اللواء حسان أبو علي أحد أبطال الدفاع الجوى: قطعنا ذراع إسرائيل الطويلة - بوابة الشروق
الأربعاء 22 مايو 2024 7:28 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اللواء حسان أبو علي أحد أبطال الدفاع الجوى: قطعنا ذراع إسرائيل الطويلة

كتب ــ حاتم الجهمى وأحمد عجاج:
نشر في: الجمعة 5 أكتوبر 2018 - 9:33 م | آخر تحديث: الجمعة 5 أكتوبر 2018 - 9:33 م

*منعنا طائرات العدو من الاقتراب من قواتنا أثناء العبور
*أسقطنا عشرات الطائرات المعادية فى أول أيام الحرب.. وأثبت حائط الصواريخ قدراته فى مواجهة العدو
*صراع المفاوضات لم يقل ضراوة عن الحرب.. وعلى الشباب التحلى بروح أكتوبر وعقيدة المقاتل


أكد اللواء أركان حرب حسان أبوعلى أحد أبطال سلاح الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن المقاتل المصرى يعتبر المفاجأة الحقيقة فى الحرب، لتمكنه من تقليل الفجوة فى التسليح بين الجيش المصرى بإمكاناته الدفاعية، والجيش الإسرائيلى الذى فتحت أمامه الولايات المتحدة الأمريكية ترسانتها العسكرية وأمدته بأقوى وأحدث المعدات القتالية.

اللواء أركان حرب حسان أبوعلى

وأضاف أبو على لـ«الشروق»، «أن الحالة النفسية للمقاتلين بعد حرب 67 كانت سيئة للغاية، لكن سرعان ما بدأنا فى إعادة تنظيم القوات المسلحة والإعداد لحرب أكتوبر بدقة علمية شديدة، من خلال بناء حائط الصواريخ وإعادة تسليح القوات بالأسلحة الحديثة، حتى تم اختيار توقيت الحرب فى تمام الساعة الـ2 فى يوم السادس من شهر أكتوبر، الموافق لعيد الغفران «كيبور» الإسرائيلى، لافتا إلى أن استعدادات الجيش فى الفترة التى سبقت العبور سميت بـ«مناورات الخريف».

وتابع بطل الدفاع الجوى: «أنه بعد حرب 1967 كنت برتبة ملازم أول وخدمتى فى قاعدة الميليز بوسط سيناء، وشاهدت القوات البرية أثناء عودتها يوم 5 يونيو، وعلى الرغم مما شهدناه حينها، بدأت القوات الجوية بقيادة الفريق «مدكور أبو العز» بعد أيام قليلة فى شن غارة على سيناء، ليتنبأ العالم أن هذه هى طبيعة الشخصية المصرية، كما أنه سرعان ما تم إعداد القوات المسلحة بالشكل القوى الذى ظهر فى حرب أكتوبر الذى كان دليلا قويا على عظمة العبور العظيم.

وعن يوم العبور أوضح أبو على: «بدأ الجنود فى التمركز بأماكنهم وعلى معداتهم.. وقلت لهم: «يا خير أجناد الأرض قد تحددت ساعة الصفر.. سنعبر فى تمام الساعة الثانية، مؤكدا أن الاستعداد لذلك كان كبيرا، وكنا نمتلك الثقة الشديدة فى أنفسنا وفى أسلحتنا وفى قياداتنا، متيقنين بأن فرصة النصر قد حلت علينا مرة أخرى».

وقال: «بعدها بدأت القوات الجوية فى شن الضربة الجوية الأولى، ثم تمهيد النيران المدفعى، ثم مرحلة التصدى لرد فعل الطائرات الإسرائيلية»، حيث نجحنا تماما فى منع أى طائرة للعدو من ضرب القوات المصرية أثناء عبورها للضفة الثانية من القناة، ليعلن الجيش الإسرائيلى فى يوم الـ 9 من أكتوبر فقد 78 طائرة بالإضافة إلى فقد السيطرة تماما على الشاطئ الشرقى للقناة وأن خط بارليف دمر بالكامل.. كما نجحنا فى الاستيلاء على رأس الجسر إلى أن انتهى الصراع العسكرى لحرب أكتوبر وبدأنا الدخول فى صراع المفاوضات».

وتابع: «أن القوات عرفت حجم خط بارليف بشكل تام، وأن ما علينا فعله فى ذلك، وأعددنا خطوات هدمه، مؤكدا أن التصريحات التى كانت تطلق دائما بشأن قوة خط بارليف لم ترهب أبدا المقاتلين المصريين، لافتا إلى أنه تم تدريب القوات الخاصة والضفادع البشرية على سد فتحات النابالم الموجودة فى القناة وهذا ما تم فى يوم 5 أكتوبر.

بالإضافة إلى اتخاذ كل الأفكار المطروحة بشأن مدافع المياه بكل جدية، مشيرا إلى أن عملية تدمير خط بارليف بمدافع المياه كان مذهلا للقوات الإسرائيلية؛ حيث إن الغرف والنقاط الحصينة كان سمكها 6 أمتار من الخرسانة، ووفقا لما أثبتته دراستهم بأن «الخط» يحتاج لنسفه تماما قنبلة نووية، مؤكدا أن ذكاء القيادات العسكرية والمحارب المصرى هى التى استطاعت تغيير جميع القواعد.

وأوضح: «أن قوات الدفاع الجوى كان لها دور عظيم فى حرب أكتوبر المجيدة، والتى استطاعت أن تطور معداتها وإمكاناتها خلال السنوات الـ 3 التى أعقبت حرب 67، ما مكنها من صد الهجمات الجوية المعادية فى العبور»، مضيفا «أنه فى الساعة 2 بعد ظهر يوم 6 أكتوبر انطلقت نسور القوات الجوية نحو سيناء ونفذت مهامها شرق القناة والتى تضمنت تدمير مطارات ومواقع الدفاع الجوى ومحطات الإعاقة الإلكترونية ومراكز القيادة المعادية.

ولفت إلى أن رد الفعل المتوقع من العدو بعدها هو تركيز الهجوم الإسرائيلى على تدمير عناصر الدفاع الجوى، وتدمير الطائرات المصرية فى قواعدها، بالإضافة إلى قصف القوات البرية المصرية وإجهاض عملية الهجوم مع قصف أكثر الأهداف الحيوية، للتأثير على سير الحرب، حيث حاولت القوات الجوية للعدو تنفيذ هذه المهام ولكنها تكبدت خسائر كبيرة بلغت نحو 44 طائرة وفقا لتقارير القتال التى صدرت يوم 8 أكتوبر.

وبالفعل تعرضت قوات الدفاع الجوى لهجمات جوية مستمرة يوميا لكن قوات الدفاع الجوى أثناء إدارة أعمال القتال وفرت الحماية والتأمين لمختلف القوات أثناء تدميرها لخط بارليف، مشيرا إلى أن العالم أجمع شهد بأن قوات الدفاع الجوى المصرية استطاعت أن تشل القوات الجوية الإسرائيلية وتمنعها من تنفيذ مهامها القتالية.
وأشار أبو على إلى شعور إسرائيل خلال الأيام الأولى من حرب أكتوبر، بصدمة كبيرة، وإعلانها بعد 3 أيام فقط من بدء القتال فقدانها السيطرة على خط بارليف، مضيفا كما تمكنت قواتنا من الاستيلاء على خط بارليف بشكل تام، مضيفا أن قوات العدو فقدت خلال الأيام الـ3 الأولى من حرب أكتوبر، نحو 87 طائرة تمكنت صواريخ قوات الدفاع الجوى والقوات الجوية من إسقاطها وتدميرها.

وتواصلت الحرب وسط ذهول وصدمة الجيش الإسرائيلى بسبب بطولات المقاتل المصرى، حتى تم وقف إطلاق النار، وكانت قوات العدو قد تكبدت خسائر جسيمة، ما جعل إسرائيل توافق فورا على وقف إطلاق النار، لتبدأ المفاوضات بين الجانبين المصرى والإسرائيلى، وبدأت المفاوضات بمباحثات شاقة عند الكيلو ١٠١ والتى أدارها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وذلك فى 28 أكتوبر ١٩٧٣، وانتهت إلى ما سمى «فض الاشتباك وتبادل الأسرى» فى 11 نوفمبر 1973، واستمرت إلى أن أعادت مصر افتتاح قناة السويس فى 5 يونيو 1975.

وأضاف: «أن المفاوضات الشاقة والمضنية بين الجانبين استمرت، ولم تكن أقل ضراوة من المعركة العسكرية، إلى أن تم التوقيع على معاهدة السلام، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، فيما انتهت المفاوضات بتحرير سيناء فى ٢٥ إبريل ١٩٨٢ لتبدأ معركة أخرى شاقة بشأن «طابا»، والتى استطاعت مصر أن تنتصر فيها أيضا من خلال التحكيم الدولى الذى أقر بمصريتها وفقا للوثائق والخرائط المقدمة.

وأشار، إلى أن إسرائيل استجابت للمفاوضات بعد رفضها فى أعقاب حرب 1967، لافتا إلى أن صراع المفاوضات لا يقل ضراوة عن الحرب حيث استجابت إسرائيل للمفاوضات حينما شعرت بقوة الجيش المصرى وأنه قادر على استرداد كل شبر من أرضه بأى طريقة، مضيفا أن إسرائيل لم تستجيب لأى مفاوضات مصرية بعد حرب 1967 لأنها خرجت حينها من الحرب منتصرة وبشعور أنها الأقوى ولا داعى للدخول فى مفاوضات كما أنه من وجهة نظرها أن الجيش المصرى قد قهر، لكنها لم تكن تعلم أن الجيش المصرى فى وقت الشدائد يمكن فعل أى شىء بأى طريقة ممكنة أمام العدو.

وقال: إن هناك 6 دروس مستفادة من المفاوضات المصرية الإسرائيلية، أهمها: «أن تجرى تلك المفاوضات من مركز قوة، حيث كانت مصر وقتها فى مركز القوة لأنها المنتصر فى معركة العبور «أكتوبر ١٩٧٣».
وأضاف أن عبور المانع المائى لقناة السويس واقتحام خط بارليف جاء بالعمل الدءوب والفكر السديد والإعداد الجيد وإصرار وعزيمة الرجال الذين قهروا المستحيل، كما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن العناية الإلهية كانت ترعى الجيش المصرى «خير أجناد الأرض».

واعتبر أبو على، استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض وهو فى الخطوط الأمامية للقوات المصرية يوم 9 مارس من العام 1969 رسالة مفادها أن التضحية فى سبيل الوطن تعد من سمات الجندية المصرية، سواء كان هذا المقاتل «فريقا أو ضابطا أو جنديا»، كما أن معنى التضحية لرجال القوات المسلحة أكده كل القادة المشاركين فى قوات إنفاذ القانون بسيناء الآن، مضيفا «أن التعاون والتنسيق الكامل بين القوات المسلحة وأهالى سيناء يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن أهلنا فى سيناء هم خط الدفاع الأول عن سيناء والجبهة الشرقية، وأنهم يضحون بأنفسهم فى مواجهة القتلة والمجرمين أعداء الدين والحياة».

وقال: إن مقاومة التنظيمات الإرهابية حاليا، وكما قال الرئيس السيسى، تتم من خلال 3 محاور، هى: مقاومة الفكر بالفكر من خلال تجديد الخطاب الدينى، وتلك مسئولية الأزهر الشريف وشيخه، وثانيها التنمية الشاملة لسيناء، وأخيرا المواجهة الأمنية من خلال قوات إنفاذ القانون من رجال الجيش والشرطة.

ووجه بطل أكتوبر رسالة للشباب قائلا: «أنه عليكم يا شباب مصر أن تتحلوا بروح أكتوبر التى انتصرت فيها مصر بالعمل والتدريب والعلم وقوة الإيمان وعقيدة المقاتل المصرى «النصر أو الشهادة».

وأكد أن مواجهة الإرهاب فى الوقت الحالى لا يتوقف فقط على الجيش المصرى، بل يحتاج إلى أن يكون لدى الشباب الروح القتالية والحماسية، مضيفا أنه على الشباب قراءة ودراسة حرب 6 أكتوبر بعناية ليعلموا حجم المعاناة التى شهدها الجيش المصرى بعد حرب 1967، ورغم ذلك كان قادرا على الانتصار فى حرب أكتوبر، كما أنه يجب على الشباب أيضا أن يعى جيدا أن دول الشرق الأوسط باتت مستهدفة طوال الوقت، و«علينا أن نتحمل حتى نعبر تلك الأزمة الاقتصادية التى نمر بها فى الوقت الراهن».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك