قال مدير المركز العالمي للدراسات التنموية في لندن، الخبير الاقتصادي صادق الركابي، إن سداد الأرجنتين الجزء الأخير من أحد أقساط الدين إلى صندوق النقد بالدولي بعملة اليوان الصيني بدلا من الدولار؛ خطوة جديدة من نوعها تأتي في إطار الحفاظ على احتياطي الدولة من العملة الأجنبية الدولارية.
وأضاف خلال مداخلة متلفزة عبر شاشة «سكاي نيوز عربية» مساء السبت، أن سياسة رفع الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة من شأنه تشكيل صعوبة بالغة على كثير من الدول بشأن سداد ديونها، مشيرا إلى تخطي معدل التضخم في الأرجنتين مستويات 110 %، فضلا عن مستوى الديون المرتفعة.
وتابع: «دول أخرى كثيرة على غرار الأرجنتين؛ ستلجأ قريبا أيضا إلى الاستفادة من وجودها ضمن حقوق السحب الخاصة بصندوق النقد الدولي للاستفادة من هذه الخطوة»، مشيرا إلى تراجع مدفوعات الدولار على مستوى المدفوعات التجارية إلى 60 % قياسا بـ 70 % على مدار العقدين الماضيين في مقابل تقدم عملات أخرى.
ولفت إلى تخطي معدل الاستثمارات الصينية في الأرجنتين حاجز الـ 30 مليار دولار، فضلا عن إقراضها قرابة 18 مليار دولار، موضحا أن الصين تعد الشريك الأكبر بعد البرازيل على الصعيد الاقتصادي والعسكري.
وأضاف أن الدولار لا يزال الملاذ الآمن لأكثر من 65 دولة حول العالم، حيث تستمر في ربط عملاتها بالدولار، فضلا عن أن الدولار وحدة قياس الكثير من السلع والخدمات على رأسها النفط، موضحا أن التراجع الأخير يأتي في ظل ارتفاع نفوذ الصين التجاري.
وأشار إلى توجه مجموعة البريكس التي تضم روسيا والصين ومجموعة من الدول؛ الدعوة إلى خلق نظام مالي جديد تحكمه عملة تداول تجارية جديدة، موضحا أن التكامل الاقتصادي بين أعضاء المجموعة غير كامل ويتطلب مزيدًا من الوقت، لا سيما في ظل عدم قدرة الصين على التضحية عن احتياطيات مالية من الدولار تتخطى 3 تريليونات دولار.
على خلفية مشكلاتها الاقتصادية الخطيرة، وفى ظل نقص الاحتياطى الأجنبى، سددت الأرجنتين 2٫7 مليار دولار لصندوق النقد الدولى بدفعة جاء جزء منها باليوان الصينى، نظرا لنقص الدولار، حسبما أعلنت وزارة الاقتصاد.
وفى محاولة لتجنب استخدام مزيد من احتياطى عملاتها الأجنبية، لجأت الأرجنتين إلى ما يعرف بـ«حقوق السحب الخاصة»، وهى أصول أنشأها صندوق النقد الدولى، لدعم الاحتياطى الرسمى للبلدان.
وتوصلت الأرجنتين العام الماضى لاتفاق مع صندوق النقد على إعادة جدولة قرض بـ44 مليار دولار أمريكي، تم منحه لها فى 2018. وتلقت الأرجنتين أكبر برنامج مساعدة من الصندوق فى وقت تعانى فيه نسبة تضخم فاقت 100٪ على أساس سنوي، ونقصا حادا فى العملات الأجنبية، ومستوى فقر بنحو 40٪. كما تسبب جفاف غير مسبوق فى تراجع صادراتها الزراعية.