اجتماع قريب مع وزير الزراعة لتطوير الـ51 مزرعة إنتاج حيوانى تعمل بـ 40% من طاقتها
دورنا فى مجمع الفيوم «فنى» فقط.. ونحتاج إلى استثمارات لسد الفجوة الغذائية من لحوم وألبان

قال مدير معهد بحوث الإنتاج الحيوانى، التابع لوزارة الزراعة، الدكتور مصطفى خليل، إن وزارة الزراعة تقوم بدور «فنى» فى مجمع الإنتاج الحيوانى الذى يديره جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم 25 ديسمبر الماضى، مشيرا إلى قيام المعهد بتدريب 4 من القائمين على المجمع، على طرق التغذية الجيدة للحيوانات، وكيفية العلاج للأمراض.

وأضاف خليل، فى حوار لـ«الشروق»، أن جهاز مشروعات الخدمة الوطنية قرر الاستثمار فى مشروعات الثروة الحيوانية، من أجل سد الفجوة فى اللحوم، التى تقلصت بالفعل خلال عام 2019 إلى 40%، بعدما ظلت سنوات ثابتة عند حد الـ60% حجم الاحتياج إلى الاستيراد من اللحوم بشكل سنوى.

وأشار إلى أنه سيتم عقد اجتماع مع وزير الزراعة السيد القصير، بشأن تطوير المزارع المملوكة للوزارة، لافتا إلى وجود بعض المقترحات التى ستعرض عليه لإعادة تشغيلها، منها عرض بعض المزارع على المستثمرين نظير حق انتفاع، وأيضا مقترح آخر يتمثل فى مشاركة القطاع الخاص فى تطوير المزارع التابعة لنا، على أن نتولى نحن الإدارة وهم التمويل.

وإلى نص الحوار:

< فى البداية.. ما دور وزارة الزراعة فى مجمع الإنتاج الحيوانى الذى افتتحه الرئيس بالفيوم؟
ــ دورنا فى مجمع الإنتاج الحيوانى كان فنيا فقط، حيث قمنا بتدريب 4 من القائمين على مجمع الإنتاج الحيوانى، والتابعين لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، الجهة التى تتولى إدارة المجمع، على كل ما يتعلق بالإنتاج الحيوانى وتغذية الحيوان، وأسس الخامات المستخدمة فى التغذية من «ذرة وردة»، ومعرفة جودتها ومدى سلامتها بالفحص المظهرى الذى يتم عن طريق العين، وأيضا كيفية علاجها.

< ما أهمية الاستثمار فى الإنتاج الحيوانى؟
ــ هذا يعد توجها من الدولة أعتبره من منظورى الشخصى «ممتازا»، لأن لدينا فجوة فى إنتاج اللحوم، وتلك الفجوة تحتاج إلى استثمارات، لذا بدأ جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالاهتمام لسد تلك الفجوة من خلال وضع استثماراته فى مجال الثروة الحيوانية، ما يترتب عليه سد الفجوة الغذائية من ألبان ولحوم، وتوفير فرص عمل للشباب، والمساهمة فى تقوية الاقتصاد المصرى.

< كم عدد المزارع الحيوانية التابعة لوزارة الزراعة؟.. وما حقيقة توقفها عن الخدمة؟
ــ لدينا 51 مزرعة إنتاج حيوانى فى عدة محافظات بالجمهورية، لكنها فى الحقيقة تعمل بنحو 40% من طاقتها، وليست متوقفة تماما، وينقصها الدعم المالى والتمويل، وليس الدعم الفنى، وتلك المزارع موجودة من الخمسينيات بالقرن الماضى، لذا تحتاج إلى دعم مالى كبير من أجل تحسين البنية التحتية بها، وإعادة هيكلتها حتى تعمل بكامل طاقتها المطلوبة.

< كيف سيتمكن وزير الزراعة من تطوير الـ51 مزرعة كما وعد الرئيس؟
ــ هناك اجتماع قريب مع الوزير السيد القصير، بشأن تطوير تلك المزارع، وهناك بعض المقترحات التى ستعرض عليه، منها عرض بعض المزارع على المستثمرين نظير حق انتفاع، وأيضا مقترح آخر يتمثل فى مشاركة القطاع الخاص فى تطوير المزارع التابعة لنا، على أن نتولى نحن الإدارة وهم التمويل ويصبح لهم جزء من الاستثمار، وبالفعل عرض علينا طلبات من شركات سيتم النظر فيها لاحقا.

< ما حجم إنتاج هذه المزارع من الثروة الحيوانية؟
ــ لا نقوم فى معهد البحوث بالإنتاج فقط، لكن نقوم بالبحوث والتجارب فى جانب الثروة الحيوانية، بالإضافة إلى الإنتاج، مع حل المشكلات وتقديم الحلول، وإجراء التجارب على أنواع الأعلاف، والعمل على تكييف السلالات الحيوانية المختلفة مع الجو والبيئة، من خلال برامج التربية والتحسين الوراثى الدائم لهذه السلالات المختلفة، ونسعى من خلال ذلك للحفاظ على السلالات المحلية وتحسينها.

< ما دور معهد الإنتاج الحيوانى فى تنمية الثروة الحيوانية؟
ــ معهد الإنتاج الحيوانى هو معقل الثروة الحيوانية الأول فى مصر، ولدينا 14 تخصصا فى مجال الثروة الحيوانية، متمثلة فى 3 أقسام للألبان، بجانب أقسام الإنتاج «الإبل، الأغنام، الماعز، البقر، الجاموس، الدواجن، الرومى، والبط»، وغيرها، ولدينا أيضا 14 محطة تجارب، ولدينا 500 شخص من الباحثين يمتلكون خبرات عملية تفوق أى مكان آخر.

< كم حجم الفجوة فى الثروة الحيوانية الآن؟
ــ حجم الفجوة تقلص من 60% لحوم كنا نستوردها خلال 2018، إلى 40% خلال 2019، وأصبح حجم المنتج المحلى 60%، بسبب زيادة الاستثمار فى مجال الثروة الحيوانية، وزيادة الموافقات على إنشاء المزارع الحيوانية، حيث اتجه البعض للاستثمار فى الإنتاج الحيوانى نظرا للفجوة التى كانت موجودة، والاحتياج إلى اللحوم، لكننا الآن حقننا نسبة اكتفاء فى الألبان كبيرة جدا.

< ما هى أكثر الدول التى نستورد منها اللحوم؟
ــ البرازيل وإثيوبيا والسودان وأروجواى، والأكثر استيرادا عجول أبقار «ذكور»، بخلاف ما يتم استيراده من إناث مخصصة للألبان.

< ما الإجراءات التى يقوم بها المعهد للحفاظ على القيم الوراثية للحيوانات؟
ــ لا يمكن ترك الحيوانات بدون برامج تربية من أجل الحفاظ على القيم الوراثية لها، وليس للحيوانات فقط، بل للطيور أيضا، فمعهد الإنتاج الحيوانى هو الوحيد المحتفظ بالأصول والسلالات الوراثية للحيوانات البلدية والدواجن، ولدينا 14 سلالة مصرية أصيلة، أبرزها سلالة «الدقى» للدواجن، و«الجميزة» و«الفيومى» و«الصباحية الفضى» وغيرها، جميعها أنواع محلية، فنحن لا نتبنى المستورد.

< حدثنا عن معدلات النمو فى الأنواع الحيوانية المختلفة لديكم؟
ــ تختلف معدلات النمو حسب نوع الحيوان، فمثلا الجاموس أو البقر يزيد بمعدل كيلو وربع لحم يوميا، نظير 40 جنيها تكلفة غذاء مكونة من 5 كيلو علف و3 كيلو برسيم يوميا، فيصبح صافى المكسب فى الحيوان يوميا نحو 15 جنيها، وبالنسبة للغنم فيعطى ما يقرب من 150 إلى 200 جرام لحوم يوميا، أى كيلو كل 5 أيام، نظير تكلفة غذاء نحو 5 جنيهات يوميا، عبارة عن نصف كيلو علف يوميا، والدواجن تعطى كيلو كل شهرين أو ثلاثة شهور، نظير كميات أكل تبلغ نحو 800 جرام فى اليوم، وتعتبر اقتصادية جيدة كونها تعطى «بيضا ولحما».

< ما متوسط إنتاج القطعان «الجاموس والأبقار والماعز» من الألبان سنويا؟
ــ متوسط إنتاج الأبقار من الألبان 2 طن و300 كيلو فى الموسم «السنة»، أما الجاموس فيعطى طنا و700 كيلو ألبان سنويا، أما الماعز فيعطى ما يقارب من الـ700 كيلو سنويا.

< هل تؤثر اللحوم المستوردة على المنتج المحلى «البلدى»؟
ــ لا تؤثر، والاستيراد يكون لأسباب، أولها أننا لدينا فجوة من اللحوم، لا يتم تعويضها إلا عن طريق الاستيراد، كما أنه إذا زاد حجم الاستيراد بعض الشىء، فإنها تدخل فى التصنيع أو للفنادق، التى تقوم فى الأساس على المستورد وليس البلدى.

< ما خطط ربط الإنتاج الحيوانى بالإنتاج الزراعى؟
ــ الإنتاج الحيوانى والزراعى شيئان متلازمان، فالإنتاج الحيوانى يمثل 25% من الإنتاج الزراعى ككل، من أجل الحفاظ على خصوبة الأرض، وبالضرورة لابد من وجود محاصيل أعلاف للحيوانات.