يصوت النواب الألمان ظهر اليوم الخميس، على قرار يعترف بإبادة الأرمن، وهو ما تعترض عليه أنقرة الشريك الأساسي والصعب في أزمة الهجرة في أوروبا.
ودعت أرمينيا النواب إلى عدم «الخضوع للضغوط» قبل التصويت على النص الذي يحمل عنوان «إحياء ذكرى إبادة الأرمن وأقليات مسيحية أخرى قبل 101 عام».
وفرص تبني النص كبيرة جدا، إذ تقف وراءه كتل الأكثرية البرلمانية، أي محافظو تكتل الاتحاد المسيحي الديمقراطي، والاتحاد الاجتماعي الديمقراطي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، بالإضافة إلى حزب الخضر المعارض.
وفي هذا النص الذي اطلعت وكالة «فرانس برس» عليه، تندد الغرفة السفلى في البرلمان الألماني «بوندستاج» بـ"ما قامت به آنذاك حكومة تركيا الفتاة وإلى إبادة شبه تامة للأرمن".
كما يندد النص بـ"الدور المؤسف للرايخ الألماني الذي لم يفعل شيئًا لوقف هذه الجريمة ضد الإنسانية.. بصفته الحليف الرئيسي للدولة العثمانية".
وهناك مخاوف من أن يؤدي الاعتراف بالإبادة إلى تصعيد التوتر في العلاقات مع أنقرة، خصوصا في ما يتعلق بتطبيق الاتفاق المثير للجدل بين الإتحاد الأوروبي وتركيا لخفض أعداد المهاجرين القادمين إلى أوروبا، الذي هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعرقلته ما لم يتم إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرات دخول إلى منطقة «شينجن».
واتصل أردوغان بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الأول الثلاثاء، للتعبير عن «قلقه» والتشديد على أن هذا «الفخ» يمكن أن يؤدي إلى "تدهور مجمل العلاقات مع ألمانيا"، والأربعاء، اعتبر رئيس الحكومة التركية بن علي يلديريم أن التصويت «لا قيمة له».
من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية كريستيان فيرتز، أن ميركل لن تشارك في التصويت بسبب انشغالها، إلا أنها أيدت النص خلال تصويت أولي، يوم الثلاثاء، لكتلة المحافظين في البرلمان.
ومشروع القرار حول إبادة الأرمن يتحفظ عنه حتى بعض المسؤولين الألمان، على غرار وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير الذي قال المتحدث باسمه، إنه "يامل ألا يؤدي إلى تأزيم العلاقات لفترة طويلة مع تركيا".
وكان الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان، أعرب ، عن أمله في ألا يخضع النواب الألمان للضغوط التي تمارسها تركيا عند تصويتهم اليوم الخميس، لصالح الاعتراف بإبادة الأرمن.
وقال سركيسيان، في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية: "لن يكون من العدل عدم تسمية إبادة الأرمن بأنها «إبادة» لمجرد تجنب إثارة غضب رئيس دولة أخرى"، -في إشارة إلى أردوغان-.
وتابع، "الاتفاق حول الهجرة ضعيف وسيكون من الصعب تطبيقه على المدى البعيد مع شريك مثل تركيا".
ويؤكد الأرمن أن 1.5 مليون أرمني قتلوا بطريقة منظمة قبيل إنهيار السلطنة العثمانية، فيما أقر عدد من المؤرخين في أكثر من عشرين دولة بينها فرنسا وإيطاليا وروسيا، بوقوع إبادة.
وتقول تركيا: إن "هؤلاء القتلى سقطوا خلال حرب أهلية ترافقت مع مجاعة وأدت إلى مقتل ما بين 300 و500 ألف أرمني، فضلا عن عدد مماثل من الأتراك حين كانت القوات العثمانية وروسيا تتنازعان السيطرة على الأناضول.