إشادات بالغة برواية الكاتب ناصر عراق الجديدة «الأنتكخانة»..عمل مشوق توافرت به جميع متطلبات الإبداع - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 9:44 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إشادات بالغة برواية الكاتب ناصر عراق الجديدة «الأنتكخانة»..عمل مشوق توافرت به جميع متطلبات الإبداع

أسماء سعد:
نشر في: الجمعة 1 يوليه 2022 - 8:04 م | آخر تحديث: الجمعة 1 يوليه 2022 - 8:04 م

ناصر عراق: أهتم بدراسة طبيعة الشخصية المصرية والتاريخ مرتبط بالعملية الإبداعية
مصطفى عبيد: مزيج تاريخى روائى نجح فى تسليط الضوء على قضية سرقة الآثار المصرية
رشا صالح: الأنتكخانة حالة جمالية توافرت فيها أركان تاريخية واجتماعية وإنسانية

«عمل مشوق توافرت فيه كل السمات الإبداعية المطلوبة»، هكذا وصف الحضور رواية الكاتب ناصر عراق «الأنتكخانة»، خلال حفل الإطلاق والتوقيع للطبعة الثانية للعمل الصادر عن دار الشروق، حيث حضر مجموعة من المثقفين والكتّاب والشخصيات العامة للندوة التى عقدت بمبنى «قنصلية» مساء الإثنين الماضى، فى مقدمتهم المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق، وأميرة أبو المجد العضو المنتدب بدار الشروق، ومحمود أباظة رئيس حزب الوفد الأسبق، والسفيرة نيفين سميكة سفيرة مصر بالفاتيكان، والسيدة نادية أبو العلا مسئولة نادى الشروق للكتاب، والأستاذ مصطفى عبدالله رئيس تحرير أخبار الأدب الأسبق، وطلعت إسماعيل مدير تحرير الشروق، والكاتبة الصحفية تهانى تركى، والدكتور محمد السيد إسماعيل، والفنانون التشكيليون نبيل السنباطى ويحيى السيد والدكتور أسامة السروى المستشار الثقافى بموسكو.
أدار الندوة الكاتب الصحفى مصطفى عبيد، وشاركت فى المناقشة أستاذة الأدب والنقد الدكتورة رشا صالح.
قدم الكاتب مصطفى عبيد والدكتورة رشا صالح قراءة معمقة فى تفاصيل رواية «الأنتكخانة»، وطبيعة الشخصيات بداخلها، والأسلوب الذى اعتمد عليه الكاتب ناصر عراق، وبراعته فى تقديم مزيج «تاريخى روائى»، وتسليطه الضوء على قضية سرقة الآثار المصرية، ليتحدث مؤلف العمل بعدها عن الدوافع التى أدت به إلى كتابة أحدث أعماله والكيفية التى ينظر بها إلى علاقة التاريخ بالأدب والإبداع.
قال الكاتب الصحفى والروائى مصطفى عبيد إننا: «بصدد عمل ساحر ومشوق توافرت فيه كل السمات الإبداعية، وأنه لمن المفرح أننا خلال مناقشة تلك الرواية قد صدر منها الطبعة الثانية عن دار الشروق، وأن الروائى ناصر عراق يستحق الإشادة والثناء لأنه مبدع لديه مشروع تنويرى متكامل، تبدى فى أعماله السابقة سواء التى غلب عليها الطابع التاريخى أو الاجتماعى».
وأضاف أن الحقبة التى تتناولها الرواية مهمة جدا، حيث تدور الرواية فى زمن الخديو إسماعيل، وقد سلط النص الضوء على تفاعلات مهمة لحقبة كانت بمثابة «عتبة تاريخية» مهدت لدخول الاحتلال الإنجليزى إلى البلاد، والقضية العامة للرواية هى قضية «قديمة ــ جديدة»، مستمرة وما زلنا نبحث عن حلول وهى قضية «سرقة الآثار». وأوضح أن الرواية نفسها كعمل إبداعى تمتاز بسلاسة اللغة، وتشير نصوصها بوضوح إلى مدرسة ناصر عراق الروائية، وأنه أبرز ما يميز لغة الرواية هو الاعتناء الشديد والالتزام الواضح باللغة العربية السليمة، ليس فى السرد فقط، وإنما حتى فى الحوار بين شخصيات الرواية، وذلك دون تقعر أو صعوبة، وإنما بسلاسة ملحوظة، وذلك بخلاف تعدد الأصوات فى الرواية كمسألة دالة على أسلوبه الخاص، وتعدد الأصوات قد يمنحنا نوعا من الواقعية ومنح العدالة للقضية التى يتم التعبير عنها من أكثر من صوت.
واستطرد قائلا إن ناصر عراق نجح فى تسطير اسمه بقوة فى مجال الرواية العربية، من خلال 12 عملا روائيا متميزا، أرى أنهم بمثابة علامات فارقة فى تاريخ الرواية العربية المعاصرة، رواية العاطل التى وصلت للجائزة العربية للرواية البوكر، كانت دليل على الإبداع الروائى، ثم فوزه بجائزة كتارا عن روايته المهمة «الأزبكية»، بخلاف باقى الأعمال المهمة التى أبدعها ناصر عراق.
أما الروائى ناصر عراق، قال إن الروائى صاحب المشروع الحقيقى عليه أن يكون مشغولا دائما بالجمال والعدالة والحريات الشخصية ونشر الوعى، وإمتاع الناس، وتلك التركيبة بجميع عناصرها يجب أن تلازم ذهنية الروائى طوال مشواره فى الحياة، خلال قراءاته وكتاباته وتأملاته المختلفة، وكان السر فى كتابتى لرواية «الأزبكية»، هو أننى لاحظت خلال تعمقى فى القراءات التاريخية، وتحديدا خلال مطالعة ما كتبه أحد كبار المؤرخين فى التاريخ العربى والإسلامى عبدالرحمن الجبرتى، هو أنه خلال 7 سنوات حكم مصر 9 حكام أجانب، وتحديدا منذ 1798 مع وصول قائد الحملة الفرنسية نابليون بونابرت لاحتلال مصر، وحتى 1805 فى عهد محمد على، وقد قتل ثلاثة من الـ 9 حكام الأجانب ليس بيد المصريين وإنما بيد جنود أجانب، ثم منذ العام 2011 لـ 2018، حكم مصر 5 حكام، 2 منهم قد دخلوا للسجن، فتلك المقاربة جعلتنى أريد الرجوع إلى التاريخ وتأمل حال المصريين.
وأضاف عراق: لدى اهتمام خاص بدراسة طبيعة الشخصية المصرية، متى تثور، متى تنفعل، متى تخضع وتقنع، متى تلجأ للتدين الشديد فى محاولة لمواجهة الظلم والقهر والاستبداد، وهى كلها أمور عليها أن تلح على ذهن الروائى المشغول بمجتمعه وما يدور حوله وما جرى فى الماضى ويحدث فى الحاضر ومتوقع للمستقبل، وأن لذلك كله صلة وثيقة بعملية الإبداع.
«رأيت الآثار المصرية فى كل البلاد التى زرتها بالخارج» هكذا دفع الروائى ناصر عراق فى حديثه، قبل أن يكشف عن أنه قد قام بحصر أجراه بنفسه فى باريس بالعام 2012 بمتحف اللوفر، قرابة الـ 25 ألف قطعة مصرية بالجناح المصرى، وفى لندن بالمتحف البريطانى، هناك 22 ألف قطعة، وفى روسيا بإحدى المدن الصغيرة جنوب روسيا هناك متحف خاص بالمدينة يضم «جناحا مصريا كاملا»، آثارنا موجودة فى كل دول العالم، وهذا الأمر جعلنى مشغولا عموما بفكرة بيع ونهب الآثار المصرية.
وأوضح عراق: «اندلعت شرارة فكرة رواية «الأنتكخانة»، خلال قراءتى فى كتاب للمؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعى عن الخديو إسماعيل قال فيه إن الأخير أسس مدرسة اللسان المصرى القديم، وجاء بالأثرى الألمانى هنريش بروجش ليدير المدرسة، فتعمقت بالبحث عن الأخير وسألت أحد أصدقائى ممن يعيشون فى ألمانيا، حيث عثرنا على السيرة الذاتية لهذا الأثرى فى موطنه ألمانيا، وعن الفترة التى قضاها فى مصر، ومن خلال إجابات صديقى المقيم بألمانيا على قرابة 100 سؤال أرسلتهم إليه حول بروجش الذى لم يكن هناك أية معلومات متوفرة عنه فى مصر، والذى كانت قصته وما يتعلق به هى نواة وبداية كتابتى لرواية «الأنتكخانة».
وأكد ناصر عراق خلال اللقاء: «أنا بشكل شخصى أعشق التاريخ وأراه هبة للمتأملين كما يقول الأديب العالمى نجيب محفوظ، فرواية «الأنتكخانة» أحداثها وقعت منذ 150 عاما، ولكنها تطرق الواقع الآن، وتدفعنا لنرى ونتأمل ما يتعلق بالظروف القديمة، والحالية الحديثة، وكيفية تلافى أى أخطاء سابقة حدثت فى الماضى خلال ما ننتظره من المستقل، وتحديدا فى مسألة الآثار التى تشكل وتمثل الوجدان والتاريخ والقيمة المصرية».
وبخصوص اسم الرواية، قال ناصر عراق إن «الأنتكخانة» هو اسم أول متحف أسسه الخديو إسماعيل، وأنه إلى الآن، أحد الشوارع الملاصقة للمتحف المصرى مكتوب عليها: شارع محمود بسيونى ــ الأنتكخانة سابقا، فالاسم مدون إلى الآن بشوارع ميدان التحرير، ورغم ظهور كلمة الأنتكخانة فى العديد من الأفلام التى ظهرت فى حقبة الكوميديان إسماعيل ياسين، ولكن رغم ذلك لم ينتبه الناس بشكل كافٍ إلى «الأنتكخانة» ويخلطون مقصدها بأشياء أخرى، لذا فإن تعريفهم وربط مسألة المتاحف والآثار فى ذهنيات الناس وإعادة التذكير بها كان السبب الرئيسى فى تسمية أحدث أعمالى بهذا الاسم.
فيما قالت رشا صالح أستاذة الأدب المقارن والنقد الأدبى بجامعة حلوان: إن رواية الإنتكخانة «وجبة إبداعية متكاملة» بها العديد من نقاط التميز، بخلاف نجاحها فى أن تثير الكثير من الأسئلة، والرواية تحيلنا ببراعة إلى مفهوم التاريخ كخطاب مرجعى يسعى للكشف عن القوانين المتحكمة فى تتابع الوقائع، بخلاف صبغتها الأدبية المتمثلة فى كونها خطابا جماليا تتقدم فيه الوظيفة الشعرية على المرجعية.
وأضافت: الرواية خلال حديثها عن زمان ماضى، كانت مثقلة بقضايا الحاضر وما يحدث فيه، وهو تماما ما فعله ناصر عراق فى رواية «الأنتكخانة»، فقد قدم لنا حياة جمالية أركانها تاريخية واجتماعية وإنسانية بكل المقاييس، هى الرواية الثانية عشرة له، وأحداثها تدور فى عهد الخديو إسماعيل، وأن بها ما يقارب الـ 11 صوتا مختلفا يتم افتتاحهم بصوت النجار رمضان المحمدى الذى بدأ الأحداث التشويقية للرواية.
وأشارت صالح إلى أنه على الدوام ما يكون هناك «معمار واضح» فى بناء أعمال ناصر عراق، وحالة من الترابط بين شخصيات وأصوات الرواية وأحداثها، الأمر الذى يسهل مسألة «الحكى» بالنسبة إلى القارئ، وأنه فى رواية «الأنتكخانة» قد ساعد ذلك البناء الروائى فى تسليط الضوء على دور التاريخ فى خلق واقع وجودى جديد لشخصيات العمل، والتى ضمت شخصيات حقيقية بطبيعة الحال.
وتستلهم رواية «الأنتكخانة» التاريخ لتقدم لنا لوحة جدارية عن تأسيس الخديو إسماعيل أول مدرسة مصرية عليا لدراسة المِصريات، تولَّى نظارتَها عالِمُ الآثار الألمانى «هنريش بروجش»، وفى عام 1872، تخرَّجَ فيها 7 طلاب، منهم «أحمد أفندى كمال» الذى أصبح أول عالِم مِصريات مِصرى فيما بعد، وأمين مساعد بالأنتكخانة. ويمزج الروائى ناصر عراق الواقع بالخيال، من خلال علاقة مستورة وصابحة بالنجَّار رمضان المحمدى، وعلاقة مدموزيل جوزفين بأحمد أفندى كمال، حيث يقوم المُتخيَّل هنا بدور الكاشف عن جوهر الحياة، واقتناص العناصر الجوهرية التى يُسقطها الكاتب على التاريخ.
جدير بالذكر أن ناصر عراق من مواليد (21 مارس 1961 فى القاهرة، مصر) وهو كاتب وصحفى وروائى وفنان تشكيلى، تخرج فى كلية الفنون الجميلة بالزمالك عام 1984. عمل بالصحافة الثقافية بالقاهرة قبل أن يغادر إلى دبى، له مئات الموضوعات المتنوعة المنشورة فى الصحف والمجلات المصرية والعربية.
حصل على مجموعة من الجوائز القيمة، منها جائزة أفضل كتاب التى تنظمها جائزة أحمد بهاء الدين فى دورتها الأولى عام 2000 عن كتاب «تاريخ الرسم الصحفى فى مصر»، جائزة أفضل مقال فى الصحافة الإماراتية عام 2004 التى تنظمها مؤسسة الخليج بالشارقة، جائزة كتارا للرواية العربية لفئة الروايات المنشورة عن رواية “الأزبكية” عام 2016، جائزة كتارا ــ أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامى من بين الروايات المنشورة عام 2016، وصلت رواية «العاطل» إلى القائمة القصيرة للبوكر العربية ــ الدورة الخامسة عام 2012، كما أقام معرضا خاصا للوحاته فى أتيليه القاهرة عام 1994، كما شارك بأعماله فى عدة معارض جماعية.
قام بتأليف عدد من الروايات المميزة، من بينها: أزمنة من غبار، البلاط الأسود، اللوكاندة، من فرط الغرام، تاج الهدهد، الكومبارس، العاطل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك