سطلت إذاعة "فرانس.بلو" الفرنسية، الضوء على مؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرون للمناخ (كوب 27) في شرم الشيخ، معتبرة أنه فرصة جيدة للقارة الإفريقية.
وأوضحت الإذاعة الفرنسية أن مؤتمر المناخ، بجانب أهميته في كونه فرصة لإثارة قضية الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإنه أيضاً بمثابة ما وصفته بـ"مؤتمر الأطراف الإفريقي"، إذ يمثل فرصة للبلدان الإفريقية للضغط من أجل اعتماد آلية صنع القرار لحساب "الخسائر والأضرار" الناجمة عن تغير المناخ الذي يتعرضون له بشدة.
وأشارت الإذاعة الفرنسية إلى أن القادة الأفارقة يأملون في الحصول على مساهمة مالية محددة من البلدان المتقدمة، المسؤولة عن غالبية انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ونقلت الإذاعة الفرنسية عن الناشطة الأوغندية الشابة فانيسا ناكاتي، قولها: "تاريخياً، إفريقيا مسؤولة عن أقل من 4٪ من الانبعاثات العالمية، لكن الأفارقة يعانون من أكثر الآثار الوحشية لأزمة المناخ".
وفي "كوب-26" في جلاسكو العام الماضي، رفضت الدول الغنية إنشاء مثل هذه الآلية المالية على الفور، ووافقت فقط على إنشاء تقويم بسيط "للحوار" حول التعويض المالي، وفقاً للإذاعة الفرنسية.
لكن النشطاء يأملون في إمكانية إعادة الموضوع إلى طاولة المفاوضات في شرم الشيخ، حيث يواجه الكوكب سلسلة من الفيضانات وموجات الحر والجفاف، الكوارث الشديدة بشكل خاص لإفريقيا.
ووفقًا لدراسة حديثة أجراها موقع موجز الكربون، تسببت الأحداث المناخية المتطرفة في مقتل 4 آلاف شخص على الأقل وتشريد 19 مليونًا في جميع أنحاء القارة منذ بداية العام وحده.
في إشارة إلى أن المناقشة تتقدم، تقول الولايات المتحدة إنها "تؤيد تمامًا" مسألة الضرر الذي لحق بالدول الفقيرة بشكل غير متناسب في مواجهة تغير المناخ الذي يتم مناقشته في "كوب-27".
وقال المبعوث الأمريكي الخاص بشئون بالمناخ، جون كيري في مؤتمر صحفي أكتوبر الماضي: "نحن بحاجة إلى الانتقال إلى المستوى التالي وإجراء حوار حقيقي حول كيفية تعامل العالم مع الخسائر والأضرار"، موضحاً أن واشنطن ستصدر "إعلانات في "كوب-27" حول دعمها لأفريقيا في التكيف" في مواجهة تغير المناخ.
وفي فرنسا، أعلن مستشاراً للرئيس إيمانويل ماكرون، أن فرنسا منفتحة على مسألة "الخسائر والأضرار"، لافتاً إلى أن إنشاء "مرفق مالي جديد" في نظر باريس لم يكن الرد "الأكثر فعالية"، معرباً عن تفضيله للبحث عن حلول "ملموسة" لأن الأموال موجودة بالفعل في صناديق أخرى.