ذكرى ميلاد أحمد بن طولون.. رواية القطائع تحكي صعود الحلم وسقوط الدولة وبقاء الأثر - بوابة الشروق
الأحد 21 سبتمبر 2025 12:58 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

ذكرى ميلاد أحمد بن طولون.. رواية القطائع تحكي صعود الحلم وسقوط الدولة وبقاء الأثر

محمود عماد
نشر في: الجمعة 19 سبتمبر 2025 - 10:14 م | آخر تحديث: الجمعة 19 سبتمبر 2025 - 10:14 م

تحل غدا السبت الموافق 20 سبتمبر ذكرى ميلاد أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية في مصر، والذي ولد في 20 سبتمبر عام 835 م- 23 رمضان عام 220 هـ، ورحل في 10 مايو من عام 884- 10 ذو القعدة من عام 270 هـ.

يبقى أحمد بن طولون شخصية شديدة الثراء من بزوغ نجمه في بغداد، مرورا بتوليته مصر بالإنابة، ثم توليته لها رسميا، وحتى تأسيس الدولة الطولونية في مصر كأول دولة مستقلة في مصر تابعة بالاسم للدولة العباسية، ولكنها مستغلة لضعفها في الاستقلال عنها.

ومن الكتب والروايات التي تناولت حقبة الدولة الطولونية، تبقى رواية "القطائع.. ثلاثية ابن طولون" للكاتبة والروائية الدكتورة ريم بسيوني، واحدة من أهم الروايات التي تناولت تاريخ الدولة الطولونية، من بداية نشأتها، وازدهارها، نهاية بسقوطها ونهاية الأسرة الطولونية، وعودة مصر ولاية عباسية. كما أنها تسلط الضوء على كيف عشق ابن طولون مصر قبل المجىء لها ليحكمها رغم مؤامرات التخلص منه.

الرواية تنقسم إلى ثلاثة أجزاء، كأنها ثلاث روايات منفصلة متصلة تغطي العهد الطولوني كله، والحكايات الثلاث هم : الحكاية الأولى: ميسون - الحكاية الثانية: حلم أحمد - الحكاية الثالثة: العهد.

رغم الحضور الطاغي لشخصية أحمد بن طولون الاستثنائية، ولكن الرواية تدور أيضا ليس فقط حوله، أو حول التاريخ والسياسة، بل هي أيضا عن المدينة، والأثر، وعن العمارة، حيث تأخذ مدينة القطائع التي بناها ابن طولون دورا بطوليا في الأحداث.

ومن الرواية نقرأ ما يصف مدينة القطائع:

"تدور الرواية حول القطائع، هذه المدينة بها سحر القدماء ولعنتهم. لا مفر من عشقها. في الأذقة رائحة الخبيز والحلوى لتذكرنا بمحاسن العيش ومذاق العشق، لا احد يكتفي هنا من الخبز بالسكر، من يد الى يد ومن فم الى فم يذوب القمح في الاعماق ثم ينعش الذاكرة المبهمة، في هذه المدينة خياط ينسج ثوبا من الحرير الخالص ولا احد يعرف مصير صاحبه، ربما كان ثوبا لعروس تشتاق وتتمنى او لوالي الخراج الذي يمشي في الارض مغتالا فرحا، ربما كان مصنوعا من خيوط ممتزجة ببلاء ومعاناه او صبر وجلد، هنا يكمن فرح غير مكتمل وجسد عاجز دوما حتى لو اخذته العزة بالإثم."

نجحت ريم بسيوني فى جعل التاريخ حاضرا بظله لا بذاته، لكي تستطيع إدراكه، وتبحث عنه، وأنت تقرأ صراع ميسون وأنس لحماية حبهما في الحكاية الأولى، وزواج ابن طولون من أسماء المصرية التى عشقته في الحكاية الثانية، وعائشة المصرية ابنة ابن طولون وعبد الرحمن العربى في الحكاية الثالثة.

نرى أيضا في الرواية الأثر الباقي حتى يومنا هذا، وهو مسجد ابن طولون الذي بناه المهندس المسيحي سعيد بن كاتب الفرغاني.

أمر أحمد بن طولون عام 263هـ/877م ببناء مسجده الشهير بمدينته الجديدة القطائع؛ ليصبح ثالث مسجد جامع بنى فى عاصمة مصر الإسلامية بعد جامع عمرو بن العاص الذى بنى فى الفسطاط، وجامع العسكر الذى بنى فى مدينة العسكر ورغم أن مسجد عمرو بن العاص لا يزال موجودا إلا أن المسجد الطولونى يعد أقدم مساجد مصر القائمة حتى الآن لاحتفاظه بحالته الأصلية بالمقارنة مع مسجد عمرو بن العاص الذى توالت عليه الإصلاحات التى غيرت معالمه.

شيد المسجد فوق ربوة صخرية كانت تعرف بجبل يشكر، ويُعتبر من المساجد المعلقة، وهو أحد أكبر مساجد مصر، حيث تبلغ مساحته مع الزيادات الخارجية ستة أفدنة ونصف الفدان، وقد بنى على شكل مربع مستلهما من طرز المساجد العباسية وخاصة مسجد سامراء بالعراق الذى استلهم منه المنارة الملوية.

أراد ابن طولون مسجدا يبقى حتى لو احترقت المدينة أو غرقت، وبالفعل بقى الجامع حتى بعدما احترقت القطائع ودمرت على يد محمد بن سليمان الكاتب الذي أعاد مصر لعبائة الدولة العباسية من جديد.

شيدت ريم بسيوني في "القطائع" عالما روائيا يمزج بين التاريخ والخيال، تناولت فيه الدولة الطولونية منذ بدايتها وحتى سقوطها.

سلطت الضوء على حلم رجل أحب مصر حتى صار جزءًا منها، حلم رحل مع صاحبه، بينما بقي الأثر شامخا يروي الحكاية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك