هيثم دبور: «صليب موسى» تنتمي لنمط أدبي صعب غير منتشر في عالمنا العربي - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 4:23 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هيثم دبور: «صليب موسى» تنتمي لنمط أدبي صعب غير منتشر في عالمنا العربي

تصوير زياد احمد
تصوير زياد احمد
منى غنيم:
نشر في: الأحد 2 فبراير 2020 - 3:51 م | آخر تحديث: الأحد 2 فبراير 2020 - 3:51 م

• دبور: سراديب وأكواد سرية وراهب مقتول في الرواية الأولى لصاحب «عيار ناري» و«فوتوكوبي».. ولا ألجأ أبدًا للتسويق الفج ولا أتبع «الترند»
• الكتابة الأدبية متعة.. والصحافة «أكثر حرفية»
• نجيب محفوظ علمنا أنه ليس شرطًا أن يكون الروائي هو المسئول عن تحويل العمل الأدبي لفيلم سينما
• خططت لصليب موسى أن تكون رواية منذ البداية.. وهذا ليس زمن الشعر
• عبدالرحمن: الكاتب يخلق الشغف.. ويجبر القارئ على متابعة الأحداث.. ولابد من عمل «ألبوم صور» للرواية

نظمت «دار الشروق»، بالتعاون مع معرض القاهرة للكتاب، لقاءً مفتوحا مع الكاتب الصحفي والسيناريست هيثم دبور؛ للحديث عن روايته الأولى «صليب موسى»، الصادرة حديثًا عن الدار، أداره محمد عبدالرحمن رئيس تحرير الإعلام الرقمي بمعرض الكتاب، ورئيس تحرير موقع «في الفن».

قال دبور إن الرواية تنتمي لأدب التشويق والإثارة المبني على وقائع تاريخية؛ حيث تدور أحداثها حول جريمة قتل غامضة يروح ضحيتها أحد الرهبان بدير سانت كاترين في سيناء، وهو نمط أدبي غير منتشر في عالمنا العربي باستثناء بعض الأعمال الأجنبية أو المُترجمة، وأشار إلى صعوبة هذا النمط من الأدب في الكتابة؛ لحاجته الدائمة للتدقيق التاريخي والجغرافي.

وأضاف أنه ظل يتردد على المكان طيلة فترة كتابة الرواية مع صديقه المصور الفوتوجرافي أحمد أيمن؛ لالتقاط مجموعة مميزة من الصور داخل وخارج الدير، حتى لبعض السراديب والأماكن السرية الممنوع زيارتها للسائحين.

وأوضح دبور أنهما زارا سويًا منطقة الدير للمرة الأولى عام 2010، وقت أن كانت سيناء تضربها السيول؛ لعمل ملف صحفي بعنوان «الحياة في مجرى السيل»، يهدف لتتبع حركة السيل عبر جبال سانت كاترين وجبل موسى، وقد وقع الاثنان على الفور في غرام المنطقة التي تعج بعبق التاريخ والأديان، وظل «أيمن» يتردد عليها بعد ذلك وينظم الرحلات السياحية لها.

وأضاف دبور أن أول من قرأ الرواية من دار الشروق هو أحمد بدير المدير العام للدار، والذي طلب منه باقي الرواية فور انتهاءه من قراءة الفصل الأول.

وكشف دبور أن اختياره للعنوان كان منذ اللحظة الأولى، وقد لاقى استحسانًا كبيرًا، وأكد أنه كان حريصًا على استشارة الآخرين أثناء الكتابة في أدق التفاصيل، سواء من الأصدقاء المقربين أو من غير الأصدقاء؛ للحصول على أكثر نقد موضوعي ممكن.

وعن سر الغلاف ذي الأسطر المكتوبة بالأكواد والملىء بالفراغات، قال إنه إشارة لفكرة تسويقية أشبه باللعبة اقترحها لعمل إهداءات مُكوّدة، يستطيع القارئ بعد الانتهاء من القراءة محاولة حلها، حيث إن الأكواد ليست متماثلة؛ فهي 5 أو 6 أكواد مختلفة.

وأعلن أنه قام بإضافة كل حساباته عبر السوشيال ميديا في الصفحة الأخيرة من الرواية؛ لفتح باب التواصل مع الجمهور بعد انتهاءهم من القراءة، وتوجيه الأسئلة له.

وتعليقًا على إمكانية عمل إعلانات تسويقية لروايته، أوضح دبور أنه لا يجد حرجًا في أن يقوم الكاتب بالتسويق لكتابه عبر السوشيال ميديا عن طريق البروموهات أو الإعلانات أو حتى إضافة معزوفة موسيقية قصيرة مصاحبة للكتاب؛ لأنه في النهاية منتج أدبي يرغب أن يقرأه الجمهور والنقاد، وأضاف أنه لا يلجأ أبدًا لـ«التسويق الفج»، أو الذي ليس له صلة بالرواية، ولا يتبع «الترند»؛ لأن عمره قصيرا، أما العمل الأدبي القوي يبقى.

وذكر أنه عمل بالفعل إعلانا تسويقيا عبر الفيسبوك واليوتيوب لكتابه «أول مكرر» الذي صدر عام 2008 بالاستعانة بصديقه المخرج كريم الشناوي (مخرج فيلم عيار ناري)، كما عرض عليه «الشناوي» عمل إعلانات تسويقية للرواية الجديدة، ولازالت الفكرة قيد الدراسة.

وأكد دبور أن في حال تم تحويل روايته لفيلم سينيمائي؛ ليس لزامًا عليه أن يقوم بكتابة السيناريو؛ حيث إنه تعلم من نجيب محفوظ أن ليس شرطًا أن يكون صاحب الرواية هو من يقدمها للسينما؛ لأن التخلص من بعض فقرات الرواية والمعلومات التي وردت بها، والتي بذل الروائي جهدًا مضنيًا في جمعها تكون صعبة، وقال إنه اضطر في الرواية للتخلص من حوالي 30% من المعلومات التي جمعها؛ من أجل الحفاظ على إيقاعها.

وصرّح دبور بأنه لا يصنف نفسه ضمن فئة معينة من الكتاب؛ بل يتبع في كتابته مبدأ الشك؛ حتى يأتي اليقين بظهور العمل الأدبي إلى النور، وأضاف أنه عندما يكون بصدد كتابة عمل أدبي ما، يكون دائم المناجاة لنفسه بصدد كل مراحل الكتابة، وقال إنه أهدى أحد أصدقاءه نسخة من الرواية بالرغم من أنه قرأها قبل النشر 3 مرات؛ لأنه أعطاه مساحة من «اليقين» في حين كان «دبور» في أعتى مراحل «الشك».

وشدد دبور على وجود فارق كبير في الكتابة بين الأنماط الأدبية المختلفة؛ فالكتابة الأدبية مختلفة عن الصحافة الأكثر «حرفية»، وهي بدورها مختلفة عن كتابة سيناريوهات الأفلام والبرامج التليفزيونية، وأكد أن الكتابة بالنسبة له متعة شخصية مجردة، وهي السبب وراء اتجاهه لعالم الأدب.

وأعلن دبور أنه يصنف العمل الأدبي قبل الشروع في كتابته؛ حيث يدرك جيدًا أي الأفكار تصلح لتقديمها كقصة قصيرة أو رواية أو أبيات شعر يسمعها كموسيقى في ذهنه قبل الكتابة، وتابع: «يجب على الكاتب أن يستذكر الأشكال الأدبية قبل الشروع في كتابة أي عمل، وقد علمتني الصحافة مبدأ الاستذكار في الكتابة».

وعن محطته كشاعر، قال دبور إنه يدرك أن الأعمال الشعرية ليست رائجة بما يكفي في عصرنا هذا، وتابع أنه برغم إشادة الخال «الأبنودي» رحمه الله بشعره في إحدى اللقاءات التليفزيونية، إلا أنها ثقافة عصر، ولهذا حقق كتابه الساخر «أول مكرر» نجاحًا مدويًا، وتم اقتباسه في فقرات الستاند آب كوميدي وبرنامج «أبو حفيظة»، بينما لم يلق ديوان شعره النجاح الكافي، ولكنه أكد على إصراره في كتابة الشعر؛ لترك بصمته الأدبية في هذا المجال.

وبسؤاله عن رأيه في احتكار البعض لفن الرواية هذه الأيام وعدم رغبتهم في دخول «دماء جديدة» للوسط الأدبي، قال دبور إنه أمر اعتيادي في الأوساط الفنية والأدبية، ولكنه أمر يمكن تداركه بكثرة الأعمال المنشورة، وذكر موقفًا تعرض له حين كان فيلمه «فوتوكوبي» مشاركًا في المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة، وانتقده حينها مجموعة من الصحفيين الفنيين، وبعض الأشخاص من داخل الوسط الأدبي وخارجه، حيث إن فكرته عن قصة الحب التي تجمع بين اثنين من كبار السن كانت غير مستساغة، إلا أن بعد حصول الفيلم على جائزة الجونة وعلى أكثر من 24 جائزة فنية عبر 56 مهرجانا تابعا لمسابقات رسمية، قامت نفس المجموعة بمخالفة رأيها السابق وامتدحت الفيلم، وأضاف أنه متابع جيد للنقد؛ ويتألم إن كان قاسيًا أو مجحفًا.

وعن علاقته بالراديو، كشف دبور أنه ليس مذيعًا، ولا يملك ملكة الإذاعة كزهرة رامي وباسم كميل ومريم الخشت وخالد عليش، إلا أن له فقرة غير ثابتة ببرنامج «ليل داخلي» على راديو «إنرچي».

وأشاد عبدالرحمن بقدرة دبور على خلق الشغف، وجذب انتباه القارئ لمتابعة الأحداث، كما طلب منه صنع «ألبوم صور» من أجل قراء الرواية؛ لربط الأحداث والوقائع التاريخية بالصور الفوتوجرافية.

كما أكدت نانسي حبيب، محرر عام الشروق، أن «دار الشروق» من أوائل دور النشر التي اهتمت بالأدب الساخر، وقدمت أعمالًا متميزة لأحمد بهجت، ومحمود السعدني، وأحمد رجب، وغادة عبدالعال، وأن الفيصل لديهم هو «العمل الأدبي الجيد».

وتوجّه دبور بالشكر في نهاية اللقاء لكل من: زوجته سارة، وآدم عبدالغفار مصمم الغلاف، وكل من ساعده في الدير للحصول على الوثائق التاريخية اللازمة، وراديو «إنرچي» لتقديمه الدعم بعمل إعلانات للرواية، وأيضًا لنانسي حبيب محرر عام الشروق؛ وباقي فريق التحرير بالدار لجهودهم على مدار شهرين ونصف في عملية تدقيق المعلومات، ولعقدهم حلقات نقاش موسعة؛ لمراجعة المعلومات التاريخية والوثائق التي كان دبور يتحصل عليها، ووصف نفسه بـ«المحظوظ» للحصول على الدعم من كل هؤلاء الأشخاص.

وهيثم دبور صاحب سيناريو فيلمي «فوتوكوبي» عام 2017، و«عيار ناري» عام 2018، وله العديد من المؤلفات الأخرى، كديوان شعري بعنوان «أزمة منتصف العمر 23 سنة» الذي صدر عام 2010، كما نشرت له دار الشروق كتابين ساخرين بعنوان «أول مكرر» عام 2008، و«مادة 212» عام 2010، كما كان أحد أعضاء ورشة سيناريو البرنامج التليفزيوني «أبو حفيظة».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك