قدم الغناء اللبنانى عبر مشواره الطويل لساحة الغناء العربى مجموعة كبيرة من أهم مطربى وملحنى وشعراء عالمنا العربى، فمن ينسى السيدة فيروز، وديع الصافى، وحليم الرومى والأخوين رحبانى، ونصرى شمس الدين وفريد الأطرش، وأسمهان، وصباح ثم جيل وليد توفيق، والكبيرة ماجدة الرومى، ومارسيل خليفة، وملحم بركات، وراغب علامة ثم فضل شاكر، ووائل جسار، ومعين شريف، ووائل كفورى، وعاصى الحلانى.
أجيال وأجيال قدمتها لبنان لساحة الغناء، كما كان للبنان شكل غنائى خاص بها أبدعته هذه الأسماء وغيرها، ودائما ما نصف الصوت اللبنانى بأنه صوت جبلى وهو اسم مستمد من جبال لبنان، ويرمز لقوة الصوت وقدرته على الارتجال والتنقل بين المقامات الشرقية فى سهولة، كما أن للموسيقى اللبنانية آلات موسيقية خاصة بهم أشهرها المزمار والطبلة الكبيرة التى تشبه الطبلة الصعيدى عندنا، كما يستخدمون آلات أخرى شرقية مثل القانون والناى والعود.
ويحرص مهرجان الموسيقى العربية على استضافة العديد من نجوم الغناء اللبنانى، لإثراء المهرجان ووضع جميع الأشكال الموسيقية أمام جمهور المهرجان، عبر سنوات طويلة شاهدنا واستمعنا إلى أسماء لبنانية فى مهرجان الموسيقى العربية أبرزهم وديع الصافى، وسعاد محمد، ومروان خورى، والسيدة ماجدة الرومى، ووائل جسار وغيرهم.
هذا العام وفى دورة المهرجان الـ 27 يواصل المهرجان الاستعانة بمجموعة كبيرة من نجوم الغناء اللبنانى منهما نجما الليلة الثالثة من ليالى المهرجان عاصى الحلانى والصوت الشاب سعد رمضان.
استهل المطرب اللبنانى الشاب سعد رمضان فقرته الغنائية على المسرح الكبير بفاصل من أجمل أغانى التراث المصرية واللبنانية بمصاحبة فرقة الحفنى للموسيقى العربية بقيادة المايسترو محمد قطب بدأ بأغنية التوبة ثم على رمش عيونها والبيت اللبنانى وهى من التراث وهى نموذج للأغنية اللبنانية القادمة من الجبل تحمل نسماته ثم غنى فاتت جنبنا وبناء على طلب الجمهور قدم أغنيته الشهيرة معزوم.
والجميل أن سعد رمضان يمتلك إلى جانب قوة الصوت قدرته أداء أشكال مختلفة من الغناء، فهو عندما تستمع له فى أغنية فاتت جنبنا أو حاجة غريبة التى قدمها كدويتو فى نهاية الفاصل الخاص بمروة ناجى تشعر أنك أمام صوت ينتمى للمدرسة التعبيرية ذات الطابع الرومانسى، وعندما تستمع له وهو يغنى التوبة تشعر أنك أمام مغنٍ شعبى من العيار الثقيل وفى أغنية البيت اللبنانى تشعر أنك أمام صوت جبلى يذكرك بالمطربين اللبنانين الكبار، هو صوت له شخصية وفى القريب سوف يكون له شأن كبير فى الوطن العربى.
أما الفنانة مروة ناحى فقدمت باقة مختارة من أشهر أغانى الموسيقى العربية هى سلم على، خليك هنا، وحياة عنيك، وقال جانى بعد يومين وأمل حياتى ثم قدمت دويتو حاجة غريبة بمشاركة المطرب اللبنانى سعد رمضان فى نهاية وصلتها والتى صفق لها الجمهور بحرارة، مروة هى أحد الأصوات التى قدمتها دار الأوبرا فى مشروعها نجوم الأوبرا خلال فترة تولى الدكتور سمير فرج رئاسة الأوبرا وكان يشرف على المشروع الدكتور جمال سلامة، وجيهان مرسى، رئيسة الإدارة المركزية للموسيقى الشرقية حاليا ومدير المهرجان، واستطاعت مروة أن تثبت وجودها على الساحة الغنائية وأخيرا كان لها تجربة مع الأوركسترا فى بيروت عندما احتفلوا بصوت سيدة الغناء العربى أم كلثوم، والحفل قيادة هشام جبر.
وفى بداية الفاصل الثانى كان نجم وساحرالكمان محمود سرور الذى قدم موسيقى للصبر حدود وعلى الربابة قدم حببتى يا مصر.
وفى حقيقة الأمر أن الكمان والربابة مع هذا الفنان الكبير لهما طعم مختلف، فهو يغنى بالكمان والربابة أفضل من أى صوت بشرى وكان تجاوب الجمهور معه كبير، وهو ما يعنى أننا أمام فنان كبير يستحق أن يوجد بشكل مستمر فى هذا المهرجان ويجب أن تعمل الأوبرا على تقديمه فى حفلات خاصة به على غرار حفلات عمر خيرت ومع الوقت سوف يكون لها قاعدة جماهيرية كبيرة.
ثم كان الجمهور على موعد عاصى الحلانى صاحب الصوت الجبلى الذى يمتعك بألوان مختلفة من الغناء بعضها عصرى والبعض الآخر من التراث، ويحسب لعاصى أنه يجيد اختيار أعماله كلمة ولحن ولم نراه يوما يقدم عملا دون المستوى، لذلك فهو يستحق هذا العدد من الجماهير التى ملأت المسرح، أشعل عاصى جنبات المسرح الكبير بمجموعة من أهم أعماله، وسط حالة هستيريا من الجمهور استقبله بالهتافات والورود.
بدأ حفله بأغنية بحبك وبغار التى تفاعل معها الحاضرون بعدها قدم أغنية وطنية لمصر «كبيرة يا مصر»، ثم قدم مجموعة من أشهر أعماله التى تغنى بها على مدى مشواره الفنى والتى كانت سببا فى شهرته الواسعة منها وانى مارق مريت وبناء على طلب الجمهور قدم أغنية ست الستات يا مصرية، وواصل بأغانى حبيتك وبغار عليك، وجن جنونى، والباب عم يبكى، ويا طيور فى العالى، وموعود، وأشعل المسرح بأغنية أنا يا طير بمشاركة فرقة كنعان اللبنانية التى قدمت الدبكة اللبنانية على أنغام الطبول واختتم الحفل بـ احلف بسماها وبترابها، وعلى هامش الغناء أبدى سعادت بالغناء على مسرح الأوبرا الذى وصفه بأنه الأهم فى العالم العربى كما قدم التحية لشعب وجيش مصر وللرئيس السيسى.