بين لبنان وتركيا وإيطاليا.. حرائق الغابات تهدد دول البحر المتوسط والعالم العربي - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 4:57 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بين لبنان وتركيا وإيطاليا.. حرائق الغابات تهدد دول البحر المتوسط والعالم العربي

منال الوراقي
نشر في: الثلاثاء 3 أغسطس 2021 - 11:15 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 3 أغسطس 2021 - 11:17 ص

في واحدة من أسوأ الكوارث البيئية على الإطلاق، اجتاحت حرائق الغابات الضخمة مساحات شاسعة في عدد من البلدان المطلة على البحر المتوسط، مخلفة قتلى وجرحى ونازحين، وخسائر مادية فادحة.

وما زالت حرائق الغابات تندلع في منطقة شرق البحر المتوسط، من تركيا إلى اليونان وإيطاليا، فطالت أغلبية الغابات الجبلية المحيطة بالسواحل المتجاورة للبلدان الثلاثة، وأتت ألهبتها الدخانية على آلاف المنتجعات السياحية، التي كرست الدول آلاف الفرق البحرية لإخلائها.

وفي الوطن العربي، ضربت الحرائق لبنان، الذي يعاني من عدة أزمات متتالية ومتزامنة، ومنها ما انتشرت حتى وصلت للحدود السورية، وحلق دخانها في سماء الأردن.

• تركيا.. النصيب الأكبر من الحرائق

عانت تركيا من النصيب الأكبر من حرائق الغابات، التي اندلع معظمها في المناطق الجنوبية، حيث تقع أبرز منتجعاتها السياحية، لتتحول البلاد فجأة إلى جحيم، بعدما ضربتها عشرات الحرائق التي لا يُعرف لها سبب أكيد، وخلفت ورائها خسائر كبيرة، دفعت الحكومة إلى فتح تحقيقات موسعة حول أسبابها، خاصة إثر انتشار مزاعم تقول إن "الحرائق مدبرة".

ومع استمرار الحرائق لليوم السادس على التوالي، وتسببها في مصرع 8 أشخاص وحصيلة جرحى الحرائق قد بلغت المئات، انتشرت فيديوهات لسكان وسياح المقاطعات والمنتجعات التركية والمناطق المحيطة بالغابات، وهم يفرون من الخطر بواسطة القوارب والسيارات مع اقتراب ألسنة اللهب من المدن الساحلية.

ونقلت وكالات الأنباء المحلية صورا مروعة لآلاف المصطافين في منتجعات واقعة بجنوب غرب تركيا، وهُم يهرعون إلى السواحل المائية هاربين من اقتراب ألسنة اللهب إلى أماكن إقامتهم، منتظرين قدوم قوارب الإنقاذ لحملهم إلى الأماكن الآمنة.

• إيطاليا.. درجات حرارة غير مسبوقة

وفي إيطاليا، وجد رجال الإطفاء أنفسهم في مواجهة قرابة 1000 حريق اندلعوا سوية، خلال 48 ساعة، في مختلف المناطق الجنوبية الساحلية من البلاد، تمركزت في جزيرة صقلية وبوليا وكالابريا ولاتسيو وكاميانيا، ما دفع حاكم المنطقة إلى طلب المساعدة من روما.

وأجلت السلطات الإيطالية مئات الأشخاص المحاصرين في مناطق الحرائق، التي أججها ارتفاع درجات الحرارة، بعدما تجاوزت درجات الحرارة أي مستوى سابق، حتى أنها صارت بمستوى 40 درجة في منطقة باري يوليا.

• إسبانيا.. حرائق محميات طبيعية

وفي إسبانيا، التي طاولها في منتصف يوليو حريق في محمية طبيعية على الساحل الكاتالوني بالقرب من الحدود الفرنسية الإسبانية، كان رجال الإطفاء يكافحون في نهاية الأسبوع حريقا بالقرب من خزان سان خوان على بعد حوالى 70 كيلومترا شرق مدريد.

• اليونان.. إغلاق الطرق

أما الحرائق التي وصلت إلى غابات اليونان يوم السبت الماضي، أدت لحدوث حالة استنفار بين قوات خفر السواحل والقوارب الخاصة وخدمات الإطفاء والجيش والقواعد العسكرية الأجنبية الموجودة في اليونان.

واندلعت حرائق اليونان في الغابات المحيطة بأكبر مدن البلاد، لكنها لسوء الحظ اصطحبت برياحٍ قوية، حملت لهب النيران إلى مسافات حتى 40 كيلومترا من مركز اندلاعها، خاصة نحو الشواطئ الساحلية، فبعد 6 ساعات فحسب من اندلاعها، أدت الحرائق إلى إغلاق الطريق السريع بين العاصمة أثينا ومدينة باتراس، أكبر ثالث مدينة في البلاد، بعد أن أطاحت بقرابة 2000 هكتار من الأراضي.

• لبنان.. أزمات متتالية

وفي لبنان، اندلع حريق ضخم، يوم الأربعاء الماضي، بأقصى شمالي البلاد، جعلها تعيش أحداثا مأساوية تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، وفي وقت تتجدد فيه الاحتجاجات في أماكن متفرقة من البلاد، اعتراضا على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحالية في البلد العربي، الذي يشهد كوارث متتالية.

وامتدت حرائق غابات لبنان إلى الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا، وأثرت بالفعل على مساحات شاسعة من الغابات في الشمال الجبلي، فأدت لخسائر في الأرواح والأملاك، إضافة إلى خسارة ما يقرب من 2 مليون متر مربع من غابات الصنوبر والسنديان، في وقت أعلن فيه الصليب الأحمر اللبناني على إجلاء وتقديم العلاج لعشرات المواطنين.

• سوريا.. ضرر كبير للغطاء النباتي

امتدت حرائق لبنان إلى الأراضي السورية باتجاه أطراف القرى الحدودية بريف حمص الجنوبي الغربي بالكامل.

فقال وزير الزراعة السوري، حسان قطنا، إن الحريق الذي امتد من لبنان، ورغم أنه لم يشمل مناطق واسعة، إلا أنه سبب ضررا كبيرا للغطاء النباتي والتنوع البيولوجي.

• الأردن ينال نصيبا من دخان الحرائق

ورصدت صور الأقمار الاصطناعية التابعة لموقع طقس العرب، دخانا كثيفا بسماء الأردن؛ إثر الحرائق المشتعلة في غابات تركيا ولبنان.

• أمريكا.. الحرائق تلتهم مناطق البلاد

وفي ولاية أوريجون الأمريكية، اندلع أكبر حريق غابات نشط في البلاد، التهم أكثر من 300 ألف فدان، وأدى إلى إجلاء الآلاف من السكان، في منتصف شهر يوليو، احتاج إلى أكثر من 2000 من فرق الإطفاء.

وتسبب الحريق، الذي يسمى بـ"حريق بووتليج"، وهو أحد أكبر الحرائق في تاريخ ولاية أوريجون، في احتراق منطقة تفوق مساحة مدينة لوس أنجلوس، وكان الحريق واحد من بين أكثر من 80 حريقا كبيرا مستعرا في 13 ولاية أمريكية، بسبب موجات ارتفاع الحرارة وشدة الرياح العاتية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك