الأمطار الموسمية الوشيكة خطر جديد يهدد مخيمات الروهينجا - بوابة الشروق
الأربعاء 21 مايو 2025 5:02 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الأمطار الموسمية الوشيكة خطر جديد يهدد مخيمات الروهينجا

الأمطار الموسمية الوشيكة خطر جديد يهدد مخيمات الروهينجا
الأمطار الموسمية الوشيكة خطر جديد يهدد مخيمات الروهينجا

نشر في: الأحد 4 فبراير 2018 - 11:51 ص | آخر تحديث: الأحد 4 فبراير 2018 - 11:51 ص

بنجلاديش- د ب أ

تقوم ساليما خاتون، بتحضير وجبة لأفراد أسرتها في فرن طيني ينفث دخانًا يؤلم العينيين في الخيمة التي تطلق عليها منزلها.

وتقول «خاتون»، إنها كانت تأمل أن يكون لديها أمور أخرى تفعلها غير تحضير الوجبات، وتأدية الصلوات الخمس، في مخيم «كوتوبالونج» للاجئين، في منطقة «كوكس بازار»، جنوب شرق بنجلاديش.

وفي المنزل الذي فرت منه في ولاية «راخين» في ميانمار، لم تكن «خاتون»، وهى في الخمسينيات من عمرها، مسؤولة فقط عن إدارة أمور المنزل ، ولكن أيضًا عن قطيع من الماشية وحقل كبير لزراعة الأرز.

وقالت «خاتون» إن: «معظم وقتي هنا غير منتج»، مضيفة: «جمع المخصصات مرتين شهريًا من مركز توزيع الإعانات، وطهي الوجبات الغذائية، وأداء الصلوات هو كل ما أفعله في المخيم».

وتعد «خاتون» واحدة من مئات الآلاف من مسلمي الروهينجا الذين فروا من القمع العسكري، العام الماضي، في ميانمار ذات الأغلبية البوذية.

وتتشارك الخيمة المحاطة بأسقف وجدران مصنعة بألواح بلاستيكية رقيقة مع سبعة من أفراد الأسرة، حيث يعيش زوجها المريض، وثلاثة أطفال، وأسرة ابنتها المؤلفة من ثلاثة أفراد في الخيمة المقسمة بأعمدة من البامبو والقطع البلاستيكية.

وتقول «خاتون» بعدما تذكرت الأحداث المروعة التي عانت منها قبل فرارها: «على الأقل يمكننا النوم بسهولة، مهما كان المكان مزدحمًا».

وتعد قصتها واحدة من القصص الكثيرة، فقد لجأ نحو 688 ألف من مسلمي الروهينجا إلى منطقة «كوكس بازار»، وعانى الكثيرون من التعذيب و هجمات الحرق العمد على يد الجيش والجماعات البوذية في ميانمار.

وتعد إمدادت الطعام محدودة، ولكن يمكن للمواطنين الحصول على رعاية صحية وخدمات أخرى بفضل وكالات الإغاثة وسلطات بنجلاديش.

المخيم مزدحم، يصطف المقيمون فيه عند مركز توزيع مواد الإغاثة، الأطفال يلعبون في الخارج ويقومون باللعب بالطائرات الورقية، دون أن يهتم أحد بالكثير منهم.

وتقول جميلة بيجوم، وهي إحدى سكان المخيم أيضًا: «سوف يكونا بخير، الله سوف ينقذهما»، في إشارة إلى طفليها.

وتتوقف الأنشطة في المخيم مع غروب الشمس، حيث لا يوجد كهرباء في المخيم، ويبدأ السكان في الإعداد لنومهم من خلال وضع الحصر البلاستيكية على الأرض الطينية.

ويتحدث السكان الأقدم عن احتمالية عودتهم لميانمار، التي وافقت في شهر نوفمبر الماضي على إعادة ما يقرب من 750 ألف لاجىء من بنجلاديش.

ويرى الكثيرون أنه لا جدوى من العودة لمنازلهم ما لم تقم ميانمار بإعادة الجنسية لمواطني الروهينجا، الذين جردهم مجلس بورما العسكري منها عام 1982، وإعادة الأرض والأصول التي تم نزعها منهم.

ويقول مأمون نبي، 55 عامًا، الذي كان يمتلك محل هواتف محمولة في بلدة «ماونجداو»، في ولاية «راخين»: «لا نريد الاحتجاز في مخيم آخر، فعلى الأقل الحياة هنا مضمونة ولن يأتي أحد لقتلنا».

ويفضل «نبي»، العيش بصورة غير مستقرة في بنجلاديش، على الرغم من تحذيرات المعنين بشؤون البيئة من أن البناء العشوائي للمخيمات على مساحة 2000 هيكتار من الأرض الجبلية ربما تكون له عواقب بيئية خطيرة.

ويقول أبو سادات أحمد فوصال، أحد النشطاء في مجال البيئة الذي يعمل مع منظمة «براك»، التي تعد أكبر منظمة غير حكومية في بنجلاديش، إن «معظم اللاجئين معرضون للخطر»، مضيفًا: أن «المزيد من التوسع في مخيمات الروهينجا، واستمرار التصحر ربما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع».

وتحاول وكالات الإغاثة التوصل لسبل لحماية اللاجئين من الكارثة الوشيكة بسبب الانحلال البيئي، بالإضافة إلى الحاجة للطعام والمياه النظيفة والصرف الصحي.

وتقول منظمة الهجرة الدولية إنها سوف توفر المزيد من المساعدات قبل موسم الأعاصير و الأمطار الموسمية، الذي يبدأ عادة في مطلع إبريل.

ويقول خالد محمود، نائب مدير إدارة منطقة «كوكس بازار»، إنه في حال وقوع انهيارات طينية ومخاطر أخرى، سوف يتم نقل الكثير من اللاجئين.

وأضاف: «سوف نفعل كل ما هو ممكن لحمايتهم وحتى يتم إعادتهم لوطنهم».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك