شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلا كبيرا، خلال الأيام الماضية؛ جراء مقترح للمسرح القومي بإنتاج أمسية ثقافية تعرض السيرة الذاتية لحياة الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي خلال شهر رمضان المقبل.
وتطور الأمر إلى الهجوم على الشيخ الشعراوي، والذي بدأ بهجوم حاد شنه أحد الإعلاميين بقوله عبر برنامجه، إن الشعراوي شيخ متطرف داعشي سلفي ضد الأقباط ويهين المرأة وليس وسطيا كما يرى البعض.
وردًا على هذا الهجوم الشديد الذي شارك فيه نقاد ومؤلفون، دشن الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية وأحد علماء الأزهر الشريف، سلسلة تغريدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للدفاع عن الشعراوي.
• الشعراوي أعظم ثمرات الأزهر الشريف خلال القرن الماضي
علق الدكتور أسامة السيد الأزهري على مهاجمي الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، واصفا إياه بـ«الإمام الكبير»، مؤكدًا أنه في نظره ونظر أبناء الأزهر الشريف وأبناء المدارس العلمية المختلفة، نموذجا مشرفا من أئمة العلم والهدى والدين على طراز أئمة الإسلام الكبار، ومن أعظم ثمرات الأزهر الشريف خلال القرن الماضي.
• باب من أبواب تجديد الخطاب الديني
ووصف الأزهري، خلال لقاء جمعه مع الإعلامي رامي رضوان في برنامج «مساء dmc»، الشعراوي بأنه باب من أبواب تجديد الخطاب الديني، لافتًا إلى أن مشروعه في تفسير القرآن الكريم وجد آذانا واعية، وصدى في قلوب ووجدان المصريين، وتعلقت قلوب المواطنين بهذا الإنسان العظيم الذي ملء قلوبهم.
وأشار مستشار رئيس الجمهورية، إلى أن الشعراوي دخل إلى بيوتهم من خلال شاشة التلفزيون وأدخل معه إلى البيوت النور والفهم والحكمة والأمان والرحمة والاعتزاز بالبلد والغيرة على مصر ممن يكفرها ويتهجم عليها، بكلمته العظيمة المشهورة عمن يصف مصر بأنها أمة كافرة.
• أتاه الله مفاتيح اللغة وكان بارعًا فيها
وأوضح أن الشيخ الشعراوي أتاه الله مفاتيح اللغة وكان بارعًا فيها، وكان قادرا على التنقل ببراعة بين دائرة العلماء الأكاديميين والمثقفين والكٌتاب وأرباب الرأي، ودائرة الثقافة الشائعة بالاضافة إلى كونه عظيم التواصل الجماهيري مع عموم الناس.
• سبب إعادة المصريين لتذوق القرآن الكريم
وقال الأزهري، في منشور له عبر فيسبوك، إن الشيخ الشعراوي كان سببًا في إعادة جمع المصريين على تذوق القرآن الكريم، وأنَّ مفتاح القرآن الكريم هو مشهد الجمال، ومشهد الفهم، ومشهد النورانية، وليس مشهد التكفير، والجاهلية، والفرقة الناجية، والولاء والبراء، وحتمية الصدام، ورفع السلاح، واختطاف الناس، وقطع رقاب الناس، شتان بين هذا وذاك.
• حائط الصدِّ الذي حمى المصريين من التطرف
وفي منشور آخر، قال مستشار رئيس الجمهورية: "في فترة السبعينيات كنا نعاني من هذه الهجمة شديدة الشرسة من جماعات التطرف، وفي ظل هذا برز صوت عاقل حكيم أُعْجِبَ به المصريون، كان صوت الشيخ الشعراوي".
اختار الدكتور أسامة الأزهري، بعض عبارات الهجوم على الإمام الشعراوي ليرد عليها، فقال:
- يقول أحدهم في رواياته، إن الصحابة الكرام قتلة ودواعش، فليس غريبًا أن يقول الكلام ذاته عن الإمام الشعراوي الذي حمى الناس من التطرف والإرهاب.
• منذ خمسين سنة والإمام الشعراوي يملأ الدنيا علما، فما رأينا أحدًا أراق قطرة دم، ولا حمل السلاح، ولا صار داعشيًا بسبب كلمة سمعها من الشيخ الشعراوي.
• يقول إن الإمام الشعراوي ضد الأقباط، فيرد عليه رأس الأقباط البابا شنودة بقوله في رثاء الإمام الشعراوي: "لقد تأثرنا كثيرا لوفاة صاحب الفضيلة الشيخ متولي الشعراوي، فهو رجل عالم متبحر في علمه، وهو محبوب من الآلاف وعشرات الآلاف ومئات الآلاف، وموضع ثقة من كثير في كل ما يبديه من رأي، وقد عاش واعظًا وكاتبًا وشاعرًا، وضعفت صحته في الأيام الأخيرة، وأراد له الله أن يستريح من تعب هذه الدنيا، وقد جمعتني به أواصر من المودة والمحبة في السنوات الأخيرة من عمره، وكنا نقضي وقتا طيبا معا وكنا أيضًا تجمعنا روابط من محبة الأدب والشعر، نطلب العزاء لكل محبيه ولأسرته.
- "الإمام الشعراوي تعامل مع الشعب المصري على أنه نجم وليس شيخًا"، فيرد عليه الشعب المصري بفيديو في جنازة الشيخ الشعراوي الذي يفيض حبًا وتقديرا، والشعب المصري لا يخدعه أحد، ولا يتعالى عليه أحد، بل يعرف الصادق من الكاذب.
ووصف الأزهري، جنازة الشعراوي بالمشهد المشرف الذي شهد حشودا بشرية ليس لها نهاية، تدل على شعور المصريين تجاه الإمام الجليل.