نبيل نعوم يكتب: جائزة نوبل الهزلية - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 9:08 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نبيل نعوم يكتب: جائزة نوبل الهزلية


نشر في: الجمعة 6 أكتوبر 2023 - 7:49 م | آخر تحديث: الجمعة 6 أكتوبر 2023 - 7:52 م

هذه الجائزة لا علاقة لها بجوائز نوبل المعروفة والتى تُمنح فى شهر أكتوبر من كل عام للمتفوقين فى مختلف أنواع العلوم والأدب، وإنما هى جوائز هزلية مُنحت مثلا فى شهر سبتمبر الماضى وتسمى جائزة إيج نوبل «Ig Nobel Prize».
وهذه الجائزة الساخرة تُمنح سنويًا منذ عام 1991 للاحتفال بعشرة إنجازات غير عادية أو غريبة فى البحث العلمى، وهدفها تكريم الإنجازات التى تجعل الناس يضحكون أولا، ثم تجعلهم يفكرون بعدها. واسم الجائزة هو تورية على جائزة نوبل، الذى تحاكيها بشكل ساخر. ويتم تنظيم جوائز إيج نوبل من قبل مجلة الفكاهة العلمية «حوليات الأبحاث غير المحتملةAnnals of Improbable Research». ويتم تقديم جوائز إيج نوبل فى حفل يقام فى مسرح ساندرز فى جامعة هارفارد، وتليها محاضرات عامة للفائزين فى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. ويرجع تاريخ إنشاء جوائز إيج نوبل لعام 1991 من قبل مارك أبراهامز، المحرر والمؤسس المشارك لمجلة (AIR)، وفى هذا الحفل يتم تقديم الجوائز للاكتشافات «التى لا يمكن، أو لا ينبغى، إعادة إنتاجها»، ويتم منح عشر جوائز كل عام فى العديد من الفئات، كجائزة إيج نوبل فى الفيزياء، والكيمياء، وعلم وظائف الأعضاء/ الطب، والأدب، ولكن أيضًا فئات أخرى مثل الصحة العامة، والهندسة، وعلم الأحياء، والأبحاث متعددة التخصصات. وفى بعض الأحيان أيضا، يتم لفت الانتباه إلى المقالات العلمية التى تحتوى على بعض الجوانب الفكاهية أو غير المتوقعة. تتراوح الجوائز بين مثلا القول بأن الثقوب السوداء تفى بجميع المتطلبات الفنية لكونها موقع الجحيم، إلى البحث عن «قاعدة الخمس ثوان»، التى تفيد بأن الطعام الساقط على الأرض لن يتلوث إذا تم التقاطه خلال خمس ثوانٍ.
ومن الأبحاث الحائزة على الجوائز هذا العام:
العناكب المعاد إحياؤها. وقد حصل فريق يضم «تى فاى ياب» و«دانيال بريستون» من جامعة رايس فى الولايات المتحدة على جائزة إيج نوبل للهندسة الميكانيكية عن عملهم فى إعادة إحياء العناكب الميتة عبر روبوط آلى مماثل للعنكبوت، لاستخدامه كأداة إمساك ميكانيكية، فقد ابتكر الفريق قابضًا ماسكا يعتمد على ملاحظة عضلات أرجل العنكبوت التى تمكنها من الحركة فى اتجاهين متضادين. وبهذا يمكن لهذا القابض من الإمساك بالأشياء ذات الأشكال غير المنتظمة. ومن بين الفائزين الآخرين بالجوائز كان «جان زالاسيفيتش» من جامعة ليستر، الذى فاز بجائزة إيج نوبل للكيمياء والجيولوجيا لشرحه سبب رغبة العديد من العلماء فى لعق الصخور. وكشف أنه فى حين استخدم الجيولوجى الإيطالى «جيوفانى أردوينو» فى القرن الثامن عشر حاسة التذوق للمساعدة فى التعرف على الصخور والمعادن، فإن الجيولوجيين الميدانيين المعاصرين غالبًا ما يستخدمون ألسنتهم لسبب مختلف. وقال زالاسيفيتش: «نحن نفعل ذلك لمساعدة حاسة البصر، وليس التذوق، لأن السطح الرطب يظهر الجزيئات المعدنية بشكل أفضل من السطح الجاف». وفى مجال التغذية، فاز هذا العام «هومى مياشيتا من جامعة ميجى، وهيرومى ناكامورا من جامعة طوكيو» لأبحاثهما حول عيدان تناول الطعام المكهربة وقالت ناكامورا: «يمكن تغيير طعم الطعام على الفور وبشكل عكسى عن طريق التحفيز الكهربائى، وهذا شىء كان من الصعب تحقيقه باستخدام المكونات التقليدية مثل التوابل». وقالت أيضا إن أبحاثها الأخيرة أظهرت أنه من الممكن زيادة ملوحة الأطعمة باستخدام التحفيز الكهربائى للسان. وبالنسبة للجهاز الهضمى، مُنحت جائزة إيج نوبل للصحة العامة لهذا العام للباحثين لتطويرهم مرحاضًا ذكيًا يستخدم تقنيات مختلفة لمراقبة الفضلات البشرية بحثًا عن علامات قد تتبين بعض أعراض الأمراض. وذهبت جائزة الفيزياء إلى الباحثين الذين اكتشفوا أن النشاط الجنسى لسمك الأنشوجة، الذى يتجمع ليلا قبالة الساحل الجاليكى، يُمكِّن الساحل الجاليكى من خلق دوامات صغيرة تخلط طبقات مختلفة من الماء فى المحيطات.
وإن كانت جائزة إيج نوبل تأتى مع شيك أقل فخامة ــ إلى حد ما ــ من جائزة نوبل المعروفة، إذ سيحصل كل فريق فائز هذا العام على عملة ورقية قيمتها 100 تريليون دولار من زيمبابوى، لكن 100 تريليون دولار زيمبابوى لن تجلب الآن سوى 40 سنتا أمريكيا. وهذا جزء بسيط مما كان هواة جمع العملات يدفعونه مقابل الأوراق النقدية التى تحتوى على العديد من الأصفار لسنوات. وتخلت زيمبابوى فى عام 2009 عن عملتها لصالح نظام يهيمن عليه الدولار الأمريكى والراند الجنوب أفريقى بعد أن وصل التضخم إلى 230 مليونا بالمائة.
ومن أمثلة الحاصلين على جائزة إيج وأيضا نوبل المعروفة، هو السير «أندريه كونستانتين جيمGeim»، من مواليد 21 أكتوبر 1958، وهو عالم فيزياء هولندى ــ بريطانى روسى المولد يعمل فى إنجلترا فى كلية الفيزياء وعلم الفلك فى جامعة مانشستر. حصل جيم على جائزة نوبل فى الفيزياء لعام 2010 بالاشتراك مع «كونستانتين نوفوسيلوف» لأبحاثهما فى الجرافين، وهى مادة متأصلة من الكربون، وتُعتبر أرق مادة معروفة على الإطلاق حتى الآن، ويُنظر إليها كمادة المستقبل إن أمكن تصنيعها بكميات مفيدة. وقد حصل جيم أيضًا على جائزة إيج نوبل فى وقت سابق فى عام 2000، لرفعه ضفدعًا باستخدام التحليق المغناطيسى. وهو يعتبر الفرد الأول والوحيد، حتى عام 2023، الذى حصل على جائزتى نوبل المعروفة وإيج نوبل.
وعادة يُختتم حفل توزيع الجوائز تقليديًا بالكلمات التالية: «إذا لم تفز بالجائزة ــ وخاصة إذا فزت بها ــ حظًا أفضل فى العام المقبل».
وللأسف فى مصر منبع العلم والحضارة، لم يتمكن مكتشف علاج فيروس سى والإيدز عن طريق جهاز الكفتة، من الدخول للحصول على جائزة نوبل أو إيج نوبل، إذ وإن كانت الاكتشافات الغريبة والمقبولة قد تثير السخرية، إلا أنها تقوم جميعا على أبحاث علمية جادة. ولا تقم على المثل المصرى الذى يدعم شطارة الفهلوة والذى يقول:
«الشاطرة تغزل برجل حمار».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك