شهد متحف الإسكندرية القومي مساء اليوم معرضًا فنيًا جديدًا، وذلك ضمن فعاليات يوم التراث السكندري الذي ينظمه مركز الدراسات السكندرية الفرنسي، والممتد حتى 8 نوفمبر الجاري.
وجرى الافتتاح بحضور الدكتور أشرف القاضي مدير متحف الإسكندرية القومي، ويانج يي القنصل العام لدولة الصين بالإسكندرية، وماريو باسكوالي القنصل الإيطالي، وتوما فوشيه مدير مركز الدراسات السكندري الفرنسي، إلى جانب الدكتور باسم إبراهيم مدير عام الإدارة العامة للخدمات بالمواقع الأثرية والسياحية والمتاحف، وحسام غنيم مدير عام الآثار اليونانية والرومانية بمنطقة آثار الإسكندرية.
شهد الافتتاح حضورًا لافتًا من زوار ومهتمين بالتراث والفنون، حيث تميز المعرض بعرض مقتنيات فنية ووثائق وصور نادرة تجسد الذاكرة البصرية للإسكندرية عبر العصور وتبرز خصوصيتها الثقافية التي تجمع بين الحضارات.
وقالت يسرا الإمام، مسئولة المعارض المؤقتة بمتحف الإسكندرية القومي، إن المعرض يضم مقتنيات عائلة قسطنطين سلفاجو، إحدى العائلات اليونانية الشهيرة التي لعبت دورًا بارزًا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالإسكندرية، حيث ساهمت في دعم تأسيس بنك الإسكندرية، بالإضافة إلى مساهمتها في دعم مشروعات خدمية من بينها مستشفى جمال عبد الناصر. وأضافت أن منزل العائلة كان قائمًا بموقع "البيت الروسي" الحالي، وأن المقتنيات عُثر عليها خلف المبنى في موقع منزل الابن.
وأوضحت أن هذه المقتنيات تمثل نموذجًا لما يعرف باسم أسطوانات التأسيس أو الودائع التذكارية، وهو تقليد معماري عالمي انتشر منذ القرن التاسع عشر، وكان يستخدم لتوثيق لحظة تأسيس المباني الكبرى أو القصور أو المؤسسات.
وكانت هذه الأسطوانات تحتوي على وثيقة تأسيس تحمل اسم المالك والمهندس والغرض من البناء، بالإضافة إلى بعض العملات المعدنية المتداولة وقت البناء كرمز للرخاء والحظ، وأحيانًا خرائط للموقع أو قوائم بأسماء القائمين على المشروع أو نسخة من جريدة اليوم. وكان يتم دفن هذه الأسطوانة تحت أساس المبنى خلال احتفال رسمي باعتبارها رسالة إلى المستقبل تحفظ ذكرى اللحظة وتوثق الحدث للأجيال القادمة.
ويقدم المعرض رؤية بصرية توثق كيف كانت الإسكندرية خلال ثلاثينيات القرن الماضي مدينة عالمية نابضة بالحياة، تمتزج فيها الحداثة المصرية بالأناقة الأوروبية. وقد جسدت عائلة سلفاجو هذه الروح من خلال منازلهم ومؤسساتهم التي أصبحت معالم معمارية بارزة تعكس مكانتهم وهويتهم متعددة الثقافات.
ويتيح المعرض للزوار فرصة فريدة لاكتشاف جانب من التاريخ السكندري قلّما طُرح للجمهور، ويعيد إحياء حكايات مدينة لا تزال آثارها تنبض بالحياة وتروي تاريخها للعالم.