خلاف على اختيار اللهجة.. كواليس تأسيس إذاعة BBC البريطانية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 6:50 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خلاف على اختيار اللهجة.. كواليس تأسيس إذاعة BBC البريطانية

محمد حسين
نشر في: السبت 1 أكتوبر 2022 - 3:54 م | آخر تحديث: السبت 1 أكتوبر 2022 - 3:54 م

تلقى الجمهور العربي المتابع لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، خبرا حزينا لم يكن يضعه في حساباته، وذلك حينما أعلنت (BBC)، الخميس الماضي، عن اعتزامها التوقف عن بث أثير إذاعتها بعدة لغات، أهمها العربية، ليسكت بذلك الميكروفون الذي خاطب الجمهور العربي لأكثر من 80 عاما، عندما تم إطلاقه في يناير 1938، من خلال مجموعة من المذيعين العرب والمصريين، وكانت الافتتاحية بصوت المصري أحمد كمال سرور، بجملته "هنا لندن.. بي بي سي"، التي ظلت علامة وشعارا مسجلا لدى الإذاعة.

• السبب وراء تأسيسها

يعود السبب في إنشاء إذاعة بريطانية ناطقة بالعربية في ذلك الوقت المبكر، إلى مجابهة راديو "باري"، المحطة الإذاعية باللغة العربية للحكومة الإيطالية التي تم بثها إلى العالم العربي منذ عام 1934.

وتألفت إذاعات راديو "باري" من مزيج من الموسيقى العربية الشعبية، والدعاية الثقافية التي تهدف إلى تشجيع المشاعر المؤيدة للفاشية في العالم العربي، والنشرات الإخبارية ذات التوجه المناهض لبريطانيا بشدة.

وكان المسؤولون البريطانيون في البداية غير منزعجين إلى حد كبير من جهود إيطاليا، ولكن منذ عام 1935 فصاعدًا، عندما أصبح إنتاج راديو "باري" أكثر معاداة للبريطانيين بشكل علني، وهاجم على وجه التحديد السياسة البريطانية في فلسطين، أصبحوا قلقين وبدأوا في مناقشة كيفية الرد، على أن تكون "نفس الوسيلة" هي الخيار الأمثل، "صوت مقابل صوت، ونشر فكر مقابل فكر مضاد"، وذلك في تحليل ورد في كتاب "ويليامز دعاية موسوليني في الخارج.. التخريب في البحر الأبيض المتوسط ​​والشرق الأوسط".

• خلاف لهجة الإذاعة

ومع التحضير لإطلاق الإذاعة، ثار نقاش صاحبه إشكالات وتعقيد للتوصل للهجة تكون معتمدة كصوت للإذاعة، والذي سيخاطب من خلاله الجمهور العربي.

وعن تفاصيل ذلك، رأى الوكيل السياسي لبريطانيا في الكويت، جيرالد دي جوري، أن اللغة العربية النجدية كانت الخيار الأمثل، مجادلاً في مارس 1937 بأن "اللهجة والمفردات النجدية مقبولة من قبل جميع الأشخاص غير المتحيزين، كأفضل ما في شبه الجزيرة العربية"، وتشكل "القاسم المشترك بين لغة عربية كاملة".

ولم تلق وجهة نظر مندوب بريطانيا في شبه الجزيرة العربية توافقا، ليتم الاستعانة بمن هو أفهم بأمور الإعلام، وهو روبن فورنيس، أستاذ اللغة الإنجليزية في جامعة الملك فؤاد بالقاهرة، الذي اتصلت به وزارة الخارجية للحصول على رأي خبير. وعمل فورنيس سابقًا كنائب للمدير العام للإذاعة الحكومية المصرية.

وذكر لويس ألداي، المتخصص في تاريخ منطقة الخليج، أن "فورنيس" علق قائلا إن "راديو (باري) الإيطالي، يستخدم مذيعًا يتحدث العربية غير النحوية، والعرب الفلسطينيون الذين تحدثوا معي عن هذه البرامج، سخروا من لهجة المذيع، وأكد أن المصريون سيسخرون منه أكثر".

وأصبح الرأي الأقرب للتوافق -حينها- ما قصده "فورنيس"، الذي رأى أن الأنسب هي "الطريقة التي يقرأ بها المصري المتعلم النثر، ويسعى إلى تجنب الأخطاء النحوية، وليس الانغماس في ما يمكن اعتباره أقدارًا كلاسيكية، واستخدام لهجة يمكن تسميتها بقدر ما يستطيع (مصرية)".

وأكمل الدكتور فورنيس، أن "مصر كانت أكبر البلدان المتأثرة وأكثرها تقدمًا، ومركز التربية الإسلامية، ويمكن فهم المذيع بشكل أفضل من قبل معظم المستمعين، وأقل انتقادا"، حسبما نقلت مدونة للدراسات الآسيوية والإفريقية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك