فاروق الباز: المهندسون أهم عنصر في رحلة أي مركبة فضائية - بوابة الشروق
الأربعاء 21 مايو 2025 1:35 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

فاروق الباز: المهندسون أهم عنصر في رحلة أي مركبة فضائية

محمد فتحي
نشر في: الأحد 5 مارس 2023 - 5:42 م | آخر تحديث: الأحد 5 مارس 2023 - 5:42 م

نظمت لجنة الفضاء بنقابة المهندسين المصرية، بالتعاون مع مركز فاروق الباز للاستدامة ودراسات المستقبل بالجامعة البريطانية في مصر، وجمعية أشري بالقاهرة، ندوة عبر تقنية "زووم" لعالم الفضاء العالمي الدكتور فاروق الباز بعنوان: "تكنولوجيا الفضاء بين رحلة أبولو ومخاطر الزلازل في المنطقة"، برعاية وحضور المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين.

ورحب نقيب المهندسين طارق النبراوي بالعالم فاروق الباز، وبالحضور من قامات هندسية وشباب المهندسين وطلاب الكليات الهندسية.

وقال: "عالمنا فاروق الباز هو فخر لنا جميعا وللشعب المصري؛ لدوره العالمي الكبير ورفع اسم مصر، له منا كل الشكر والتقدير"، معربا عن سعادته؛ لتنظيم النقابة هذه الندوة العلمية للعالم الكبير، معبرا عن آمله أن تكون نقابة المهندسين إحدى محطات زياراته عند عودته لمصر.

وخلال كلمته، ثمن الدكتور مهندس حسام رزق وكيل النقابة، دور الاستشعار عن بعد، كونه أصبح اليوم حاكما في كل المؤشرات الاقتصادية والسياسية التي يتم اتخذها بالمنطقة، مؤكدا أنه يدين بالفضل للعالم الكبير فاروق الباز، حيث استشهد بإحدى دراساته في رسالة الدكتوراه لإثبات أن صحراء النقب بإسرائيل تتغذى بالمياه الجوفية من جنوب سيناء، وهذا بناء على دراسة للاستشعار عن بعد لمنطقة الشرق الأوسط.

وفي بداية محاضرته، عبر عالم الفضاء الدكتور "فاروق الباز" عن سعادته بلقائه بقيادات نقابة المهندسين، والحضور الكبير من أساتذة الجامعات والشباب المهتمين بمجال تكنولوجيا الفضاء رغم أنه جيولوجي وليس مهندس، مشيرًا إلى أن علم الهندسة من أهم العلوم في الحياة، معظم من دورهم الأصيل في رحلة أبولو.

- الباز: المهندسون هم أهم عنصر في رحلة أي مركبة فضائية

وقال الباز: "المهندسون هم أهم عنصر في رحلة أي مركبة فضائية، كونهم المسئولين عن تشغيل المركبة واختيار أماكن الهبوط، وأنا شخصيًا تعلمت من مهندسي "أبولو" الكثير عن صخور القمر، وكثير من المعلومات والعمل مع المهندسين أفادني كثيرًا".

وأوضح عالم الفضاء، أن الاتحاد السوفيتي سبق أمريكا بإرسال "سبوتنيك" إلى مدار الأرض في نوفمبر عام 1957، الأمر الذي أزعج الولايات المتحدة الأمريكية، وفي نوفمبر 1958 جمع الرئيس الأمريكي أيزنهاور والذي كان يمتلك عقلية سياسية وإدارية المهندسين البارعين، وسألهم كيف تسبقنا روسيا في الفضاء؟!، فأمر بجمع المال الذي يصرف على 3 مؤسسات وهي (الجيش، والطيران، والبحرية) وتوجيهه إلى إنشاء مؤسسة مدنية تعمل في الفضاء وتعيين أحسن العقول فيها، وهي وكالة ناسا والتي وضعت أسسا ومبادئ من شأنها النجاح والتقدم السريع على رأسها حسن الإدارة، والاعتماد على الشباب.

وأكد أن وكالة ناسا منذ إنشائها اعتمدت على مبادئ يعدها العالم المتقدم حاليًا أساس النجاح وهي (اختيار المؤسسة، وتحديد الوقت، والإدارة الناجحة للمؤسسة، ودعم الشباب، وتقدير المتميز).

وضرب مثالًا على كل عنصر من عناصر نجاح "ناسا"، ففيما يخص تحديد مؤسسة للعمل بمجال كالفضاء ما قام به الرئيس الأمريكي أيزنهاور لاختيار مجموعة متميزة من المهندسين؛ لتكوين فريق عمل لإنشاء وكالة فضاء ناسا كي تسبق الولايات المتحدة الاتحاد السوفيتي في مجال الفضاء عام 1958، وعن تحديد وقت لإنهاء العمل بالمؤسسة، وهو ما حدده الرئيس الأمريكي كيندي بأن وعد شعبه بأن يرسل إنسان إلى القمر؛ ليحصل على معلومات ويعود للأرض قبل انتهاء عقد الخمسينيات.

وفيما يخص عنصر إدارة المؤسسة بنجاح، ضرب "الباز"، مثالًا بما كان يقوم به رئيس ناسا في الاجتماع المستمر والدائم برؤساء أقسام الوكالة، ويحثهم على بث روح الإبداع والإنتاج المتميز في نفس كل عنصر يعمل بالوكالة؛ مما ينتج عنه تحدي كل شخص لنفسه على أن ينتج ما لم يكن يتوقع أن ينتجه هو شخصيًا.

وعن دعم الشباب، أكد أن كل فريق عمل وكالة ناسا في بدايتها كان من الشباب ومتوسط الأعمار وكان لا يزيد عن 26 عامًا، مشيرًا إلى أن القائمين على ناسا يدركون أن الشباب فور تخرجهم يريدون إثبات وجودهم، إضافة إلى أن ما يدرسونه لم يزل عالقًا بأكمله في عقولهم غير أنهم يملكون روح المنافسة والإبداع.

واختتم "الباز"، عناصر النجاح متحدثا عن التقدير المتميز، مؤكد أن القائد أو المسئول الناجح هو من يتابع أفراد وعناصر العمل، ويكرم ويشيد بالعنصر المتميز بين أقرانه في نفس مكان العمل، وليس على انفراد أو بمقر مكتب المسئول، ومن هنا تأتي روح التنافس، وهذا ما جعل أمريكا تتفوق على روسيا في مجال مثل الفضاء.

وأشار إلى أن تكنولوجيا الفضاء تستخدم في المجال الاقتصادي أكثر من أي مجال آخر، وهو ما أخذته الهند عن أمريكا حيث استخدمت الأقمار الصناعية في الزراعة؛ لاختيار الأرض المناسبة للمحصول الزراعي المناسب.

- زلزال سوريا توقعه عالم عراقي وليس العالم الهولندي

وعن دور تكنولوجيا الفضاء في مجال الزلازل، أوضح الباز، أن الأرض عبارة عن كتل صخرية صلبة تطفو فوق طبقة نصف سائلة تسمح للكتل الصخرية بالتحرك، ضاربًا مثالًا بما حدث منذ أيام في شمال غرب سوريا وجنوب تركيا، وهو الأمر الذي حدث نتيجة ابتعاد الأرض في منتصف البحر الأحمر بالتحديد في منطقة شبه الجزيرة العربية عن البحر الأحمر من 1.5 سم إلى 2 سم، واصطدام الأرض بطبقة صخرية صلبة تسببت في حدوث الزلزال، وهذا الأمر تنبأ به عالمًا عراقيًا، وصرح به العالم الهولندي، وليس هو من تنبأ به.

وأضاف: "في غالب الأمر يستطيع الاستشعار عن بعد أن يساعد الإنسان على معرفة نوعية الصخور في باطن الأرض، ومدى إمكانية وجود معادن بها من عدمه".

وأكد أن القدماء المصريين كانوا جيولوجيين بارعين ويعلمون جيدًا كل شيء عن كل شبر بأرض مصر؛ لدرجة أنهم اختاروا صخرة تمثال "خفرع" من مكان يبعد 250 كيلو مترا جنوب غرب أسوان ثبت أنها من أصلب وأجود أنواع الصخور، ولا يوجد لها مثيل في العالم، وهذا بشهادة جمعية الجيولوجيين الأمريكية.

وبين أن المياه الجوفية في مصر مهما كانت فهي محدودة، لا يمكن الاعتماد عليها بشكل أساسي في الزراعة.

وفي تعقيب له عقب ختام المحاضرة، قال المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين، إن النقابة ومجلسها تفتخر بالحوار مع عالم مصري عالمي يعد نموذجًا مشرفًا يحتذى به، وبروشتة النجاح التي ألقت المحاضرة الضوء عليها.

وأكد تأييده لما جاء بالمحاضرة من التنبيه على أهمية عدم البناء على الأراضي الزراعية، وعدم الإسراف في استخدام المياه الجوفية كونها غير متجددة.

ودعا المهندس طارق النبراوي، الدكتور فاروق الباز؛ لعقد لقاء مفتوح مع المهندسين بمقر النقابة خلال أي زيارة له لأرض الوطن.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك