رضوى عاشور.. صاحبة المشوار الطويل للتحرر الوطني والإنساني - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 6:27 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رضوى عاشور.. صاحبة المشوار الطويل للتحرر الوطني والإنساني

أسماء سعد
نشر في: الجمعة 3 ديسمبر 2021 - 7:42 م | آخر تحديث: الجمعة 3 ديسمبر 2021 - 7:42 م

«هناك احتمال آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة، ما دمنا قررنا أننا لن نموت قبل أن نحاول أن نحيا».. هذه الكلمات التى كتبتها رضوى عاشور فى رواية «أثقل من رضوى»، والتى حلت ذكرى وفاتها عن عالمنا الأسبوع الماضى (30 نوفمبر)، تاركة وراءها ميراثا أدبيا فريدا يتميز بتيمات التحرر الوطنى والإنسانى. رضوى عاشور السيدة التى كانت مثالا للإنسانية فى رهافتها ورقيها، والثقافة فى عمقها وشمولها، والأدب فى رفعته وإبداعه، والأستاذية فى تفانيها وإلهامها.. والوطنية فى أجمل تجلياتها.
ولدت رضوى عاشور فى القاهرة، سنة 1946 ودرست اللغة الإنجليزية فى كلية الآداب بجامعة القاهرة، وبعد حصولها على شهادة الماجستير فى الأدب المقارن، انتقلت إلى الولايات المتحدة؛ حيث نالت شهادة الدكتوراه من جامعة ماساتشوستس، بأطروحة حول الأدب الإفريقى الأمريكى.

♦ مسيرة حافلة
فى 1977، نشرت عاشور أول أعمالها النقدية «الطريق إلى الخيمة الأخرى» حول التجربة الأدبية لغسان كنفانى. وفى 1978، صدر لها بالإنجليزية كتاب جبران وبليك، وهى الدراسة نقدية التى شكلت أطروحتها لنيل شهادة الماجستير سنة 1972.
فى 1980، صدرت لها آخر عمل نقدى، قبل أن تلج مجالى الرواية والقصة، وتميزت تجربتها، بحصرية الأعمال الإبداعية، القصصية والروائية، وكانت أولها أيام طالبة مصرية فى أمريكا (1983)، والتى اتبعتها بإصدار ثلاث روايات (حجر دافئ، خديجة وسوسن وسراج) والمجموعة قصصية رأيت النخل، سنة 1989.
توجت هذه المرحلة بإصدارها لروايتها التاريخية ثلاثية غرناطة، سنة 1994، والتى حازت، بفضلها، جائزة أفضل كتاب لسنة 1994 على هامش معرض القاهرة الدولى للكتاب، اشتغلت، بين 1990 و1993 كرئيسة لقسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب بجامعة عين شمس، و زاولت وظيفة التدريس الجامعى والإشراف على الأبحاث والأطروحات المرتبطة بدرجتى الدكتوراه والماجستير.
نشرت بين 1999 و2012 أربع روايات ومجموعة قصصية واحدة، من أهمها رواية الطنطورية (2011) ومجموعة تقارير السيدة راء القصصية، وفى 2007، وأصدرت عام 2008، ترجمة إلى الإنجليزية لمختارات شعرية لمريد البرغوتى بعنوان «منتصف الليل وقصائد أخرى».
شاركت رضوى عاشور فى العديد من المؤتمرات وساهمت فى لقاءات أكاديمية عبر العالم العربى (بيروت وصيدا ودمشق وعمان والدوحة والبحرين وتونس والقيروان والدار البيضاء)، وخارجه (فى جامعات غرناطة وبرشلونة وسرقسطة فى إسبانيا، وهارفارد وكولومبيا فى الولايات المتحدة، وكمبريدج وإسكس فى إنجلترا، ومعهد العالم العربى فى باريس، والمكتبة المركزية فى لاهاى، ومعرض فرانكفورت الدولى للكتاب وغيرها).

♦ قصة حب فريدة
«غريب أن أبقى محتفظة بنفس النظرة إلى شخص ما طوال 30 عامًا».. بهذه الكلمات عبرت رضوى عاشور عن حبها لمريد البرغوتى، وكانت قد بدأت قصة حبهما ــ التى دامت لأكثر من خمسة وأربعين عامًا ــ على درجات سلم جامعة القاهرة حين كان يلقى مريد الشعر على أصدقائه ما لفت انتباه رضوى لتقع فى إعجاب ذلك الشاب الفلسطينى الذى عرف بمبادئه الفكرية، وبراعة انتقائه لكلماته، ونبوغ قصائده الشعرية.
وقال عنها مريد: «أصبحنا عائلة.. ضحكتها صارت بيتى»، فكان زواجهما الذى أثمر عن ابنهما تميم فى عام 1970، وتستمر هذه القصة التى أنتجت لنا الكثير من العبر، والكلمات حتى بعد رحيل رضوى عن دنيانا فى عام 2014، حيث ظل مريد البرغوثى يحيى ذكرى حبه لزوجته الراحلة رضوى عاشور فى قصائده، ورسائله التى دائمًا ما يحرص على إرسالها لها، حتى رحل إلى عالمها فى 14 فبراير 2021.

♦ منصات تتويج
تُوج مشوار رضوى عاشور ــ التى رحلت عن عالمنا عام 2014 ــ ومسيرتها الأدبية بالعديد من التكريمات والجوائز، حيث حصلت فى يناير 1995 على جائزة أفضل كتاب عن الجزء الأول من «ثلاثية غرناطة»، على هامش معرض القاهرة الدولى للكتاب، كما فازت فى نفس العام الجائزة الأولى من المعرض الأول لكتاب المرأة العربية عن «ثلاثية غرناطة».
وفى يناير 2003 كانت ضمن مجموعة من 12 أديبا عربيا تم تكريمهم، على هامش معرض القاهرة الدولى للكتاب كما فازت بجائزة قسطنطين كفافيس الدولية للأدب فى اليونان، وجائزة تركوينيا كارداريللى فى النقد الأدبى فى إيطاليا، وجائزة بسكارا بروزو عن الترجمة الإيطالية لرواية أطياف فى إيطاليا، وجائزة سلطان العويس للرواية والقصة.

♦ مؤلفات مميزة
قدمت الكاتبة رضوى عاشور خلال مشوارها الإبداعى، عددا من الروايات والمجموعات القصصية المتميزة، ومن أبرز رواياتها: «تقارير السيدة راء، قطعة من أوروبا، فرج، الطنطورية، مريمة والرحيل، خديجة وسوسن، حَجَر دافئ، أثقل من رضوى، الرحلة، سراج، ثلاثية غرناطة، فرج، صرخة»، وتُرجم بعضها إلى عدة لغات أجنبية مثل الإنجليزية والإندونيسية والإسبانية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك