم نحن فى زمن نشكر فيه من يلعب بشرف، مع أنه لا شكر على واجب. نحن فى زمن نشكر فيه من يعمل بجد، ومن يراعى ضميره. ونحتفل بمن يبتكر. ومن يبدع. ومن يعلى القيم الإنسانية. ومن ينصت لمريضه. ومن يعلم (بضم الياء) ويترفع على الدروس الخصوصية.. عمرنا ضاع ونحن ننتظر البديهيات ونشكر من يؤدى الأمانات.

•• مانشيتات صحف الصباح خرجت تقول إن الأهلى أهدى الدورى للزمالك. والمقصود واضح. فالأهلى حسب الصحف، أهدى الدورى للزمالك بتعادله مع سموحة. وهذا ليس إنصافا للزمالك، ففيه إيحاء بأن البطولة سقطت فوق رأسه من شجرة الأهلى. بينما الصحيح أن الزمالك حرث، وزرع، وروى، وحصد. فعل كل خطوات الإنتاج واستحق ما أنتجه فى النهاية.

•• صفقات الزمالك فى بداية هذا الموسم كان معظمها قويا، ففى كثير من الأحيان يخرج نجم ويدخل نجم. وكانت إدارة النجوم جيدة. ومن أصعب المهام على أى جهاز فنى عملية إدارة النجوم. أما أداء الفريق فقد اتسم بالجماعية. فالجميع مثل شغالات مملكة النحل. لا توجد ملكة تنتظر. ولا يوجد ملك فى الخلية ينتظر.

•• فوز الزمالك بلقب الدورى هذا الموسم يصب فى مصلحة الكرة المصرية، فهو يثريها. ويجعلها مثيرة. ويرسخ المنافسة التقليدية بين القطبين. ويكفى ما جرى فى الأسبوعين الأخيرين من حسابات، وأحلام، وانتظار وعشم، وقد كان عشم الأهلى فى الدورى سرابا على أساس أن الزمالك سوف يخسر النقطة الباقية فى مباراتين. والطريف أن الطبعات الأولى من الصحف تحدثت عن حاجة الزمالك للنقطة، باعتبار أن الأهلى فائز حتما على سموحة.. كم هى مستديرة كرة القدم.. وكم هى حافلة بدراما لا يكتبها أعتى المؤلفين.

•• سوف تكون كرة القدم أجمل وأحلى يوم يخف التعصب، يوم يشد المهزوم على يد الفائز. ويوم يدرك الثانى أنه فى كثير من الأيام كان الأول. ويوم يعترف الثانى بأنه الثانى. ويوم يفهم الأول أنه قد يكون يوما ما ثانيا.. سوف تكون حياتنا أجمل، ويكون مجتمعنا أجمل عندما تختفى ظاهرة شعور الجميع بالانتفاخ لأنهم جميعا أوائل ولا يوجد بينهم ثان واحد.. سوف يكون الدورى ثريا وغنيا عندما يدخل الإسماعيلى وإنبى والمصرى والاتحاد وغيرهم المنافسة، وحين تتسع دائرة تلك المنافسة، وحين تلعب كل الفرق من أجل الفوز، ولا يلعب نصفها من أجل عدم الخسارة. سوف تتغير خريطة المسابقة حين نلعب بجد. ونستمتع باللعبة.. ويعود جمهورها ليرسم بأهازيجه وتشجيعه لوحاته الجميلة، وتهتز المدرجات بموسيقاه التى هى الحياة فى كرة القدم.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.