• واردات الذرة ترتفع إلى 27.5% وتراجع القمح 17%
• سليمان: الفلاحون يستبدلون الذرة بالقمح في تغذية المواشي بعد انقلاب الأسعار بين المحصولين
ارتفعت واردات مصر من الذرة الصفراء بنسبة 27.5% خلال الفترة من يناير وحتى نوفمبر الماضي، إذ قفزت الكميات المستوردة هذا العام إلى 10.2 مليون طن، مقابل 8 ملايين طن خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لوثيقة رسمية حصلت «الشروق» على نسخة منها.
وبينت الوثيقة أن واردات الذرة الصفراء، التي تُعد المكون الأساسي في صناعة الأعلاف بمصر، بلغت 932 ألف طن شهرياً في 2025، مقارنة بـ733 ألف طن شهرياً العام الماضي.
وكشفت الوثيقة أن البرازيل عززت موقعها كمورد أول لمصر بحصة 62.5% من إجمالي الواردات، بعد أن أزاحت أوكرانيا التي تراجعت حصتها بأكثر من الثلثين مقارنة بالعام الماضي، لتقتصر على 11% فقط، ودخلت الولايات المتحدة قائمة الموردين بحصة 7%، مقابل صفر واردات منها العام الماضي، في ضوء التغييرات الجذرية بخريطة الإمداد العالمية.
كما أثر انخفاض أسعار الأعلاف عالميا على زيادة واردات مصر من فول الصويا؛ إذ ارتفعت وارداته خلال 11 شهراً فقط هذا العام بنسبة 21% مقارنة بحجم واردات العام الماضي بالكامل، ليصل إجمالي الواردات في 2025 إلى نحو 4.6 مليون طن، مقابل 3.6 مليون طن في 2024.
وفي المقابل، تراجعت واردات القمح بنحو 17%، بعد أن سجلت 11.5 مليون طن منذ بداية يناير 2025 وحتى نهاية نوفمبر الماضي، مقارنة بـ13.8 مليون طن خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
من جانبه، توقع هشام سليمان، مدير شركة «ميدترينيان ستار» للتجارة واستيراد الحبوب، أن تتجاوز واردات الذرة حاجز 11 مليون طن بنهاية 2025، مرجعاً ذلك إلى انخفاض الأسعار العالمية للذرة وجودة الإنتاج، إلى جانب التوسع في تربية الدواجن ودخول مربين جدد للقطاع، الذي يقود الطلب على الذرة ضمن صناعة الأعلاف، فضلاً عن انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه.
وقال سليمان لـ«الشروق» إن سعر الذرة في السوق المحلي يبلغ نحو 238 دولاراً للطن، بينما يصل سعر المستورد نحو 242 دولاراً للطن، مشيراً إلى أن الفارق البسيط بين السعرين—4 دولارات فقط—يعكس حالة من الاستقرار النسبي في أسعار الذرة محلياً.
وحول العلاقة بين تراجع واردات القمح وارتفاع واردات الذرة، أوضح سليمان أن هناك ارتباطاً مباشراً بينهما؛ إذ لجأ الفلاحون هذا العام إلى استخدام الذرة في تغذية المواشي بعد انخفاض سعرها مقارنة بالقمح، بينما كان العكس يحدث في العام الماضي عندما كان القمح أقل سعراً من الذرة، سواء عالمياً أو محلياً.
وتعمل مصر حالياً على تنفيذ مشروعات صوامع جديدة لتخزين الحبوب، وتوفير السلع الاستراتيجية وفي مقدمتها القمح، من خلال حشد تمويلات تنموية ميسرة من شركائها، إلى جانب استكمال البرنامج الوطني لإنقاذ تقاوي محاصيل الخضر لزيادة القدرة على إنتاج بذور الخضروات محلياً بدلاً من استيرادها.
ورفعت الحكومة سعر توريد القمح هذا الموسم إلى 2350 جنيهاً للأردب، مقارنة بـ2200 جنيه في الموسم الماضي، بزيادة قدرها 150 جنيهاً.