مدابغ مجرى العيون تطلب نظرة منصفة من محافظة القاهرة - بوابة الشروق
السبت 17 مايو 2025 9:58 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

مدابغ مجرى العيون تطلب نظرة منصفة من محافظة القاهرة

تحقيق ــ ياسمين عبدالرازق:
نشر في: الثلاثاء 5 مارس 2019 - 11:41 م | آخر تحديث: الثلاثاء 5 مارس 2019 - 11:41 م

«المدبغجية»: «لجنة الحصر» سجلت العديد من المدابغ فى «مهن أخرى».. ولم يتم نقل سوى 30% فقط.. ومصدر بالمحافظة: بعض الدخلاء مهمتهم الادعاء لوقف الأعمال بالمنطقة.. «تطوير العشوائيات»: 12 أتوبيسا مكيفا بطابقين من هيئة النقل العام بالقاهرة لخدمة الانتقال من وإلى مدينة بدر


استغاث أصحاب وعمال المدابغ الصغيرة فى منطقة سور مجرى العيون من تجاهل مسئولى محافظة القاهرة لهم، مشيرين إلى أنه لم يتم نقل سوى نحو 40% من المدابغ الموجودة، وأن المدابغ الصغيرة تجهل مصيرها فى ظل تعامل المحافظة معهم على أنهم أصحاب «مقاه ومعارض ومطاعم» رغم عملهم فى مجال المدابغ منذ نحو 40 عاما.
حال عمال المدابغ بالمنطقة لا يقل سوءا عن وضع أصحاب المدابغ، فالعمال يعانون من قلة فرص العمل الموجودة وركود حركة البيع والشراء، فضلا عن زيادة مصروفاتهم نتيجة نقل المدابغ إلى مدينة الجلود فى منطقة الروبيكى، مطالبين المحافظة بالاعتراف بالمدابغ والعمال كمدبغجية وليس عمال مهن أخرى.
وكانت محافظة القاهرة، أعلنت فى أغسطس الماضى نقل 90% من مدابغ سور مجرى العيون إلى منطقة الروبيكى، مشيرة إلى أن خطة تطوير منطقة سور مجرى العيون لن تقتصر على نقل المدابغ فقط، وإنما تتضمن تطوير المساكن العشوائية الموجودة به، ضمن مشروع تطوير العشوائيات، باعتبارها المنطقة الأشهر لصناعة الجلود، والحفاظ عليها من الاندثار.
فى البداية، قال الحاج منعم، صاحب إحدى المدابغ بالمنطقة: «محافظة القاهرة تواصلت معنا منذ بضعة أسابيع، ومنحتنا استمارة رغبات تتضمن اختيارين بين التعويض أو الانتقال إلى منطقة الروبيكى بمدينة بدر، ووافقنا على الانتقال إلى منطقة الروبيكى»، لافتا إلى أن مسئولى الدولة أخبروهم أنه سيتم نقلهم خلال شهر مارس الحالى.
وتابع منعم: «تصريحات المسئولين بنقل جميع المدابغ خلال الشهر الحالى (مستحيل)؛ حيث إنه لم يتم نقل سوى 40% من المدابغ الموجودة»، مشيرا إلى أنه منذ عام ونصف مع بداية التفاوض لم يتم نقل سوى المدابغ الكبرى.
ونوه بأنه لم يتم نقلهم بسبب عدم الانتهاء من بناء المدبغة الخاصة بهم، على مساحة مماثلة للمدبغة الحالية بسور مجرى العيون، والتى تبلغ 3.1 ألف متر، لافتا إلى أن المساحة فى الروبيكى مسطحة ويتم إنشاؤها بإجمالى مساحة الطوابق للمدبغة القديمة.
وأضافت أم محمد مالكة إحدى المدابغ: «أمتلك المدبغة من 40 عاما، وهى مصدر رزقى الوحيد، وقبل عامين تم ضمنا إلى الحصر، وتسجيلنا بفئة أعمال أخرى، فضلا عن تسجيل مساحة المدبغة بـ 9 أمتار فقط، رغم أن مساحتها 100 متر، وتقدمنا بتظلم وتم تسجيل المساحة بـ 50 مترا، وقدمنا تظلما آخر، ونحن فى انتظار التعديل، والمحافظة تتجاهلنا».
وأوضحت أم محمد أنه لم تتسلم استمارة رغبات حتى الآن، متابعة: «لا أعلم مصيرى حتى الآن، ولم يتحدث إلينا أحد من المحافظة، ورفعنا قضية أمام مجلس الدولة، لتغيير تسجيلنا، ومساحة المدبغة؛ حيث إن المدبغة متكاملة وبها معدات يصل ثمن الواحدة منها 150 ألف جنيه»، لافتة إلى أنها ترغب فى الانتقال إلى منطقة الروبيكى، وأن حركة البيع والشراء بالمنطقة حاليا شبه منعدمة بعد تنفيذ أعمال الهدم.
«اليومية هنا أغلى من الروبيكى»، هكذا بدأ قاسم سيد عامل بإحدى المدابغ، موضحا أن الانتقال إلى منطقة الروبيكى سيمثل أزمة بالنسبة للعمال؛ حيث إن أجرة العامل ستنخفض نحو 70 جنيها، فضلا عن زيادة المصروفات بسبب الانتقالات، لأننا نقيم حاليا فى مناطق مجاورة للمدابغ.
وأشار قاسم، إلى أن بعض المصانع الكبرى فى الروبيكى وفرت أتوبيسات خاصة بها للذهاب والعودة، لتسهيل الانتقال ومراعاة لعمالهم، وبعضهم لم يوفر، مشددا على أهمية توفير مساكن للعمال فى مدينة الروبيكى كما وعدت محافظة القاهرة ومجلس الوزراء بذلك فى بداية الاتفاق على الانتقال إليها.
من جانبه، قال محمد شرف، عامل بإحدى المدابغ: «نعانى من أزمة حقيقية منذ بداية الهدم؛ حيث إن أصحاب المدابغ خفضوا العمالة بنسبة تصل إلى 70%، بعد انخفاض المبيعات، وما زلنا نعانى والمحافظة لم تنه عملية النقل ــ رغم تصريحاتهم بنقل 90% ــ، وهو ما ينافى الحقيقة؛ حيث إن هناك نحو 60% من المدابغ ما زالت موجودة».
واستطرد: «المحافظة تتعامل مع ــ المدابغ الصغرى ــ على أننا (بلطجية)، واحنا مستنيين رحمة ربنا، خصوصا أنه تم تسجيل معظم المدابغ على أنها أعمال أخرى، ما يؤدى إلى تشريد عدد كبير من العمال، فضلا عن العمال العاطلين عن العمل حاليا بسبب توقف حركة البيع».
فى حين، أوضح أحمد عوض، الذى يعمل فى مكبس للجلود منذ 31 عاما، أنه تسلم استمارة رغبات لصاحبة المكبس؛ حيث إنها تمتلك أكثر من مدبغة بالمنطقة، وتم ملء استمارة الرغبات وفضلت الانتقال إلى منطقة الروبيكى، مشيرا إلى أنه حال تفضيل التعويضات ستتراوح القيمة بين 3 إلى 4 آلاف جنيه للمتر.
وأشار عوض، إلى أنه بعد زيارة المحافظ المرة الأخيرة تسلم بنفسه أوراق المدابغ الخاصة بصاحبتها لاتخاذ الإجراءات القانونية فى الانتقال إلى الروبيكى وفقا إلى للرغبات، إلى جانب تسلم تعويضات للمدبغة الثانية الخاصة بنجلها الذى يعمل محاميا وليس له فى أعمال الدباغة.
وأضاف عوض، أن أجرته تصل إلى 200 جنيه حاليا، فى حين كانت لا تتجاوز 100 جنيه، موضحا أن الزيادة جاءت نتيجة لخفض عدد العمال بالمدبغة، وأنه يتوقع أن اليومية فى الروبيكى لم تتجاوز من 100 إلى 130 جنيها، ذلك لأن عدد الورش والمصانع كبير وسينقسم الرزق بينهم، على عكس الوضع الحالى.
من جانبه، قال مصدر مسئول بمحافظة القاهرة: إنه لم يتم هدم ونقل 90% من المدابغ الموجودة بمنطقة سور مجرى العيون إلى منطقة الروبيكى، مضيفا: «من المحتمل أن يكون إعلان المحافظ السابق عاطف عبدالحميد، عن إنهاء 90% من الأمور الإدارية المتعلقة بالمدابغ، وليس المقصود الانتهاء من هدم المنطقة».
وأكد المصدر، لـ«الشروق»، أن المحافظة لم تعلن عن الانتهاء من نقل المدابغ بالكامل خلال الشهر الحالى، لكن قد تنتهى المحافظة من نقل وهدم المدابغ فى إبريل المقبل، لافتا إلى أن العمل على أرض الواقع يأخذ وقتا طويلا، وقد يخالف بعض التصريحات، خاصة أن هناك مشاكل على مدابغ لورثة ومستأجرين لا بد من إنهاء أى خلافات بينهم لكى يتم الهدم.
وعن المشكلات المتعلقة بتسجيل بعض أصحاب المدابغ ضمن «أعمال أخرى»، أوضح المصدر: «الأمر تم وفقا لحصر اللجنة على الطبيعة والتى تضمنت أعداد المطاعم والعشش والمدابغ»، لافتا إلى وجود بعض الدخلاء بالمنطقة ومهمتهم الادعاء لوقف الأعمال بالمنطقة.
وقال مدير وحدة تطوير العشوائيات بالقاهرة المهندس خليل شعث: إنه من المقرر أن يتم الانتهاء من هدم ونقل مدابغ سور مجرى العيون بالكامل خلال الشهر الحالى، مشيرا إلى أن أعمال الهدم ما زالت قائمة.
وأضاف شعت، لـ«الشروق»، أنه تم تشغيل 12 أتوبيسا مكيفا بطابقين من هيئة النقل العام بالقاهرة لخدمة الانتقال من وإلى مدينة بدر والمدن العمرانية الجديدة المجاورة لها، لافتا إلى أن المحافظة ستعوض ملاك المناطق السكنية بوحدات سكنية بديلة؛ حيث تم توفير 1200 وحدة سكنية لنقلهم، يتم توزيعها حسب مساحة كل غرفة، وسيتم الانتهاء من الإزالة نهائيا خلال الشهر الحالى.
وأشار شعث، إلى أنه سيتم تسكين العمال فى مدينة بدر، إلى جانب توفير عدد من المشروعات الأخرى، مضيفا أن أعمال الهدم تتم بمتابعة من وزارات الصناعة والآثار والمالية وصندوق تطوير العشوائيات، لحين الانتهاء من إزالتها بالكامل ونقلها إلى الروبيكى، بهدف تكبير مشروعات الدباغة حفاظا على تلك الصناعة من الاندثار.
وأوضح شعث، أنه جار حصر سكان منطقة مدابغ سور مجرى العيون، تمهيدا لتعويضهم بوحدات بديلة، وأنه سيتم الانتهاء من حصرهم خلال أسبوع، مشيرا إلى أنه من المقترح تسكينهم فى مدينة بدر وعدد من المشروعات الأخرى.
ولفت إلى أن معظم أصحاب المدابغ الصغيرة فضلوا التعويضات على الانتقال إلى مدينة الروبيكى، على أن تنظر الغرفة التجارية فى أوضاع العمالة الموجودة بها وتسكينهم فى الروبيكى أيضا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك